ساركوزي مستاء من حملة ضد ابنه.. ومقربون منه يقولون إن جان لا يملك حقوقا أقل لأنه ابن الرئيس

بعد شيوع خبر عن احتمال تولي جان ساركوزي رئاسة شركة تطوير أكبر الأحياء المالية في أوروبا

TT

استنكر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس ما سماه «التحامل» على ابنه الاصغر جان «بلا سند»، بعد ان أثار خبر احتمال تولي ابن ساركوزي رئاسة شركة تطوير حي «لا ديفانس» القريب من باريس، وهو اكبر الاحياء المالية في اوروبا، موجة استياء وانتقاد واسعتين في باريس. وردا على سؤال للصحافيين في ختام خطاب في قصر الاليزيه، قال ساركوزي «بالأمس تحمستم بسبب اي قضية مثيرة للجدل؟ قضية فريدريك ميتران. حسنا، هذا طبيعي فأنتم تتبعون القضايا المثيرة للجدل، واحيانا تسبقونها وانا علي ان اتابع الاصلاحات واحل المشكلات». واضاف:«كل ما يؤدي الى التحامل على شخص بلا سند وبصورة مفرطة، ليس جيدا على الاطلاق».

واستنكرت المعارضة الفرنسية تعيين جان ساركوزي (23 عاما) المحتمل على رأس شركة لتطوير حي لا ديفانس. وكان وزير الثقافة فريدريك ميتران الذي ذكر اسمه ساركوزي كذلك موضع جدل الاسبوع الماضي عندما اضطر للدفاع عن نفسه بعد اتهامه بامتداح السياحة الجنسية في كتاب نشر في 2005. وشن المقربون من ساركوزي أيضا هجوما مضادا، وفي مواجهة اتهامات «بالمحاباة»، رأى المقربون من الرئيس ان الشاب البالغ من العمر 23 عاما «لا يملك حقوقا اقل» لأنه ابن رئيس الدولة. وقال المستشار الخاص للرئيس هنري غينو ان «جان ساركوزي لا يملك حقوقا اكثر من الآخرين ولا اقل منهم (...) انه سياسي كغيره ولا يملك حقوقا اقل من غيره لانه ابن رئيس الجمهورية». وهذه الحجة كررها الناطق باسم الحكومة لوك شاتيل الذي قال انه «صدم» بهذا الجدل.

وحتى رئيس الوزراء فرنسوا فيون علق على احتمال انتخاب جان ساركوزي قريبا على رأس الهيئة العامة لتنظيم حي لا ديفانس، مؤكدا ان تولي الشاب هذا المنصب امر شرعي. وقال لاذاعة «ار تي ال» الفرنسية «انه انتخاب ومسابقة ولا مجال لاثارة جدل حولها». وذكر ان جان ساركوزي «انتخب اولا من قبل الناخبين في او سور سين (ليصبح مستشارا في هذه الدائرة الواقعة غرب باريس في عام 2008) ثم من قبل زملائه ليصبح زعيم الاغلبية (اليمينية) للمجلس العام في الدائرة». وتابع:«الآن يختاره هذا المجلس ليتولى الرئاسة» في حي لا ديفانس.

وفي مواجهة الجدل الذي تثيره هذه المرحلة الجديدة من صعوده السياسي، رد جان ساركوزي في صحيفتين شعبيتين. وكتب يقول: «هل انا غير شرعي للترشح لانتخابات لانني احمل اسم ساركوزي؟ أواجه انتقادا ايا تكن اقوالي وافعالي»، مؤكدا ان كونه يحمل اسم ساركوزي «يجعل الامور اصعب». لكن الوضع يبدو اصعب من امكانية تهدئته. فقد اطلقت عريضة على الانترنت تطلب من جان ساركوزي انهاء دراسته اولا (في السنة الثانية في كلية الحقوق) والقيام بدورات تدريبية للإدارة. وجمعت هذه العريضة 43 الف توقيع حتى الآن. وبعد انتقادات اليسار والوسط، تولت الصحف اكمال الحملة. وكتبت صحيفة «لو ميدي ليبر» ساخرة انه «يملك الفضائل الاساسية التي يفاخر بها والده امام الشعب: الجد والتقدير والعمل». اما صحيفة «ريبوبليك دي بيرينيه»، فرأت ان «المستقبل امامه ووالده وراءه». ويفترض ان ينضم جان ساركوزي الى مجلس ادارة الهيئة العامة لحي لا ديفانس في 23 اكتوبر (تشرين الاول) ويمكن ان ينتخب رئيسا في الرابع من ديسمبر (كانون الاول). وسيسمح له هذا المنصب المهم بالإشراف على الاشغال المدينية في اكبر حي للاعمال في اوروبا يضم حاليا 2500 مقر لشركات بينها توتال والسوسييتيه جنرال ويعمل فيها 150 الف موظف في مكاتب تبلغ مساحتها الاجمالية ثلاثة ملايين متر مربع. وكان نيكولا ساركوزي شغل هذا المنصب في 2005 و2006. ويريد ابنه الاصغر المولود من زواجه الاول السير على خطاه على ما يبدو. وكان جان ساركوزي الذي يشبه والده الى حد كبير ويتحدث بطلاقة، بدأ العمل السياسي في او سور سين الدائرة الغنية التي بدأ فيها والده حياته السياسية عندما كان في العشرينات من عمره ايضا. وفي فبراير (شباط) 2008 حيا الرئيس«بشجاعة» ابنه. وقال: «اشعر بالفخر بالطريقة التي يتدبر فيها امره. من عادته ان يتدبر امره بنفسه تماما مثل والده عندما كان في سنه».