الحريري: الأمور تتقدم على صعيد مشاورات تشكيل الحكومة.. وسنشهد انفراجات قريبا

بري واصل صيامه عن الكلام في تأليف الحكومة.. ودعا إلى حوار عربي إيراني

سليمان والحريري في قصر بعبدا أمس (تصوير: دالاتي ونهرا)
TT

أعلن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري أن «الأمور تتقدم» بالنسبة إلى تشكيل الحكومة في لبنان، وقال إن «الجو إيجابي» واعدا بانفراجات «في وقت قريب جدا». وشدد بعد زيارته رئيس الجمهورية ميشال سليمان لاطلاعه على نتائج مشاوراته حول تشكيل الحكومة، أن «لبنان يحتاج إلى حكومة وحدة وطنية».

وقال للصحافيين في ختام لقائه مع الرئيس في القصر الجمهوري في بعبدا: «زرت الرئيس لإطلاعه على سلسلة اجتماعات عقدتها مع القيادات السياسية، ووضعته في أجوائها. الأمور تتقدم. والجميع يريدون أن تولد الحكومة بأسرع وقت ممكن». وأضاف: «الجو إيجابي والأمور تتقدم والجميع يريد رؤية الحكومة في أسرع وقت ممكن وسنستكمل اللقاءات، وهذا الحوار الذي كان يجب أن يحصل منذ فترة، وسنستكمله خلال الـ3 أو 4 أيام القادمة بشكل متواتر، وإن شاء الله نصل إلى انفراج ما بوقت قريب». وأضاف: «لأنه في الماضي لم تكن الحوارات تصل إلى عمق هواجس كل فريق، واللقاءات مع رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون وحلفائنا والجميع تهدف إلى تسريع» تشكيل الحكومة.

وعن لقاء القمة بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله والرئيس السوري بشار الأسد، قال الحريري: «نحن نشجع التقارب العربي، وخاصة أن القمة السورية ـ السعودية تناولت الأوضاع العربية إلى جانب الوضع في لبنان، وأسفرت عن أجواء ترجمت بتوافق أكبر بين الأفرقاء اللبنانيين. لكن هذا لا يعني أنهم تلقوا تعليمات بوجوب التوافق. كذلك لا ننسى أن التهديدات الإسرائيلية لا تقتصر على لبنان وإنما تطال كل الدول العربية، ونحتاج إلى مواقف عربية متحدة لمواجهتها».

ورفض الحريري الذي التقى النائب ميشال عون ليل أول أمس، الدخول في تفاصيل لقاءاته مع عون. وقال: «نحن بصدد بناء علاقة جيدة جداً مع عون. هناك أمور لم نكن نعرفها عن بعضنا البعض. والحوار الذي جرى خلال الأسابيع الماضية هو لمصلحة لبنان. وسنلمس النتائج في الأيام المقبلة». وعاد مسلسل تأليف الحكومة اللبنانية إلى «مربع التفاؤل»، كما أشارت مصادر قريبة من الحريري، بعد مرور أكثر من أربعة أشهر على فوز «14 آذار» بالانتخابات النيابية من دون أن يتمكن الحريري من تشكيل حكومة. وأضافت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن «لقاء الحريري مع عون مساء أول من أمس كان جيدا. كما أن الاتصالات بين الرجلين مستمرة والخطوط مفتوحة». وأشارت إلى أن «العلاقات الممتازة مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان تدفع بالأجواء الإيجابية إلى مزيد من التسهيل، وبالتالي هناك تقدم كبير في الجزئيات. وقد أطلع الحريري سليمان أمس، على هذا التقدم». وأشار إلى أن «الاتفاق النهائي قد ينجز بعد جولة جديدة من الاتصالات لبلورة هذا الاتفاق وإعلان التشكيلة الحكومية».

وأكد النائب في كتلة «التغيير والإصلاح» فريد الخازن لـ«الشرق الأوسط» أن «الأجواء إيجابية، وما يحصل من اتصالات هو مسألة طبيعية جداً. فالرئيس المكلف يحاور كل طرف سياسي بشأن مطالبه. وبالتالي ما يحصل اليوم هو أفضل بكثير مما كان يحصل سابقاً. والأجواء تبعث على الراحة ولم تعد كما كانت عليه في الفترة الماضية». وقال: «المفاوضات الحالية ليست حدثاً إعلاميا، وطبيعي أن نتداول بشأن الحقائب. ووزارة الاتصالات هي وزارة عادية مثلها مثل باقي الوزارات والجدل حولها في غير محله، لكن إذا كان المطلوب عدم إعطاء التيار الوطني الحر وزارة الاتصالات فيجب إعطاؤه وزارة أخرى رئيسية».ووافق مصدر متابع للشأن الحكومي على أن «تأليف الحكومة دخل مراحله الأخيرة بعد ترتيب الظروف الإقليمية». واعتبر أن «سورية أخذت ما تريد في الملف اللبناني ولا تزال تأخذ. فقد حصلت على الخيط الممسك بالثلث المعطل من خلال اشتراط الأقلية التوافق المسبق على المواضيع الأساسية المتعلقة بالسيادة والقرارات المصيرية في لبنان والتي تستوجب موافقة ثلثي الوزراء في الحكومة. كما حصلت على تأكيد لأن الحريري لن يقاطعها وسيزور دمشق بعد تأليف الحكومة. بالتالي فإن عقدة التشكيل أصبحت داخلية ولها أسباب تتعلق بالخطة الاقتصادية التي ينوي الحريري اعتمادها بعد التأليف». ونفى المصدر أن «تكون إيران هي المعطل الحالي في لبنان». وقال: «السوريون لا يسمحون أن تعرقل إيران ما يريدون تسهيله. فالأدوار موزعة بشكل يعطي إيران الأولوية لدى حزب الله في كل ما يتعلق بملف الحرب ومواجهة إسرائيل والسياسة الإقليمية. أما في الشأن اللبناني الداخلي فالملف من اختصاص سورية. التقسيم واضح ولا أحد يخل به».

وأوضح أن «سورية اعتمدت منذ البدء منطقاً يقضي بأن تترجم الحكومة اللبنانية ميزان القوى الذي يميل إلى مصلحتها بعد الانفتاح السعودي عليها وخروجها من عزلتها. في حين رغب الحريري في أن تترجم الحكومة نتائج الانتخابات النيابية». وأضاف: «التعطيل الذي شهدناه يدل على أن الحريري لم يستطع أن يحقق ما يريده. ومن المتوقع أن يرضخ لميزان القوى الذي تتحكم فيه سورية، الذي يسمح لحلفائها في لبنان بفرض شروطهم. ولن يكون مفاجئاً أن تعود حقيبة الاتصالات إلى باسيل، مع أن المنطق يقول إنه كان يفترض بالحريري أن يعتمد استراتيجية هجومية بعد الانتخابات التي كرسته رئيساً للأكثرية النيابية وليس استراتيجية دفاعية ترغمه على التراجع عما حققه». وفي المقابل، واصل رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري صيامه عن الكلام في شأن عملية تأليف الحكومة، ليخصص كلمة ألقاها أمس في افتتاح مكتبة للحديث عن الشأن الفلسطيني والتهديدات الإسرائيلية والدعوة إلى وحدة الصف الإسلامي. ولم يتطرق إلى الشأن اللبناني إلا بالقول: «أخال صوت مؤذّن الحكومة الرئيس المكلف سعد الحريري سيفك صيامي قريبا كما لمست، وتصريحه اليوم بعد لقائه فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية خير دليل على ذلك».

وقال: «في افتتاح المكتبة لا بد أن يكون أول كتاب نفتحه هو الوحدة الإسلامية لمواجهة المخططات الخارجية التي تحاك لمنطقتنا، وأمام محاولة خلق فتنة مذهبية سنية شيعية ووضع إيران في وجه العروبة، واستبدال الصراع العربي الإسرائيلي بصراع عربي إيراني». ودعا إلى «حوار عربي إيراني مفتوح حول القضايا المختلف عليها، يضمن مصالح الطرفين».

وتناول القمة السعودية ـ السورية، معتبرا أنها تؤسس لـ«الثقة العربية العربية وللتعاون مع الدول الإقليمية وعلى رأسها إيران وتركيا».