«برانتش» كاتب مذكرات كلينتون: ذهلت باهتماماته المتنوعة

يصوّر الكتاب كلينتون بشكل المنهك أغلب الوقت ودائم الانشغال

TT

خلال فترة رئاسته، التقى بيل كلينتون المؤرخ الحائز جائزة نوبل، تايلور برانتش، 79 مرة داخل البيت الأبيض لتسجيل مذكرات سرية لفترة توليه الرئاسة. وتمثلت النتيجة في «شرائط كلينتون: مصارعة التاريخ والرئيس»، وهو كتاب جديد يسلط الضوء على عدد من الأحداث الجوهرية، مثل تناول كلينتون للاقتصاد والعجز، وصعود «القاعدة» وفضيحة مونيكا لونيسكي. منذ أن أسقطت فضيحة «ووترغيت» الرئيس ريتشارد نيكسون، توخى الرؤساء الحذر حيال تسجيل شرائط لهم داخل البيت الأبيض. لكن برانتش وكلينتون سبق لهما العمل معا وهما في العشرين من العمر، فاقترح كلينتون تسجيل هذه الشرائط كسجل تاريخي لفترة رئاسته. وقد احتفظ كلينتون بالشرائط، ويعتمد كتاب برانتش على ملحوظات معاصرة كان قد دونها. وتحدث برانتش، الذي نال جائزة بوليتزر عام 1989 عن «شق المياه: أميركا خلال سنوات الملك 1954 ـ 1963»، إلى «رويترز» عن مشروع كلينتون وكتابه. وقال ردا عن انطباعه الأكبر عن كلينتون: «لقد ذهلت من أنه مهتم دوما بقضايا من مختلف أرجاء العالم، رغم ما يعترضه من أمور تشتت التركيز من كل لون. لقد توقعت أن أعاين جلبة أكبر حول ما يعنيه أن يكون المرء رئيسا. وقد ساوره القلق دوما حيال الخطوة التالية التي سيتخذها». ورأى أن فترة رئاسة كلينتون «كانت عبارة عن آلة ضخمة معقدة من الضغوط انتهت جميعها على عاتق الرئيس، الذي عانى من وطأة ضغوط هائلة». وأضاف: «كان من المتعذر السيطرة على جدول أعماله. لقد كان لدي دوما تصور بأن الرؤساء يتناولون الأمور في أوقات يكونون على استعداد فيها للقيام بذلك. لكن بالنسبة لكلينتون، وجدته في ظل ضغوط مستمرة وفرص تواتيه من جميع الأرجاء».

وأشار إلى أن كلينتون كان يعشق الاستماع إلى الحجج من مستشاريه. وقال إنه «في الكثير من الأوقات، كان يشارك ويصيغ وجهة نظره، ويشرح سبب اتخاذه هذا الموقف أو ذاك. وانطبق هذا الأمر على مساعيه للقبض على بن لادن وإلغائه قرارات لكبار مسؤوليه بمجال الدفاع». وأضاف: «لقد أكد وجهة نظر المؤرخين بأن القرارات بالغة الصعوبة التي تصل لمستوى الرؤساء تحمل العديد من الأوجه».

وقال برانتش إنه دهش «من حجم الإجهاد الذي يكون عليه كلينتون في بعض الأوقات». وأضاف: «في مرات عديدة كان يشرد بذهنه محدقا في الفراغ، ثم يعود إلى التركيز مرة أخرى. وهناك مرات عديدة خلال الحديث عن إجراءات سحب الثقة وعزله من الرئاسة بدا متوترا، كما كان يرفع ركبته إلى مستوى أذنه، وكان يبدو وكأنه يشعر بالراحة من نقاط الضغط. وكان هناك ضغط جسدي هائل باديا عليه».

وعن فضيحة مونيكا لوينسكي خلال عملية الاتهام، قال إن كلينتون «كان يتحدث عنها من موقف النادم والمدافع عن رئاسته بقوة». وأضاف: «لقد تغلب على أزمته إلى جانب السيدة الأولى هيلاري كلينتون، لأنهما دافعا ضد الاتهام معا. وقال إن مشكلة مونيكا لوينسكي فشل ذريع جاء نتيجة للأنانية». وقال إن كلينتون غضب عندما اطلع على الكتاب لأنه «شخصي جدا إلى حد أن بعض الفريق المعاون له سيشوه الكتاب صورتهم، لكنه توقع أن يكون الكتاب بشأن السياسة فقط». وأضاف برانتش: «أنا لا أدعي الموضوعية، ولن أقول إن هذا الكتاب كتاب تاريخي مثل كتبي الأخرى عن كنج (زعيم الحقوق المدنية مارتن لوثر). لكنني في كتاب كلينتون أحاول أن أقدم المزيد من التسجيلات الأساسية».