فياض: لن نقبل بدولة «ميكي ماوس»

الجيش الإسرائيلي يهدد مزارعين من اصطحاب متضامنين أجانب لمساعدتهم في موسم الزيتون

TT

قال رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض إن الفلسطينيين لن يقبلوا بدولة «ميكي ماوس» التي تفكر فيها إسرائيل، ولن يجبروا على القبول بذلك، محذرا في الوقت نفسه في مؤتمر صحافي من أنه إذا كانت هذه هي الدولة التي يتوقعها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فإن عملية السلام في الشرق الأوسط ستبقى متوقفة.

وقال فياض: «كل المؤشرات تدل على أن ما يفكرون فيه هو دولة (ميكي ماوس)، وهذه ليست قريبة مما نفكر فيه». وأضاف بحزم: «إن الفلسطينيين ليسوا على وشك بدء محادثات مع نتنياهو على أساس دعونا نقوم بمحاولة». وتابع: «سنرفض عملية سلام من أجل إجرائها فحسب».

وقال فياض إن على الولايات المتحدة أن تصر على أن تفي إسرائيل بالتزاماتها، وتكف عن «الانتهاك الصارخ للقانون الدولي الذي يرتكب يوميا من خلال الاستيطان في أراضينا المحتلة». وشدد فياض على أنه لا يمكن حل الصراع دون مشاركة دولية فعالة بقيادة الولايات المتحدة، إذ إن السيطرة الفعلية على الأرض هي لإسرائيل.

وذكر فياض أن هناك اتفاقا واسعا على أن إسرائيل لم تفِ بتعهداتها التي قطعتها في اتفاقات أوسلو للسلام عام 1993، ومع ذلك هناك توقعات بأن عملية السلام يجب أن تستأنف على أي حال.

ويرفض نتنياهو إعطاء الفلسطينيين دولة على حدود عام 1967، كما رفض تجميد الاستيطان وتمسك بمواصلة ذلك في القدس، وهو ما أجبر الإدارة الأميركية على التراجع عن شروطها بشأن تجميد الاستيطان. ولمح فياض إلى هذا التراجع بقوله: «يتم إبلاغنا بأن بعض الشيء أفضل من لا شيء». وقال فياض إن زعماء إسرائيل «يجب أن يُسألوا» سؤالا جوهريا بشأن نوع الدولة التي سيوافقون عليها قبل الضغط من أجل استئناف المحادثات. وتابع قائلا: «يجب أن نعرف ما الذي سنحصل عليه».

وأبدى فياض انزعاجا وغضبا لقول نتنياهو إنه قد يسعى لإبقاء مساحات كبيرة من الضفة الغربية في أيدي إسرائيل، لا سيما منطقة غور الارد، حيث يقوم 8000 مستوطن إسرائيلي بتشغيل شركات زراعية كبيرة. وقال: «إذا كان هذا هو الحال فإنني سأقول انسوا هذا الأمر».

وتسيطر إسرائيل على مناطق ما تسمى وفق اتفاقات أوسلو بمناطق «ج» التي تمثل غالبية أراضي الضفة الغربية، وبسبب هذه السيطرة الأمنية بدا حتى موسم حصاد الزيتون صعبا، إذ يعاني أصحاب الأراضي الزراعية القريبة من المستوطنات من اعتداءات المستوطنين عليهم ومنعهم من الوصول إلى أراضيهم أحيانا كثيرة.

وكان مستوطنون قد وزعوا بيانات قبل شهر يدعون فيها إلى إفشال موسم الحصاد هذا العام، وكي يتغلب المزارعون الفلسطينيون على ذلك أخذوا يستنجدون بالمتطوعين الأجانب والإسرائيليين كي يمروا إلى أراضيهم. لكن الجيش الإسرائيلي، بحسب مزارعين فلسطينيين، هددهم بفرض غرامة مالية تصل حتى 6000 شيكل إسرائيلي، أي نحو 1700 دولار أميركي على كل مزارع يستعين بمتطوعين أجانب للوصول إلى مناطق زراعية قريبة من المستوطنات. وقال عاطف دغلس، مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة، إن الجيش الإسرائيلي أبلغ مزارعين كانوا بصحبة متطوعين أجانب في أراض قرب مستوطنة ايتسهار جنوب نابلس، أن كل مزارع يستعين بأجانب ستفرض عليه الغرامة المالية، متهما إسرائيل بممارسة القمع ضد المتضامنين، وأنها تحتجزهم لساعات أحيانا من أجل دفعهم إلى عدم العودة.

وقبل أيام وجّه فياض رسالة تحدٍّ أخرى إلى إسرائيل، خلال مساعدته في قطف ثمار الزيتون في قرية عابود شمال غربي مدينة رام الله. وقال: «نحن نعيش منذ زمن بعيد بهذه البلاد، وسنقف في وجه الاحتلال حتى نيل الحرية».

وذهب فياض إلى القرية بعدما هاجم مستوطنون قرية دير عمار القريبة، وقطعوا 150 شجرة زيتون فيها، ودعا رئيس الوزراء إلى إحياء روح التضامن والتطوع من قبل كافة فئات المجتمع، ومشاركة المزارعين وأصحاب الأراضي في قطف الزيتون. وشارك هذا العام آلاف من عناصر الأمن الوطني الفلسطيني في مساعدة المزارعين على قطف الزيتون.