ابنة مستشار نجاد: لم أر والدي منذ نحو عام.. ومخاطر تمنعني من العودة لإيران

قالت إنها شاركت في مظاهرات الإصلاحيين بعد الانتخابات الرئاسية

TT

قالت نرجس كلهور ابنة المستشار الإعلامي والثقافي للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد التي طلبت اللجوء السياسي لألمانيا قبل أيام إنها لم تلتق والدها منذ نحو عام وأنها شاركت في مظاهرات الإصلاحيين بعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية في 12 يونيو (حزيران) الماضي.

وأوضحت نرجس كلهور أنها قررت طلب اللجوء لألمانيا بعد تلقيها تحذيرات من أنها قد تتعرض للخطر إذا عادت إلى بلادها بسبب موقفها المنتقد لإيران.

ونرجس كلهور هي ابنة مهدي كلهور أحد أبرز مستشاري أحمدي نجاد حتى عندما كان عمدة لطهران، وعرض فيلمها القصير «درخيش» في مهرجان نورمبرغ السينمائي بشأن حقوق الإنسان. وطبقا لموقع المهرجان على الانترنت يصور الفيلم ومدته عشر دقائق آلة تستخدم في تعذيب المسجونين ببشاعة بوصفها رمزا «للبربرية الاستبدادية». وقالت كلهور «في اليوم الأخير للمهرجان السينمائي تلقيت مكالمة من إيران لإبلاغي بأنه سيكون من الأفضل ألا أعود إلى إيران بسبب مشاكل سياسية». وأبلغت كلهور تلفزيون رويترز «إذا عدت إلى إيران سيتعين علي الرد على كل أنواع الأسئلة وقد يشكل هذا بعض الخطر علي.. في الحقيقة أكثر من مجرد خطر محدود». ولم تقل من الذي حذرها من العودة إلى إيران.

وقالت كلهور (25 عاما) إن فيلمها لا ينتقد الحكومة الإيرانية ولكنه يعكس «وضعها الشخصي». وقالت تقارير وسائل إعلام في ألمانيا إن كلهور التي قالت إنها لم تتصل بوالدها منذ أكثر من عام تقدمت رسميا بطلبها أواخر الأسبوع للجوء إلى ألمانيا أحد أكبر الشركاء التجاريين لإيران في الغرب. وفي مقابلة مع صحيفة «فاينانشيال تايمز دويتشلاند» الألمانية قالت كلهور إنها شاركت في احتجاجات الشوارع التي جرت بعد انتخابات الرئاسة الإيرانية المتنازع عليها في وقت سابق من العام.

وفي مقابلة قبل أيام مع المخرجة الإيرانية هنا مخملباف بثت على «يوتيوب»، قالت نرجس كلهور إنها لا تعتقد أن والدها كان يعلم بخططها، موضحة وهي ترتدي وشاحا أخضر على عنقها في دلالة على دعمها للمعارضة الإصلاحية في إيران: «أنا واثقة انه لم ير فيلمي، أو عرف أي شيء عن المهرجان أو أين ذهبت. أنا تحركت برغبتي وأريد أن أواصل»، موضحة أنها تؤيد حركة المعارضة الإصلاحية في إيران. وأعربت كلهور عن أملها في أن يغير والدها أفكاره، موضحة: «في كل لحظة، يمكن للشخص أن يتغير. في أي وقت، يمكن للإنسان أن يتمتع بلحظة من الهدوء ويفكر في ما هو الطريق الصحيح. شيء من التأمل يمكن أن يفتح عينيك على العالم، ويمكنك أن تقرر أن هذا هو الطريق الصحيح. طريق ملايين الناس الذين يذهبون للشارع طلبا للحرية». وفيلم نرجس كلهور مستوحى من رواية الكاتب الشهير فرانز كافكا «مستوطنة العقاب» وتصور عذابات الناس بأسلوبه السوداوي المعروف. وتقول كلهور إنها اتخذت من «حمام تركي» موقعا للتصوير بعد أن حولته، على الطريقة الكافكية، إلى غرفة تعذيب. وذكرت المخرجة السينمائية أنها كانت تأمل أن ينجح الجمهور في الكشف عن «التماثل بين الحالتين»؛ وتعني حالة الناس في الحمام وحالة الشعب الإيراني. وأضافت أنها تتضامن مع الحركة الإصلاحية، وشاركت، حالها حال الملايين من الناس، في التظاهرات الاحتجاجية التي أعقبت تجديد انتخاب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. وفسرت موجة الاحتجاجات على نتائج الانتخابات الإيرانية بالقول «أراد الناس استعادة حقوقهم بعد 30 سنة».

وكانت نرجس كلهور تقدمت بطلب اللجوء السياسي في ألمانيا صباح الاثنين الماضي، أي قبل يوم من انتهاء تأشيرتها. وقالت كلهور إن القرار كان صعبا، لكنها لم تكن تود التعرض لعنف المؤسسة الإيرانية، إذ سبق أن اعتقل العديد من أصدقائها في التظاهرات المذكورة و«تعرضوا جميعا للعنف منذ اعتقالهم إلى لحظة إطلاق سراحهم».

ومضت الأيام الأولى التي أعقبت عرض الفيلم في نورنبرغ من 30 سبتمبر (أيلول) إلى 11 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري بلا مشاكل، لكن النظام الإيراني عرف بمحتوى الفيلم وردود الفعل عليه من خلال الانترنت. كما بث موقع «يو تيوب» فيلما عن كلهور تؤكد فيه دعمها للحركة الإصلاحية.

ومعروف عن مهدي كلهور أنه كان مخرج أفلام وثائقية تحول، منذ عام 2005، إلى مستشار إعلامي وثقافي للرئيس الإيراني أحمدي نجاد. ووالدا نرجس منفصلان منذ سنوات، أمها معارضة لسياسة نجاد، ولا علاقة لها بوالدها في السنوات الأخيرة. وتخرجت كلهور من معهد الغرافيك والفيلم في طهران قبل شهرين.

وقال والدها مهدي كلهور لوكالة (ارنا) انه لم يدر أي شيء عن نوايا ابنته أو أي تفاصيل عن فيلمها أو خطط لترك إيران. كما هاجم المعارضة الإصلاحية الإيرانية لتأجيج تحدي الشباب للحكومة، موضحا: «هذا الموضوع، طلب ابنته اللجوء السياسي لألمانيا، أحد رموز تأثير الإعلام والحرب الناعمة التي تشنها المعارضة». كما قال انه انفصل عن زوجته، والدة نرجس، منذ نحو عام بسبب «اختلافات في الآراء»، مشيرا إلى أن زوجته من المعارضين للرئيس محمود أحمدي نجاد، وان ابنته كانت تعيش مع والدتها.