أميركا تتجنب إدانة كوريا الجنوبية لاستثمارها 1.8 مليار دولار في حقل نفطي إيراني

واشنطن ستشارك بفنيين في اجتماع فيينا الاثنين المقبل حول إيران

TT

امتنع مسؤول أميركي عن إدانة حكومة كوريا الجنوبية لتعامل تجاري حديث يربط بينها وإيران في مجال الاستثمارات النفطية، وذلك رغم السياسة الأميركية المعلنة بضرورة عدم التعامل مع إيران في هذا المجال، التزاما بحزمة العقوبات التي فرضها مجلس الأمن ضد إيران لعدم امتثالها بقرارات أصدرها المجلس تتعلق بقضية الملف النووي الإيراني وإصرار إيران على مواصلة تخصيب اليورانيوم، ما يقود للتساؤل إن كانت هذه بداية تحول في السياسة الأميركية نتيجة لما أبدته إيران من لين ومرونة في أثناء جلسة التفاوض والحوار المباشر الذي تم بينها والولايات المتحدة الأميركية في اجتماع تاريخي بجنيف في الثالث من هذا الشهر، لأول مرة منذ قطيعة دبلوماسية 30 عاما.

كان فليب كرولي المتحدث باسم الخارجية الأميركية قد تجنب الإدلاء برأي قاطع حول الاتفاق التجاري الذي بموجبه ستستثمر دولة كوريا الجنوبية مبلغ 1.8 مليار دولار في حقل بارز الإيراني الجنوبي للنفط والغاز. مكتفيا ردا على صحافي تساءل إن كانت تلك الاتفاقية من قبل دولة مثل كوريا الجنوبية أقرب الحلفاء للولايات المتحدة تعتبر خرقا للعقوبات المفروضة ضد التعامل التجاري والاستثمار في مجال النفط مع إيران، بالقول إن حكومة بلاده لا تغفل مجالا للتذكير بما لمثل هذه التعاملات من تأثير، خصوصا في مثل هذه الظروف الحساسة.

من جانب آخر أشار كرولي في معرض ردوده على الأسئلة اليومية للصحافيين المعتمدين لدى وزارة الخارجية الأميركية، أن بلاده سوف تشارك بوفد لم يحدد بعد لكنه سيكون وفدا من فنيين، وذلك للاجتماع المعلن عنه بالعاصمة النمساوية فيينا، صباح الاثنين 19 الحالي، بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران وروسيا، بغرض الوصول إلى اتفاق تقوم إيران بموجبه بشحن كميات مما لديها من يورانيوم منخفض التخصيب إلى روسيا التي ستقوم بتخفيضه لدرجة أعلى ثم يواصل مسيرته إلى فرنسا لمزيد من الإعداد، ليعود إلى إيران كوقود نووي يمكنه استخدامه في تشغيل مفاعلها النووي بوشهر، وذلك في عملية الغرض الأساسي منها إعادة شيء من الثقة المفقودة بين إيران والمجتمع الدولي، ولتتأكد الدول المتشككة في سلمية النشاط النووي الإيراني وأن إيران لم تقُم بعمليات تخصيب لدرجات عالية يمكنها معها صنع سلاح نووي. وكان كرولي قد أوضح أن الولايات المتحدة الأميركية رغم أنها ليس طرفا في هذه العملية التقنية التي ستتم بين إيران وروسيا وفرنسا بمراقبة وإشراف من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإنها ستحضر الاجتماع كما ستحضره بقية الأطراف التي شاركت في اجتماع جنيف الذي عقد في الثالث من الشهر الجاري بين إيران ومجموعة 5+1، وهي الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وروسيا وبريطانيا والصين، بالإضافة إلى ألمانيا.

من جانب آخر أكد كرولي أن بلاده ستحضر اجتماعا هاما آخر وصفه بالسياسي، بين إيران وذات المجموعة لمتابعة ما بدأت الأطراف الست مناقشته وإيران إبان اجتماع جنيف، وذلك في موعد سيعلن عنه نهاية هذا الشهر.