وزيرة الداخلية الأميركية تعلن أكتوبر شهر «تنمية الوعي بقضايا أمن الانترنت»

نابوليتانو زارت «مركز مكافحة جرائم الانترنت» لمراقبة عمله عن كثب

TT

ألقت وزيرة الأمن الداخلي جانيت نابوليتانو، نظرة عن قرب على الجهود التي تبذلها وكالتها المعنية بحماية حدود البلاد، من أجل حماية حدود أخرى متوترة، تتمثل في شبكة الانترنت. وزارت نابوليتانو «مركز مكافحة جرائم الانترنت» الذي تديره هيئة الهجرة والجمارك الأميركية ويقع داخل مبنى إداري في ضواحي فيرجينيا. يعرف المركز باسم «سي3»، ويرجع تاريخ إنشائه إلى 12 عاما ماضية ويبلغ عدد العاملين به 35 عضوا يعمدون إلى استغلال خبراتهم بمجال الحاسب الآلي للمساعدة في التحقيقات بشأن جرائم دولية معقدة، خاصة تلك التي ينتمي ضحاياها إلى الأطفال. وعلقت نابوليتانو بقولها: «أحيانا تتسم شبكة الانترنت بغموض شديد. وقد تحولت إلى سبيل جديد تقع عن طريقه الجرائم ـ مثل دعارة الأطفال والسياحة المرتبطة بالأعمال المنافية للآداب والاستغلال». وجاءت الزيارة في إطار جهود تعزيز الخطوة التي اتخذتها وكالتها بتصنيف أكتوبر (تشرين الأول) باعتباره «شهر تنمية الوعي بقضايا أمن شبكة الانترنت». ووزارة الأمن الداخلي تعكف منذ فترة على تعزيز مواردها وخبراتها في مواجهة تفاقم جرائم شبكة الانترنت. يذكر أن الوزارة استعانت بخبراء من القطاع الخاص وأعلنت توظيف ألف فرد. إلا أن هذا التحول انطوى على مشكلات، حيث عاد بعض المسؤولين إلى القطاع الخاص، مبررين ذلك بإحباطهم إزاء التشاحن بين وزارة الأمن الداخلي والوكالات الأخرى المعنية بفرض القانون حول قيادة جهود إقرار الأمن على صعيد شبكة الانترنت. وخلال الزيارة التي جرت يوم الثلاثاء، استعرض المسؤولون جهودهم الدؤوبة لاقتفاء النشاطات الإجرامية على شبكة الانترنت، فعلى سبيل المثال، دخل المحقق الخاص مايك جيدري، من شرطة ولاية فيرجينيا، في محادثة عبر الانترنت متخفيا في شخصية فتاة تبلغ 14 عاما، مع أحد المشتبه فيهم. ووقف بعض كبار المسؤولين بمجال فرض القانون يشاهدون المشتبه فيه وهو يلقي بتعليقات غير لائقة تحمل إيحاءات جنسية، حيث جرى عرض المحادثة على شاشة ضخمة. وقال جيدري للزائرين بأن «هذا الشخص غير مستقيم الطباع. إنه يعلم أني فتاة في الـ14، ومع ذلك يحاول إقناعي بالقيام بأعمال مخلة». وفي الوقت الذي يستغل المسؤولون مثل هذه الجهود السرية لجمع أدلة ضد مجرمين على شبكة الانترنت، فإنهم يسارعون بالتدخل إذا شعروا أن الموقف يستلزم إجراء عاجلا، داخل أو خارج الولايات المتحدة. وأكد كلود دافنبورت، الذي يعمل بقسم مكافحة استغلال الأطفال، أنه «إذا واجه طفل خطرا، لدينا القدرة على الاتصال بالسلطات وإبلاغهم بوجود خطر. وقد تمكنا من تنفيذ عمليات إنقاذ بمعدل طفل يوميا». إضافة إلى ذلك، تنشر هيئة الهجرة والجمارك فرقا خاصة لتعقب الأميركيين المصنفين باعتبارهم من المتورطين في السياحة الجنسية والذين يعمدون إلى استغلال قصر بدول مثل كامبوديا والفلبين، حسبما أوضح المسؤولون.

من جهته، قال جون مورتون، مساعد وزيرة الأمن الداخلي والمسؤول عن هيئة الهجرة والجمارك: «تكمن روعة هذا المركز في أنه لا يقتصر على الحدود الفعلية». يذكر أن المركز يستهدف جرائم أخرى، بينها غسل الأموال والاتجار في الأسلحة والاحتيال. وأثناء زيارتها، شاهدت نابوليتانو جهازا على قدر بالغ من الأهمية يستخدم في فك الشفرات والتعرف على كلمات المرور المفتاحية والتغلب على أنظمة الدفاع المشفرة التي يستخدمها المجرمون على شبكة الانترنت. ويرتبط الجهاز بعدد من الحاسبات الآلية الخادمة المتصلة بـ«بلاي ستيشن3». والواضح أن منصات ألعاب «بلاي ستيشن» الشهيرة لديها قدرة رائعة على إجراء حسابات رياضية، ما يجعلها قادرة على كسر كلمات المرور. وعلقت نابوليتانو مازحة: «لذا إذا سأل الكونغرس عن سر شرائنا (بلاي ستيشنز)...» وهنا تدخل كريستوفر لاندي، رئيس قسم الطب الشرعي في المركز: «علينا أن نقنعهم بأننا لا نلهو بها».

* خدمة «لوس أنجليس تايمز»

* خاص بـ«الشرق الأوسط»