الجليد سينحسر عن القطب الشمالي خلال 10 سنوات

ممر شمالي مفتوح للملاحة البحرية وتنبؤات بعواقب خطيرة على مناخ الأرض

TT

الجليد قد ينحسر تماما عن المحيط المتجمد الشمالي، الذي سيصبح مفتوحا تماما أمام الملاحة، في صيف عام 2020، وفقا لمعطيات من أحدث تقرير قدمه فريق من الباحثين جابوا القارة القطبية الشمالية عدة أشهر.

وتأتي هذه النتائج بعد تسجيل فريق «كاتلين لمسح القارة القطبية الشمالية» بقيادة المستكشف بين هادو، لقياسات عن سمك الجليد في بحر بيفورت بداية هذا العام. وأظهرت الأبحاث أن أكثرية الجليد في المنطقة تتكون من جليد هذا العام وأن سمكه لا يزيد عن 1.8 متر، وأنه سيذوب الصيف المقبل. وكانت هذه المنطقة تعرف في السابق بوجود طبقات سميكة من الجليد لا تذوب بسرعة.

وعلق البروفسور بيتر وادهام الباحث في فيزياء المحيطات في جامعة كمبردج الذي درس النتائج، أن هذه المنطقة ستصبح على الأغلب خالية من الجليد في الصيف وسوف لن تحتاج السفن إلى كاسحات الجليد لكي تبحر من المحيط الهادئ إلى الأطلسي عبر الممر البحري الشمالي. وسوف يقلل هذا الممر من المسافة التي تقطعها السفن في رحلتها من الشرق الأقصى إلى أوروبا عبر قناة السويس بنحو 3 آلاف ميل (4.8 ألف كلم تقريبا). وقارن خبراء «مجموعة فيزياء المحيط القطبي» التابعة لجامعة كمبردج التي يعمل فيها وادهام، قياسات سمك الجليد في منطقة محددة التي سجلتها غواصة البحرية الملكية البريطانية النووية «تايرليس» عام 2007 مع القياسات الجديدة. وقال وادهام إن الجليد سينحسر إلى منطقة في شمال غرينلاند وجزيرة إلسمير بحلول عام 2020 وأن مساحته ستقل إلى النصف مقارنة بمساحته في الصيف المنصرم. وأضاف «أن هذا يعتبر أكبر تأثير لظاهرة الاحتباس الحراري في الأرض، على تضاريس الكرة الأرضية».

من جهته، قال مارتن سامركورن المسؤول في صندوق الحياة البرية العالمي إن البحر المتجمد الشمالي يحتل موقعا مركزيا في تحديد مناخ الأرض، وإن فقدان غطاء المحيط المتجمد الشمالي الجليدي الذي يلعب دورا كبيرا في تحديد المناخ لن يؤثر على هذا المحيط فحسب بل وعلى غيره من مناطق الأرض. ونقلت عنه وكالة «اسوشييتد بريس» أن «هذا قد يقود إلى حدوث فيضانات تهدد ربع سكان العالم، وإلى تغيرات مناخية شاملة».