فؤاد لحسايني عضو البرلمان البلجيكي المغربي الأصل: موقفي من ملف الصحراء هو موقف الحكومة البلجيكية

قال لـ «الشرق الأوسط» إنه نجح في الانتخابات بأصوات البلجيكيين أكثر من أصوات العرب

TT

قال فؤاد لحسايني، عضو البرلمان البلجيكي، المغربي الأصل، إن موقفه إزاء ملف الصحراء هو موقف بلجيكا، مشيرا إلى أنه في الوقت الحالي هناك اقتراحات مغربية إذا وافق عليها الصحراويون، وجرى التوصل إلى حل وسط يضمن الحكم الذاتي، فإن ذلك يهيئ في مرحلة ثانية انتخابات حرة، معتبرا ذلك خطوة كبيرة وهامة لتحقيق التسوية لهذا الملف.

وبشأن عضويته في البرلمان البلجيكي باعتباره من أصل عربي، ومدى تأثير ذلك على تعامل الآخرين معه داخل الهيئة التشريعية، قال لحسايني: «هذا الأمر كان في البداية صعبا جدا، بحيث كنت أجد أحيانا صعوبات في مناقشة بعض الملفات، وعلى سبيل المثال، عندما كنت أدافع عن القضية الفلسطينية كان زملائي ينظرون إلي وكأنني حليف للفلسطينيين، يجب التحوط منه، وبالتالي لم أكن أشعر براحة أو استقلالية حتى أدافع عن أفكاري في هذا الموضوع، بيد أنهم تفهموا الآن ذلك الموقف».

ويعتبر لحسايني، البرلماني العربي الوحيد في المؤسسة التشريعية الفيدرالية ببلجيكا إلى جانب أربع سيدات من أصول مغاربية ينتمين لأحزاب مختلفة، وهو من مواليد الدار البيضاء في مارس (آذار)1957.

وقال لحسايني لـ«الشرق الأوسط» إنه جاء إلى بلجيكا عندما كان عمره 20 عاما، لمتابعة الدراسة الجامعية، وتخصص في علم النفس، وأنهى دراسته عام 1986، ليعمل بعد ذلك في مؤسسات تروم خدمة الشباب، الذين يعانون من مشاكل أسرية أو الأطفال الذين ارتكبوا مخالفات في سن مبكرة، ويواجهون مستقبلا غامضا، ويحتاجون إلى المساعدة لإنقاذهم من مصير مجهول.

وتحدث لحسايني عن أسرته، فقال إن والديه يعيشان في المغرب، ودائما يزورهما رفقة ابنتيه( 22 و20 عاما)، مثلما يأتيان هما أيضا لزيارته في بلجيكا. وبشأن انضمامه إلى حزب الخضر البلجيكي، قال لحسايني إنه كان متعاطفا مع الخضر، بيد أنه كان يعارض فكرة التجنس بالجنسية البلجيكية مقابل المشاركة في الحياة السياسية.

وزاد قائلا: «واجهت تلك القضية لسنوات، وأخيرا، ونظرا لعوامل شخصية ضمنها أنني حصلت على فرص للعمل في عدة مؤسسات تشترط الحصول على الجنسية البلجيكية، تقدمت بطلب للحصول عليها، وبموازاة مع ذلك اتصلت بحزب الخضر وأخبرته أنني على استعداد للمشاركة في العملين الحزبي والسياسي، وكان ذلك عام 1990. وبعد أربع سنوات انتخبت عضوا في مجلس بلدية أحد أحياء بروكسل (واتر مال بوافور)، وفي عام 1999 انتخبت عضوا بالمجلس الجهوي لبروكسل. ومابين 2004 و2007 كانت هناك قطيعة بيني وبين الحزب حتى جرى اختياري ضمن قائمة الحزب للبرلمان الفيدرالي، ونجحت في الانتخابات، وحصلت على مقعد برلماني».

وردا على سؤال حول ما إذا كان نجاحه في الانتخابات يعود إلى أصوات الناخب العربي أم الناخب البلجيكي؟ قال لحسايني: «أنا نجحت بأصوات البلجيكيين أكثر من أصوات العرب، لأن اهتمامي لا يقتصر على القضايا العربية، أو القضايا التي تهم المهاجرين فقط، بل يشمل القضايا التي تهم كل المواطنين».

وأضاف: «عندما نحاول الدفاع عن أضعف طبقات المجتمع، لا بد أن ندافع عن حقوق كل المضطهدين وعلى رأسهم المهاجرين، وأنا أنطلق من فكرة رئيسية هي أن الجالية العربية، جالية مواطنة، ولها حقوق مثل باقي المواطنين، وعندما توجد قوانين تلحق ضررا بالمواطنين، فإن الضرر يصل أيضا للجالية العربية، ولذا أنا أدافع عن حقوق كل المواطنين».

وحول علاقته بالجالية المغربية في بلجيكا، قال لحسايني: «أحاول بقدر الإمكان المشاركة في كل الأنشطة التي تهم الجالية».