نائب وزير الخارجية الروسي يجول بين لبنان وسورية

نفي سعيه لوساطة لتشكيل الحكومة اللبنانية

TT

بعد يوم واحد على مغادرة رئيس الوزراء الإسباني، خويس لويس ثاباتيرو، لبنان إثر زيارة استمرت يوما واحدا التقى فيها المسؤولين اللبنانيين وحثهم على تشكيل حكومة في «وقت قريب جدا»، وصل الموفد الخاص لروسيا إلى الشرق الأوسط، نائب وزير الخارجية، ألكسندر سلطانوف، إلى بيروت. وتتحضر بيروت أيضا لاستقبال وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير الأسبوع المقبل، الذي يزور أيضا سورية، أسوة بسلطانوف.

وبدأ سلطانوف، أمس، زيارة للبنان التقى فيها رئيس الجمهورية ميشال سليمان، والرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري، ووزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ، على أن ينتقل إلى سورية ليعود بعد ذلك إلى لبنان من دون أن تكون له «أي مساع أو وساطة في شأن تأليف الحكومة»، على حد قوله.

وتمنى سلطانوف بعد لقائه الحريري «تأليف الحكومة في أسرع وقت ممكن، على أساس الوفاق الوطني والحوار، مع الأخذ في الاعتبار الحفاظ على سيادة لبنان واستقلاله ووحدة أراضيه». كما شدد على ضرورة «تنشيط الجهود الرامية لاستئناف عملية السلام وإقناع كل الأطراف المعنية بأهمية التحرك نحو سلام شامل وعادل في الشرق الأوسط».

وتركز مباحثات سلطانوف على عملية السلام في الشرق الأوسط، وقال بعد لقائه وزير الخارجية، فوزي صلوخ: «يبدو أن الوضع السياسي ملائم لاستئناف المفاوضات في أسرع وقت ممكن». وأشار أنه خلال زيارته صلوخ تناولا «الأوضاع في المنطقة، وتبادلنا الآراء حول مستقبل عملية السلام في الشرق الأوسط والمسار الفلسطيني قبل كل شيء». وقال: «اتفقنا على ضرورة تكثيف الأطراف المعنية والمجتمع الدولي، ولا سيما الرباعية الدولية الجهود للمساهمة في استئناف المفاوضات في أسرع وقت ممكن».

وأضاف: «نحن في روسيا نبذل الجهود، ونبقى على اتصال مباشر ومستمر بإسرائيل وبالقيادة الفلسطينية والأطراف المعنية، بما فيها الجانب اللبناني، ويبدو أن هذا الوضع السياسي ملائم لاستئناف المفاوضات لأن هناك تفاوتا في المجتمع الدولي حول التسوية العربية الإسرائيلية وحول طريقة استئناف المفاوضات، انطلاقا من ذلك سنستمر في الجهود سواء على الصعيد الروسي أو في إطار الرباعية الدولية لتسهيل الظروف الملائمة وتعزيزها لاستئناف العملية السياسية».

وفي القصر الجمهوري، عرض سلطانوف مع الرئيس سليمان، في حضور السفير الروسي في بيروت سيرغي بوكين، الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والاتصالات الجارية لاستئناف مفاوضات السلام، بحسب بيان صادر عن المقر الرئاسي. وهنأ سلطانوف الرئيس اللبناني بانتخاب لبنان عضوا غير دائم في مجلس الأمن الدولي، لافتا إلى أن «هذا الانتخاب دليل على الثقة العالمية في لبنان المستقر والمستقل، والدور الذي يستطيع أن يضطلع به».

من جهته، رحب سليمان بالموفد الروسي، وتحدث عن «العلاقات الجيدة القائمة بين البلدين والتعاون الموجود ورغبة لبنان في تعزيز هذه العلاقات». وشكر لروسيا «مواقفها الداعمة للبنان، وخصوصا في المحافل الدولية وللعرب ولقضية فلسطين والقضايا المحقة عموما».

وأعرب عن ثقته في أن «لبنان وروسيا سيرسخان تعاونهما السياسي في مجلس الأمن لما فيه مصالحهما، أولا، ومصالح المجموعة العربية، ثانيا، ومصلحة السلام وقضايا الحق في العالم، ثالثا».

وخلال لقائه الحريري في بيت الوسط، أطلع سلطانوف رئيس الحكومة المكلف على «النشاطات الروسية ونشاط الرباعية الدولية التي من شأنها التوصل إلى تقدم في ما يتعلق بالعملية السلمية في المنطقة». وقال: «تحدثنا عن الطرق والأساليب لتعميق التعاون الروسي اللبناني في المجالات المختلفة، وخصوصا المالية والاقتصادية والعسكرية التقنية. ونحن نسجل أنه على الرغم من كل الصعاب في الاقتصاد الدولي واقتصاد المنطقة، فإن العلاقات الروسية اللبنانية تتطور باستمرار لمصلحة الشعبين الصديقين. وهناك بعض النتائج، لكن علينا كبلدين أن نبذل جهودا أكثر لننشط وتيرة هذه الاتصالات والتعاون».