دفعت قوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام العاملة في مقديشو 7600 دولار أميركي لرعاة صوماليين، كتعويض عن قطيع من الإبل، قتلته القوات الأفريقية الشهر الماضي عن طريق الخطأ بالقرب من قاعدتهم الرئيسة الملاصقة لمطار مقديشو الدولي.
وكانت القوات الأفريقية التي تحرس المطار قد أطلقت الرصاص على قطيع الإبل الذي كان يتكون من 17 جملا وناقة، في وقت كان يمر فيه بالقرب من قاعدتهم في المطار، حيث ظنها الجنود الأفارقة قوة مهاجمة نتيجة الظلام؛ وأطلقوا عليها النار، مما أدى إلى نفوق 11 جملا وناقة وإصابة الستة المتبقية. وتبين في الصباح أن الهدف كان قطيعا من الإبل، ولم يكن مهاجمين من الجماعات الإسلامية المعارضة للحكومة الصومالية ولتواجد قوات الاتحاد الأفريقي في البلاد.
وقال المتحدث باسم قوات الاتحاد الأفريقي الميجور «بريجي بهوكو» إن الحرس المناوبين في البوابة الرئيسية للقاعدة لم يقدروا على التمييز بين الإبل وبين مهاجمين محتملين نتيجة الظلام الدامس، وأطلقوا النار على الهدف المتحرك، مما أدى إلى موت معظم القطيع نتيجة هذا الخطأ غير المقصود. وأضاف بهوكو أن الاتحاد الأفريقي قرر بعد مفاوضات مع مالكي القطيع دفع تعويض مناسب لهم نتيجة ما خسروه من رؤوس الإبل. وشكر رعاة الإبل قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي على هذا التعويض، وتم تسليم المبلغ بحضور ممثلين عن الحكومة الصومالية. وتعد الإبل ثروة كبيرة في الصومال، حيث تعد الصومال واحدة من الدول التي تملك أكبر عدد من رؤوس الإبل في العالم، وكانت الحروب تندلع بين القبائل الصومالية نتيجة نهب أو ذبح ناقة واحدة في الماضي، كما أن الإبل تعتبر رمزا للشرف وتدفع في المهور والدية، كما أن لحم الإبل وحليبها يعتبران من الوجبات الدائمة في الصومال لجميع الأعمار. ويحتل رعاة الإبل المرتبة الأولى في السلم الاجتماعي البدوي للمجتمع الصومالي، ويأتي بعدهم رعاة البقر ثم رعاة الغنم وأخيرا المزارعون.