«اليونيفيل» تنتظر التحقيق المشترك مع الجيش اللبناني لتحكم إذا كان انفجار طير فلسيه يمس بالقرار 1701

بيريس يتهم حزب الله بتحويل لبنان إلى «برميل بارود»

جندي لبناني يمنع أمس المراسلين الصحافيين من الاقتراب من مدخل المبنى الذي وقع الانفجار في مرأبه ليل أول من أمس في بلدة طير فلسيه الجنوبية (رويترز)
TT

أعلن أمس الجيش اللبناني أن انفجار بلدة طير فلسيه في قضاء صور، في الجنوب، أدى إلى «إصابة مواطن بجروح» وأنه «ضرب على الفور طوقا حول المكان» فيما باشرت لجنة متخصصة التحقيق في ظروف الحادث. واعتبرت، أمس، القوات الدولية العاملة في الجنوب الـ«يونيفيل»، على لسان الناطقة باسمها، ياسمينا بوزيان، في اتصال أجرته بها «الشرق الأوسط» أن «التحقيق وحده يحدد ما إذا كان الانفجار يشكل خرقا للقرار 1701».

وصباحا، تفقد مسؤول المخابرات في الجيش في الجنوب العقيد علي شحرور، رافقه قائد القطاع الغربي في «اليونيفيل» الجنرال كارملو تشيكو، مكان الحادث. وقالت، أمس، بوزيان لـ«الشرق الأوسط»: «أبلغنا بالانفجار ليل (أول من) أمس وبدأنا على الفور النظر في الموضوع والتحقيق في الحادث. وأرسلت (اليونيفيل) مع الجيش اللبناني دوريات إلى المكان نحو الساعة الحادية عشرة والنصف من ليل (أول من) أمس. وصباح اليوم (أمس) توجّه فريق تحقيق مشترك من الجيش اللبناني و(اليونيفيل) وتفقد مكان الحادث والمنطقة المحيطة. ونحن ما زلنا بصدد تحليل المعلومات والأدلة لتبيان ظروف الحادث والحقائق. وقيادة (اليونيفيل) على اتصال مع كل الفرقاء والوضع هادئ عموما».

وعن عدد الضحايا، خصوصا أنه كان هناك تضارب في المعلومات لحظة وقوع الانفجار، قالت: «استقينا معلوماتنا من الجيش اللبناني الذي قال إن شخصا واحدا قد أصيب بجروح. وليس لدينا أي تقارير عن إصابات أخرى».

وعما إذا كان هذا الحادث يشكل خرقا للقرار 1701، قالت: «التحقيق ما زال جاريا، علينا أن نحصل على الوقائع قبل أن نحكم عليها. وإذا وجد التحقيق أنه كان هناك سلاح أو ذخائر أو مواد متعلقة بها أو مسلحون غير مسموح بهم أو غير مرخص لهم في منطقة جنوب نهر الليطاني، فذلك يعني خرقا للقرار 1701».

وعن الدور الذي يجب أن تضطلع به (اليونيفيل) في حالات كهذه، قالت: «حين تقع حوادث من هذا النوع أو تتعلق بالقرار 1701، نحقق بالتنسيق الكامل مع الجيش اللبناني». وفضلت «انتظار نتائج التحقيق» قبل الحكم ما إذا كانت هناك أي علاقة بين حادث خربة سلم، حيث انفجر مخزن للذخائر تابع لحزب الله قبل أشهر.

وفي القدس قال الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس غداة انفجار طير فلسيه إن حزب الله يحول لبنان إلى «برميل بارود».

وقال بيريس للصحافيين خلال زيارة إلى شمال إسرائيل «أمس وقع انفجار في كراج يحوي ذخائر في صور. في رأيي، حزب الله يحول لبنان إلى برميل بارود. ليست إسرائيل من يعرض لبنان للخطر بل حزب الله». وأضاف «ليس هناك أي سبب يمنع أن تبرم إسرائيل سلاما مع لبنان. هذا البلد يمكنه، مع السلام، أن يكون سويسرا الشرق الأوسط، والذين يمنعون ذلك معروفون من قبل الجميع».

ومن جهته، قال الجيش الإسرائيلي في بيان أنه «يعتبر أن الانفجار الذي وقع يثبت مرة أخرى وجود أسلحة ممنوعة في جنوب لبنان»، خلافا لبنود قرار الأمم المتحدة 1701. وأضاف البيان أن «الجيش الإسرائيلي طلب من القوة المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان (فينول) إجراء تحقيق» حول هذه المسألة. وكان الناطق باسم حزب الله، إبراهيم الموسوي، قد أكد أن «شخصا واحدا جرح في انفجار طير فلسيه، وأن سبب الانفجار لا يزال تحت البحث». ورأى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، الشيخ عبد الأمير قبلان أن «الأمن في لبنان يتوقف على قيام حكومة قادرة قوية تكفل تحقيق الوفاق السياسي بين كل الأفرقاء وتوفر الاستقرار والازدهار للوطن»، منوها بـ«دور الجيش والقوى الأمنية في سهرهم على فرض الأمن والضرب على أيدي المجرمين والبقاء في جهوزية تامة للتصدي لكل من يسيء إلى مسيرة الأمن في البلاد».

من جهته، قال عضو كتلة المستقبل، النائب عاطف مجدلاني، في حديث إذاعي إن «الحوادث الأمنية تحتم علينا الرجوع إلى اتفاق الطائف»، داعيا إلى «حصر السلاح في يد الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية».

من جهة أخرى، نقل، أمس، الصليب الأحمر الدولي من داخل إسرائيل، عن طريق معبر الناقورة الحدودي، عائلتي اللبنانيين، سمير منصور من دير ميماس، وأحمد حسين نصر الله من بلدة الخيام، إلى بلدتيهما بعدما كانوا قد دخلوا إلى إسرائيل غداة تحرير الجنوب في مايو (أيار) 2000.