التحالف الكردستاني: زيارة أردوغان لبغداد مفيدة إلا في قضيتَي كركوك والأكراد

مسؤول عراقي لـ «الشرق الأوسط»: الأتراك حثوا على الاستفادة من المياه دون تبذير غير مبرر

TT

فيما أعلنت بغداد عن إبرام 48 اتفاقية في مجالات الطاقة والمياه وغيرها مع الحكومة التركية خلال الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى العاصمة، أول من أمس، لتفعيل ما يُعرف بمجلس التعاون الاستراتيجي العراقي ـ التركي، قال نائب في كتلة التحالف الكردستاني إن كل الاتفاقيات «مفيدة» عدا تلك المتعلقة بالأكراد وكركوك.

وأكد علي الموسوي، المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، أن العراق ليس وحده المستفيد من إبرام هذه الاتفاقيات مع تركيا، موضحا لـ«الشرق الأوسط» أن «تركيا طموحة في الانفتاح على السوق العراقية، وعليه فإن الفائدة ستشمل الطرفين، دون الخوض في قضايا التزام تركيا بتلك الاتفاقية أو تلك».

وحول ملف المياه قال الموسوي إن «ملف المياه كان من الموضوعات المحورية خلال المباحثات التي حصلت بين المالكي وأردوغان، ومن الممكن أن تكون هناك اتفاقيات على الحصص المائية وضمن أرقام محددة سوف تخضع للجان الفنية التي ستتشكل وفقا لما تم الاتفاق عليه سيما أن موضوع المياه كان ولا يزال محطّ اهتمام رئيس الوزراء في كل لقاءاته مع المسؤولين الأتراك والغاية منها أن يصل العراق إلى مستوى يكون فيه مستقبل الزراعة في البلاد بأمان».

وأضاف الموسوي أن «الأتراك كانوا يطرحون باستمرار مسألة الاستفادة من المياه بأقصى ما يمكن دون تفريط أو تبذير غير مبرر، وبالتالي فإن أمام الحكومة عملين: الأول البحث عن طرق علمية لاستثمار المياه بأقصى ما يمكن، والآخر أن تستمر محاولات الضغط والحوار مع الاطراف التي يشترك معها العراق بالمياه»، مؤكدا أن «مسألة الاتفاق حول المياه يمكن ضمها ضمن اتفاقيات خلال المستقبل القريب». وكان أردوغان كشف عن اتفاق الجانبين على رفع حجم التبادل التجاري إلى 20 مليار دولار أميركي.

وأشار أردوغان إلى أن تركيا بدأت بالفعل في زيادة إطلاقات المياه إلى العراق عبر نهرَي دجلة والفرات، لافتا إلى أن اجتماعه بأعضاء البرلمان العراقي الخميس تمحور حول هذه القضية.

من جانبه، قال محمود عثمان النائب عن التحالف الكردستاني، أن «توجه تركيا إلى العراق وتوسيعها للعلاقات معه، يأتي بتشجيع من أميركا لأن الأخيرة تريد أن تقلل من النفوذ الإيراني في العراق، سيما أنها تريد عندما تترك العراق أن لا يكون لإيران أي نفوذ، وبذلك بدأت تشجع تركيا بتكوين علاقات مع العراق وسورية كما بدا واضحا في الفترة الأخيرة»، مضيفا أن «تركيا تريد أن تستثمر في العراق وهذا أمر مفيد للطرفين، وأيضا تريد أن تستمر بالوساطة بين العراق وسورية وحل الأزمة بينهما».

وفي ما يخص الملف الأمني، أوضح عثمان أن «أردوغان أكد على تعاون حكومته مع الجانب العراقي إلى حين القضاء على الإرهاب ويقصد هنا حزب العمال الكردستاني (التركي المحظور)، وهذا شيء خاطئ لأن تركيا تحدثت مؤخرا عن إصلاحات وعليها عدم العودة والحديث عن الإرهاب»، مبينا أن «البرلمان التركي هو وحده يقرر شن هجمات داخل الأراضي العراقية وهو أمر لا تقبل به الحكومة العراقية».

واستغرب النائب عن التحالف الكردستاني «تدخل» تركيا في موضوع كركوك، معتبرا إياها «حالة خاصة»، كما وصفها أردوغان. وعدّ عثمان توصيف رئيس الوزراء التركي بأنه «تدخل» في الشأن العراقي، على اعتبار أن الخلاف السائد في البلاد الآن هو حول كركوك، الأمر الذي قد تؤدي معه هذه التصريحات إلى مزيد من تأزم الموضوع.