الأحزاب التونسية تتنافس على الناخبين الافتراضيين في ظل غياب المنافسة الواقعية في الشارع

تحاول استقطاب المنخرطين في موقع «فيس بوك» المقدر عددهم 600 ألف

TT

تعيش الأحزاب السياسية التونسية حاليا فيما بينها ذروة التنافس المفتوح على الناخبين التونسيين، ولم يعد التنافس مقتصرا على الطرق التقليدية بل امتد ليشمل شبكة الانترنت، حيث سارعت كل الأحزاب إلى إطلاق مواقع الكترونية لها للترويج للسير الذاتية للمرشحين لرئاسة الجمهورية، وعبر الرسائل الهاتفية أيضا.

وفي غضون ذلك، اتسعت دائرة النقاش حول المواضيع السياسية والبرامج الانتخابية للمرشحين. وتحاول الأحزاب استقطاب التونسيين المنخرطين في موقع «فيس بوك» المقدر عددهم بنحو 600 ألف تونسي، حتى حدود نهاية شهر يوليو (تموز) الماضي، وذلك بعد أن كان عددهم لا يتجاوز 28 ألف مشترك في أغسطس (آب) 2008.

وكان الحزب الاجتماعي التحرري قد أطلق قبل أشهر موقعين وثلاث مدونات، إضافة إلى «راديو الحرية» الافتراضي، ودخل المنتديات الاجتماعية على شبكة الانترنت. أما حزب الوحدة الشعبية فأطلق موقعا خاصا بمرشحه، وأحدث بوابة خاصة بالحزب. ونفس الشيء قام به الحزب الديمقراطي الوحدوي.

وتشهد كل الأحزاب السياسية تنافسا على الناخبين الافتراضيين في غياب المنافسة الواقعية في الشارع التونسي، وعدم إمكانية تأثير الأحزاب المعارضة على وجه الخصوص فيه.

وفي سياق ذلك، قال عادل الشاوش، المكلف الإعلامي في حركة التجديد، إن الحملة الافتراضية قد تكتسي أهمية مضاعفة في هذا الظرف بالذات، فالأصوات المحصل عليها خاصة في الانتخابات التشريعية هي التي ستصنع الفارق بالنسبة لعدد المقاعد في البرلمان، لذلك تسعى كل الأحزاب للوصول إلى الشباب باعتباره قوة صامتة سيكون لها حضورها القوي في المستقبل القريب، إن لم يكن الآن.

ومن جهته، أكد مهدي الطباخ، من حزب الوحدة الشعبية المعارض، على الوجود الفعلي لواجهة أخرى للمنافسة الانتخابية فتحت بين مختلف الحساسيات السياسية، وهي واجهة قادرة على التوجه نحو فئات كانت في السابق بعيدة عن الميدان السياسي، وأغرتها النقاشات الافتراضية الساخنة في غياب مناظرات تجيب على كل الأسئلة المعلقة. والحزب يسعى لاستغلال هذه الواجهة الافتراضية لاستقطاب المزيد من اهتمام الفئات الشابة على وجه الخصوص.

وبشأن اللجوء إلى العوالم الافتراضية، قالت حميدة البور، أستاذة علوم الصحافة بالجامعة التونسية، إن شبكة الإنترنت توفر عنصر السرية عند التعبير عن الرأي بصفة حرة، وبالتالي فهي وسيلة اتصال وتعبير أصبحت في متناول فئات لم تكن في السابق تهتم بالسياسة، وأغرتها التجربة وأصبحت تنتقد بصفة متواصلة كل الظواهر بما فيها السياسة.

وخلصت البور إلى القول انه بإمكان الأحزاب السياسية الاستفادة من هذه العوالم الافتراضية المرابطة في الواقع السياسي.