الصومال: أسلحة ومتفجرات.. جوائز الفائزين بمسابقات حفظ القرآن والعلوم الشرعية

شارك فيها عدد كبير من الطلاب في مدينة كيسماو ثانية كبرى المدن في الجنوب

صوماليون ضحايا المحاكم الاسلامية يلعبون الورق بعد ان قطعت أياديهم وأرجلهم في عملية سرقة (أ.ب)
TT

قدمت إدارة مدينة كيسمايو الساحلية (500 كم جنوب مقديشو) التابعة لحركة الشباب المجاهدين أسلحة ومتفجرات وقنابل مضادة للدبابات لتكريم الفائزين بمسابقات حفظ القرآن الكريم والعلوم الإسلامية. وكانت هذه المسابقة قد أقيمت في مدينة كيسمايو على مدى شهر رمضان الماضي وشارك فيها عدد كبير من الطلاب في الأحياء الثلاثة التي تتكون منها المدينة التي تعتبر ثانية كيرى المدن في جنوب الصومال بعد العاصمة مقديشو. وتم الإعلان عن نتائج المسابقة في حفل أقيم أمس بمدينة كيسمايو بحضور عدد من مسؤولي حركة الشباب المجاهدين.

وحصل الفائزون في المركز الأول لهذه المسابقة على بندقية كلاشنيكوفAK 47 وعدة كاملة من الذخيرة، و2 قنبلة يدوية من نوع «إف 1» وقذيفة مضادة للدبابات إضافة إلى جهاز كمبيوتر، وتقدر قيمة هذه الجائزة بـ 1130 دولارا أميركيا. وحصل الفائزون في المرتبة الثانية على مجموعة متنوعة من الأسلحة والذخيرة والقنابل اليدوية تقدر قيمتها بـ 930 دولارا وكذلك الجائزة الثالثة التي تتكون من مجموعة أقل من الأسلحة والذخيرة والمتفجرات بقيمة 800 دولار أميركي. ونظمت الإدارة الإسلامية التابعة لحركة الشباب المجاهدين هذه المسابقة في كيسمايو بهدف تشجيع أبناء المدينة على حفظ القرآن الكريم والعلوم الشرعية، حسبما ذكر المسؤولون المنظمون لهذه المسابقة. من جهتهم عبر عدد من أولياء الأطفال الفائزين عن سعادتهم بحصول أبنائهم على هذه الجوائز لحفظ القرآن الكريم، مؤكدين أنها ستكون حافزا كبيرا في دفع أبنائهم إلى التزود بعلوم القرآن والعلوم الشرعية. وكان عدد من سكان أحياء مدينة كيسمايو تنافسوا على حصد جوائز هذه المسابقة.

وأقامت السلطات الإسلامية في المدينة حفلا كبيرا لتوزيع الجوائز على الفائزين. وقال الشيخ «عمر حياك الله»، أحد المسؤولين في ولاية «جوبا» الإسلامية التابعة لحركة الشباب، إن الهدف من دفع الأسلحة والمواد المتفجرة الأخرى كجوائز للفائزين هو تحفيزهم على المشاركة في الدفاع عن الدين والوطن من العدو، إلى جانب تشجيعهم على حفظ القرآن الكريم والعلوم الشرعية على حد تعبيره. وتقام مسابقات تحفيظ القرآن الكريم والعلوم الشرعية في الصومال في معظم الأقاليم المختلفة خلال شهر رمضان من كل عام، إلا أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تقديم جوائز عبارة عن أسلحة وذخيرة ومواد متفجرة وقنابل يدوية كجوائز لتكريم الفائزين بهذا النوع من المسابقات الدينية في الصومال.

على صعيد آخر اغتال مسلحون مجهولون ضابطا في الشرطة الصومالية برتبة عقيد في العاصمة الصومالية مقديشو، وقد أطلق مسلحون ملثمون النار على العقيد «محمد آدم علسو» وكان من وحدة التحقيقات الجنائية التابعة للشرطة الصومالية المعروفة باسم الـ «سي آي دي»، فأردوه قتيلا ثم لاذوا بالفرار. وقال المتحدث باسم الشرطة الصومالية العقيد «عبد الله حسن بريسي» إن مجموعة مسلحة اغتالت العقيد علسو عقب خروجه من أحد مساجد منطقة «وابري» بجنوب العاصمة، وأضاف «إن الجماعات المعارضة هي التي تقف وراء عملية اغتيال علسو». ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هذا الحادث، إلا أنه يأتي في سياق سلسلة من عمليات الاغتيالات التي استهدفت ضباط الشرطة والجيش والمخابرات في الفترة الأخيرة. وقال العقيد عبدالله بريسي، المتحدث باسم الشرطة الصومالية، إنهم حصلوا على معلومات تفيد بأن الفصائل المعارضة تخطط لتنفيذ عمليات اغتيال واسعة ومنظمة ضد مسؤولين حكوميين، حيث قاموا بنشر مجموعات سرية مسلحة بهدف تنفيذ عمليات الاغتيال. وذكر المتحدث باسم الشرطة أيضا أن الشرطة تقوم بإجراءات أمنية مشددة في المناطق التي تخضع لسيطرة الحكومة الصومالية للتصدي للهجمات والاغتيالات الغامضة ضد المسؤولين الحكوميين. وتعرض العديد من ضباط الشرطة والمسؤولون الحكوميون لسلسلة اغتيالات غامضة في العاصمة مقديشو؛ إلا أن هذه العمليات قد انخفضت خلال الأشهر الماضية. من جهة أخرى اشتكى عدد من نواب البرلمان الصومالي من تجاوزات القوات الحكومية، وذلك بعد ما تعرض عضوان في البرلمان الصومالي أمس لحادث نهب من قبل قوات حكومية أقامت حاجزا غير شرعي في أحد شوارع العاصمة، وذكر النائب «طاهر عبد القادر موسى» أنه تعرض هو ونائب آخر كان برفقته لعملية سلب من قبل قوات حكومية، وقال «أخذوا منا هواتفنا الجوالة وبعض الأشياء الأخرى كانت في حوزتنا»، وأضاف «قلنا لهم نحن نواب في البرلمان، لكنهم تجاهلوا ذلك، وأخذوا ما بحوزتنا من هواتف جوالة ونقود تحت تهديد السلاح». ودعا النائب موسى إلى وضع حد لتجاوزات أفراد قوات الحكومة التي تزداد يوما بعد آخر؛ لأن ذلك يسيء إلى سمعة الحكومة الانتقالية. وكانت الحكومة الصومالية قد أعلنت قبل يومين عن إنشاء محكمة عسكرية أنشئت خصيصا لمحاكمة أفراد القوات الحكومية الذين يرتكبون تجاوزات ضد المواطنين. وقد زادت تجاوزات أفراد القوات الحكومية التي عندما تتأخر مرتباتها تلجأ إلى توفير مصاريفها عن طريق نهب المواطنين مما أصاب سمعة القوات الحكومية في مقتل.