4 هجمات متزامنة على أمن باكستان استهدفت مراكز تدريب الشرطة

خلفت أكثر من 40 قتيلا.. والجيش يعلن أن «الوضع تحت السيطرة التامة»

ضباط ومدنيون يواسون المتدربين في الاكاديمية العسكرية في لاهور التي تعرضت لتفجير انتحاري امس (إ.ب.أ)
TT

شن عشرات المسلحين أربع هجمات متزامنة على مواقع عسكرية وأمنية في مدنية لاهور الباكستانية, مما أسفر عن سقوط 40 قتيلا على الأقل بعد أسبوع من أعمال عنف راح ضحيتها أكثر من 100 قتيل. وتعرضت ثلاثة مواقع للهجوم صباح أمس في لاهور، وهي مقر مكتب التحقيقات الفيدرالي الباكستاني، ومركز لتدريب الشرطة، ومركز لتدريب القوات الخاصة التابعة للشرطة. وقد أسفر الهجوم على مقر التحقيقات عن مقتل خمسة أشخاص هم ضابطان ورجل أمن واثنان من المهاجمين. هذا وتبنت طالبان باكستان  مسؤوليتها عن العمليات.

وجاءت هجمات لاهور بعد ساعات من هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف مركزا للشرطة في كوهات شمال غربي باكستان، وأوقع عشرة قتلى و12 جريحا على الأقل. ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدر أمني قوله إن من بين القتلى تلاميذ مدرسة كانوا يمرون بالمكان وقت الانفجار.

فيما أعلن ضابط في الجيش الباكستاني أن الوضع بات «تحت السيطرة التامة» بعد ظهر أمس في لاهور (شرق) بعد الهجمات شبه المتزامنة التي استهدفت ثلاثة مراكز للشرطة وأوقعت أكثر من 40 قتيلا. وكانت الشرطة أعلنت بعيد الظهر انتهاء اثنين من الهجمات المسلحة الثلاثة استهدفا مقر الشرطة الجنائية ومعهد تدريب للشرطة، على حصيلة بلغت 11 قتيلا هم ستة من عناصر قوات الأمن وخمسة مهاجمين. كما هاجم عشرة مسلحين مركزا لتدريب وحدات النخبة في الشرطة في بديان بضاحية لاهور وتمكنوا من التسلل إليه بعدما تسلقوا السور. وقال الجنرال شفقت احمد قائد منطقة لاهور العسكرية للصحافيين إن «الوضع في بديان بات تحت السيطرة التامة».

وأضاف «شاهدنا جثث خمسة إرهابيين في المعسكر، بعضهم قتلته قوات الأمن والآخرون فجروا القنابل التي كانوا يحملونها». وأضاف أن اثنين من الانتحاريين فجرا نفسيهما داخل أكاديمية ماناوا للشرطة. وجاءت الهجمات التي وقعت في لاهور القريبة من الحدود مع الهند إضافة إلى انفجار سيارة ملغومة في كوهات بشمال غربي البلاد قبل عملية عسكرية متوقعة ضد طالبان في معقلها بوزيرستان الجنوبية على الحدود مع أفغانستان. ووقعت هذه الأحداث بعد أيام من مداهمة مقر الجيش في روالبندي في هجوم أبرز الخطر الذي يشكله المتشددون في البنجاب أهم أقاليم باكستان من الناحية الاقتصادية ومركز السلطة التقليدي في البلاد. ولقي سبعة حتفهم عندما هاجم مسلحون مقرا إقليميا لوكالة التحقيقات الاتحادية التابعة للشرطة في لاهور. وقالت الشرطة إن بين القتلى مسلحا وأربعة على الأقل من مسؤولي الشرطة وأضاف أنه تم إخراج المهاجمين من المبنى.

وكان انتحاري قد هاجم نفس المبنى بسيارة ملغومة في مارس (آذار) من العام الماضي مما أدى إلى سقوط 21 قتيلا. وهاجم مسلحون مركزين لتدريب قوات الشرطة في لاهور أحدهما معهد تدريب كان قد تعرض لهجوم هذا العام والآخر أكاديمية الشرطة بالمدينة. وقال قائد الشرطة بالمدينة برويز راتور إن ستة من الشرطة وأربعة من المسلحين قتلوا في مركز تدريب ماناوا. وأضاف أن ثلاثة من المهاجمين فجروا أنفسهم. وذكر مسؤولون أمنيون أن اثنين من الشرطة قتلا في الأكاديمية وان تبادل إطلاق النار مستمر. وقالت الشرطة انه وردت أنباء عن أن ثلاث نساء كن بين المهاجمين في حين ذكرت وسائل إعلام أن المسلحين ربما كانوا يحتجزون رهائن هناك. وقالت مسؤولون في الشرطة والجيش انه قبيل الهجمات التي وقعت في لاهور فجر انتحاري سيارة ملغومة أمام مركز للشرطة في كوهات مما أسفر عن مقتل عشرة. وتقول حكومة باكستان إن هجوما بريا على ما يقدر بنحو 10 آلاف من مقاتلي طالبان أصبح وشيكا في وزيرستان الجنوبية. كما تقول إن أغلب الهجمات في البلاد - بما في ذلك أربع هجمات رئيسية منذ الخامس من أكتوبر (تشرين الأول) أسفرت عن سقوط أكثر من مائة قتيل- يجري التخطيط لها في وزيرستان الجنوبية. ومن ناحية أخرى ذكر مسؤولو مخابرات باكستانيون أن طائرة أميركية بلا طيار فيما يبدو أطلقت صاروخين على منزل في منطقة وزيرستان الشمالية مما أسفر عن مقتل أربعة من مقاتلي طالبان الأفغانية. وصاحب المنزل الذي يقع على بعد ثلاثة كيلومترات إلى الشمال من ميرانشاه البلدة الرئيسية في وزيرستان الشمالية عضو في فصيل أفغاني يقوده جلال الدين حقاني قائد المقاتلين الأفغاني الذي يهاجم مقاتلوه القوات الأجنبية في شرق أفغانستان. وكثفت الولايات المتحدة من الهجمات التي تشنها طائراتها بلا طيار في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي بينما تكافح في مواجهة زيادة التمرد في أفغانستان وشعور بالإحباط تجاه إخفاق باكستان في القضاء على معاقل طالبان على جانبها من الحدود. ولقي المئات حتفهم أغلبهم من المتشددين لكن من بينهم أيضا مدنيون. وقتل بيت الله محسود زعيم طالبان الباكستانية في هجوم لطائرة أميركية بلا طيار في أغسطس (آب).

وقال مسؤولون إن خمسة مهاجمين من بينهم مراهق على الأقل تسلقوا الجدار الخلفي لأكاديمية الكوماندوس في بيديان مما أدى إلى حصار استمر أربع ساعات تقريبا قبل أن يعلن الجيش سيطرته بالكامل. وقال الميجور جنرال شوكت احمد قائد الجيش في المدينة الواقعة شرقا، إن «الوضع داخل مركز بيديان تحت السيطرة الكاملة». وقال المسؤولون إن الأسر التي تقيم داخل حرم الأكاديمية حبسوا أنفسهم داخل مساكنهم لتجنب النيران. وقال الضابط في الشرطة محمد اظفر إن مسلحا شابا قتل بإطلاق النار على رأسه وعثر على ثماني قنابل بين ملابسه.

وأوضح اظفر أن المسلح «في الـ15ـ16 من العمر. لم يتمكن من تفجير سترته (المفخخة). وكان معه أيضا علبة تمور». وشدد احمد على أن القوات الباكستانية «تجنبت كارثة كبرى» رغم انتقادات بأن المسلحين ينتقمون لمقتل زعيم طالبان باكستان بيت الله محسود في ضربة صاروخية بطائرة بدون طيار في أغسطس الماضي. ويستعد الرئيس الأميركي باراك اوباما للتوقيع على قانون يخصص 5،7 مليار دولار لبناء مدارس وطرق ومؤسسات ديمقراطية في باكستان في إطار استراتيجية للقضاء على المتمردين هناك وفي أفغانستان.