الادعاء اللبناني يطلب الإعدام لـ34 شخصا في تفجير طرابلس وقتل عسكريين

مطالعة قانونية وصفتهم بـ«التكفيريين» والتخطيط لإنشاء دولة إسلامية

TT

طلب النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا بإنزال عقوبة الإعدام على 34 شخصا من جنسيات لبنانية وفلسطينية وسورية وسعودية بجناية قتل العسكريين والمدنيين، في مطالعة قدمها أمس في قضية استهداف نقطة تجمع للجيش اللبناني في شارع المصارف في منطقة التل بطرابلس، في 13 أغسطس (آب) 2008. وقد أسفرت العملية التي نفذت بواسطة عبوة ناسفة، عن مقتل عشرة عسكريين من الجيش وثلاثة مدنيين، وجرح 46 عسكريا ومدنيا بواسطة.

وطلب القاضي ميرزا، في مطالعته التي تمهد لبدء محاكمة المتهمين أمام المحكمة العسكرية، من المحقق العدلي في القضية القاضي نبيل صاري اتهام 34 شخصا بجناية قتل العسكريين والمدنيين ومحاولة قتل المصابين عمدا، وعن سابق تصور وتصميم، سندا لمواد من قانوني العقوبات والإرهاب تنص على الإعدام. وأبرز هؤلاء اللبناني عبد الغني جوهر، والسعودي عبيد القفيل، والفلسطينيان عبد الرحمن محمد عوض، وأسامة الشهابي (فارون من وجه العدالة).

كما طالب بالعقوبة نفسها على كل من جوهر القفيل وخالد الجبر ومحمد غرام بسبب صنعهم المواد المتفجرة بقصد قتل جنود الجيش، وكذلك اتهم المدعى عليهم محمد جوهر، عبد الكريم مصطفى، إسحق سبسبي، أمامة سبسبي، رشيد مصطفى، رزان الخالد، أيمن الهنداوي، طارق مرعي، نبيل عبد الرحمن، خالد الجبر، محمد خضر، نادر العلي، حمزة القاسم، محمد عزام، عادل مغربي، عبد الغني جوهر، عبيد القفيل، عبد الرحمن محمد عوض (فلسطيني مسؤول فتح الإسلام في عين الحلوة)، أسامة الشهابي (المسؤول العسكري لفتح الإسلام في عين الحلوة) «بترؤس شبكات إرهابية وتولي وظائف قيادية بقصد مهاجمة الجيش اللبناني، والانتساب إلى تنظيمي فتح الإسلام والقاعدة». واتهام كل من المدعى عليهم: خالد سيف، عبد الحميد سيف، محمود سيف، علاء محرز، مصطفى دندل، علي دندل، علي حسين الأحمد، حمزة قاسم، خالد جبر، محمد سيف، نادر العلي، نبيل عبد الرحمن ومحمد خضر بتقديم مأوى ومخبأ وتأمين الطعام لعناصر من «فتح الإسلام» ومن بينهم شاكر العبسي (قائد فتح الإسلام إبان معارك نهر البارد في شمال لبنان) وعبد الغني جوهر وتهريبهم عبر الحدود الشمالية (إلى داخل سورية) رغم معرفتهم بسيرتهم الجنائية وارتكابهم أعمال العنف ضد أمن الدولة.

وأفادت وقائع المطالعة بأن المدعى عليهم المذكورين مع آخرين لم يتوصل التحقيق إلى معرفة كامل هوياتهم «ألفوا ثلاث شبكات أصولية متطرفة نشأت في مخيمي عين الحلوة (جنوب لبنان) والبداوي (في الشمال) وبنين وطرابلس، وهي متداخلة ومترابطة مع بعضها البعض وتنتمي إلى فتح الإسلام وعلى صلة بتنظيم القاعدة، وتؤمن بالفكر السلفي التكفيري، وتسعى لخلق أرضية أمنية قوية داخل لبنان بقصد القيام بأعمال إرهابية لإضعاف الدولة اللبنانية وزعزعة الثقة بها إفساحا للمجال أمام تسهيل إقامة الدولة الإسلامية في شمال لبنان». وقد انتهجت هذه المجموعات تكفير الأنظمة والدول العلمانية خصوصا الدولة اللبنانية وقرر أفرادها إعداد العدة لتحويلها إلى دولة إسلامية، فبدأوا بإعداد أنفسهم فكريا عبر تلقي الدروس الدينية في الجهاد وخضوعهم لدورات تدريب على الأسلحة والمتفجرات بهدف محاربة الكفار وضرب الدولة (اللبنانية) العلمانية، وكانت التدريبات العسكرية تحصل في عين الحلوة على يد أسامة الشهابي. كما وضعوا خرائط ورسوما لثكنة المقر العام لقوى الأمن الداخلي في الأشرفية، وثكنة بربر الخازن في فردان ومداخلهما ومخارجهما والطرق المؤدية إليهما بهدف تفجيرها، إضافة إلى تحضير عبوات لضرب قوات «اليونيفيل» العاملة في جنوب لبنان ومراقبة تحركات دورياتها على الأراضي اللبنانية لتفجير عبوات ناسفة بها وقتل عناصرها.

وأشارت المطالعة إلى أن الموقوف حمزة قاسم أفاد لدى استجوابه بأن شاكر العبسي كان يتواصل بواسطة الهاتف (من مخبئه في البداوي) مع عبد الرحمن عوض الموجود في مخيم عين الحلوة، وفي إحدى جلساته مع العبسي تلقى الأخير اتصالا من عوض أخبره فيه بأن عناصره قاموا بتنفيذ عملية تفجير نتج عنها مقتل (رئيس فرع العمليات في الجيش اللبناني) اللواء فرانسوا الحاج، كما أن شبابه نفذوا عملية ضد «اليونيفيل»، ونجحوا في استهداف النقيب في قوى الأمن وسام عيد، وأن أشخاصا كانوا يترددون على عند العبسي بينهم عبد الغني جوهر الذي أخبره بأنه قام بتنفيذ تفجير شارع المصارف بنجاح، وأنه ينوي قتل (المدير العام لقوى الأمن الداخلي) اللواء أشرف ريفي.