مدير «الأنروا» في غزة: المجتمع بدأ يتحطم وعلينا إنقاذه قبل فوات الأوان

جينغ يزور واشنطن ليطالب برفع الحصار عن غزة واحترام القانون الدولي

TT

وصل مدير أعمال «وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (الأنروا) في قطاع غزة جون جينغ إلى واشنطن هذا الأسبوع برسالة واضحة: «ارفعوا الحصار عن غزة». والتقى جينغ بمسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية والكونغرس الأميركي وناشطي حقوق إنسان ليشدد على أهمية إغاثة الفلسطينيين في غزة ورفع الحصار عنهم منذ يونيو (حزيران) 2007.

وحذر جينغ في ندوة استضافتها «مؤسسة أميركا جديدة» من أن «المجتمع بدأ يتحطم» في غزة جراء الحصار، مشددا على أهمية إنقاذه «قبل فوات الأوان». وأضاف أن المطالبات الأميركية برفع الحصار «مشكورة ولكن الواقع هو أن هذه مسألة قانون دولي ونحن نفشل في تطبيق القانون الدولي، هذا الحصار غير شرعي». يذكر أن جينغ، الأيرلندي الجنسية، اشتهر أثناء حرب إسرائيل على غزة نهاية العام الماضي عبر مناشداته العالم من هناك لنجدة أهالي غزة عبر شاشات التلفاز. وامتنع جينغ عن الخوض في تقرير القاضي ريتشارد غولدستون، قائلا إن المهم هو «إحداث التغيير على واقع الأرض من أجل الناس في غزة». وأضاف أن «الحصار المفروض على غزة غير شرعي وينتهك القانون الدولي»، مطالبا برفعه والسماح بدخول مواد البناء. وذكر جينغ أن «كيسا واحدا من الأسمنت لم يدخل غزة منذ الحرب ولا أي مواد بناء»، لافتا إلى اقتراب موسم الشتاء و«قضاء الآلاف من أهالي غزة شتاء صعبا آخر». ولفت جينغ إلى أن نحو مليون من سكان غزة من أصل 1.5 مليون هم لاجئون، منهم 750 ألفا من سكان القطاع هم أطفال دون سن الـ18.

وردا على سؤال حول اتهامات من بعض الأوساط الإسرائيلية والأميركية لـ«أنروا» بتعاونها مع حماس أو السماح لوصول بعض المواد التي تتسلمها المنظمة لحماس، شدد جينغ على أن «الأنروا مستقلة مائة في المائة» في اتخاذ قراراتها. وأوضح أن «خلال 3 أعوام من حكم حماس، تدخلت مرة واحدة في عملنا وأوقفنا على أثرها نشاطاتنا كليا فتراجعت حماس عن ذلك ولم تتدخل بعدها». وكان جينغ يشير إلى استيلاء عناصر حماس على مواد دخلت غزة بعد الحرب. قائلا: «بعد احتجاجنا عادت لنا كل المواد». وعبر جينغ عن قدرة الأنروا على الإشراف على المواد التي تدخل غزة والتأكد من استخدامها السليم وعدم وصولها لحماس، قائلا: «إنني أشرف على ألف طن من المساعدات الغذائية التي تدخل يوميا من الطحين والأرز وغيرها، وأستطيع أن أفعل الشيء نفسه لكل كيس من الأسمنت إذا أدخل. إني أفعل ذلك ليس فقط من أجل الإسرائيليين بل من أجل المانحين الذين يؤمنوني على منحهم».

وقال جينغ: «هناك مخاوف أمنية إسرائيلية شرعية ونحن نعلم ذلك ولكن هذا ليس عذرا لما يحصل في غزة».

وأضاف: «علينا التوصل إلى حلول ملموسة يمكن تطبيقها.. الوضع الراهن غير مقبول»، موضحا: «علينا الحديث بصراحة وصدق عن التحديات.. علينا حماية الإسرائيليين من الصواريخ وحماية 750 ألف طفل في غزة لم يصوتوا لأحد»، في إشارة إلى انتخاب حماس والحصار المفروض على غزة. وتحدث جينغ عن الأزمة التي تمر بها غزة، موضحا أن «100 ألف من سكان غزة فقدوا عملهم خلال السنتين الماضيين، البنية التحتية في غزة في مراحل متعددة من الانهيار». وأشار إلى المباني المحطمة والمشاكل البيئية، ولكنه أردف قائلا: «الأمر غير الظاهر للعين هو التأثير النفسي لما يحدث، هناك 750 ألف طفل يترعرعون في هذه الظروف ففكروا كيف سيكبرون، هؤلاء هم قياديو المستقبل». وأضاف: «كل ما يريده سكان غزة هو العيش الشريف». ولفت إلى أن «التعهدات المالية بمساعدة غزة كانت هائلة ولكن لم نر نتائجها لأن الحصار يمنع دخول المواد الأساسية». كانت ندوة جينغ جزءا من سلسلة فعاليات تشارك في تنظيمها مؤسسة «أصدقاء أميركا للأنروا» في واشنطن لإحياء الذكرى الـ60 لتأسيس «الأنروا». وقال جينغ: «هذه ذكرى نحييها ولكن لا نحتفل بها.. لم يكن بالحسبان أن يستمر عملنا 60 عاما».