قيادي في جيش تحرير السودان: لن ندعو لانفصال دارفور.. إلا إذا فشلنا في المفاوضات

محجوب حسين لـ «الشرق الأوسط» : مبادرة أميركية ـ ليبية لتوحيد رؤى فصائل دارفور

TT

كشف رئيس حركة جيش تحرير السودان ـ القوى الثورية، محجوب حسين في حوار مع «الشرق الأوسط» عن انعقاد مؤتمر دولي شامل بشأن دارفور في مدينة الكفرة الليبية المتاخمة لدارفور بعد أسبوعين، لافتا إلى مبادرة أميركية ليبية برعاية المبعوث الأميركي للسودان سكوت غرايشن تستهدف توحيد كل الفصائل المتمردة في دارفور للحصول على دعم شعبي قُبيل توقيع اتفاق سلام في العاصمة القطرية الدوحة.

وشدد محجوب في حواره على أن الوحدة والسودان الجديد المتنوع الأطياف هما غاية حركته، وبمثابة الحل لجميع الأزمات والمشكلات التي يعانيها السودان الآن، داعيا في الوقت نفسه الحكومة السودانية إلى عدم إثارة أي أزمات جديدة، حتى لا يكون الانفصال في دارفور خيارا متاحا.

*ما الحركات التي اندمجت مع حركة جيش تحرير السودان؟ ـ اندمجت معنا خمس حركات فأصبحنا ستا تحت مسمى «جيش تحرير السودان ـ القوى الثورية» أنا قائدها، وسيظل الوضع كذلك إلى حين عقد مؤتمر شامل لتوحيد كل الهياكل السياسية والعسكرية.

*ما أبرز نتائج اجتماعكم مع مبعوث السلام الأميركي للسلام سكوت غرايشن؟ ـ التقينا المبعوث الأميركي بحضور القيادة الليبية وشاركت معنا حركات أخرى من دارفور وطرح علينا مبادرة ليبية أميركية برعايته، بموجبها تتوحد حركات دارفور في رؤية تفاوضية واحدة، وسوف يعقد مؤتمرا دوليا في مدينة الكفرة الليبية المتاخمة لدارفور، ستشارك فيه كل القيادات العسكرية الميدانية إضافة إلى القيادات السياسية، وسيحضره ممثلون عن الفصائل الدارفورية، وسوف تصل نسبة المشاركة إلى نحو 80% من الحركات، أي ستشارك ثماني حركات ويبقى خارج هذا التجمع حركتان فقط هما حركة تحرير السودان بزعامة عبد الواحد نور (مقيم في فرنسا) إضافة إلى حركة العدل والمساواة بقيادة إبراهيم خليل.

*ما الحركات الثماني التي أشرت إليها؟

ـ حركة تحرير السودان قيادة الوحدة، حركة تحرير السودان قيادة جوبا، حركة تحرير السودان القيادة الجنوبية، حركة تحرير السودان الخط العام، حركة تحرير السودان الديمقراطية، وهذه الحركات الست وقّعت إعلانا وميثاقا سياسيا رسميا لوحدة المنبر التفاوضي، ونحن بذلك نمثل جسرا سياسيا عسكريا حركيا واحدا، وإضافة إلى ذلك هناك ثلاث حركات: حركة تحرير السودان بقيادة أحمد عبد الشافي، والجبهة المقاومة بقيادة بحر أبو قردة، وقد رفض عبد الواحد نور الانضمام إلى المجموعة بينما قبل أحمد عبد الشافي وكذلك بحر أبو قردة، ويمكننا القول إن الحركات اقتربت من الوحدة خصوصا على مستوى حركة تحرير السودان وعلى مستوى حركة العدل والمساواة، يبقى خليل وحده خارج الملعب السياسي.

*متى سيُعقد مؤتمر الكفرة؟

ـ نحن في مرحلة الإعداد حاليا مع الأمم المتحدة وليبيا ومنظمة الوحدة الإفريقية لعقد هذا المؤتمر خلال أسبوعين، وسوف يشارك في هذا المؤتمر رقابة دولية ممثلة في الاتحاد الأوروبي، ودول منها بريطانيا وأميركا وفرنسا، ودول جوار السودان والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، ويهدف هذا المؤتمر إلى إنقاذ دارفور، وهو لا يشمل فقط قوى بعينها وإنما كل القوى السياسية والعسكرية في دارفور، ويشمل كذلك النازحين واللاجئين، وممثلين عن المرأة والشباب والطلاب والإدارة الأهلية والمجتمع المدني، ويهدف المؤتمر إلى الوصول إلى قيادة سياسية وعسكرية واحدة تتولى التفاوض مع الحكومة بشأن دارفور.

*وأين موقع حركة عبد الواحد نور؟ ـ هي حركة نشاز ولا تعبّر عن كل شعب دارفور، وأصيبت بالعطب والوهن، ونحن نتحدث عن مؤتمر يجمع كل مكونات المجتمع والشعب الدارفوري.

*ما أهم الملامح السياسية للمبادرة الليبية الأميركية؟ ـ هي قائمة على تمثيل الحركات المسلحة وقوى المجتمع المدني الدارفوري في نطاق سياسي عسكري واحد وتحت قيادة موحدة.

*بعد تحقيق هذه الخطوة هل ستلتحقون بمفاوضات الدوحة؟

ـ بعد انتهاء أعمال المؤتمر نطمح في الذهاب إلى الدوحة عبر وفد تفاوضي وبهيئة سياسية وعسكرية واحدة تعبّر عن كل المجتمع الدارفوري.

*هل ستلتزم الحكومة السودانية بما تتفقون عليه؟ ـ نعتقد ذلك، لأننا سنقدم حلا شاملا للسلام ونأمل في جدية الحكومة السودانية لطي هذا الملف وأن لا تسهم في صنع أزمات أخرى، وأن تتعامل مع معطيات أزمة دارفور بكل استحقاقاتها التاريخية والثقافية، وبالتالي لا بد من رسم معادلة جديدة من قِبل السلطة تشمل كل مجالات الحياة في دارفور، ونحن نريد دولة جديدة قائمة على أسس عادلة، لأن ما هو قائم في السودان الآن لا يعبّر عن كل الشعب السوداني، حتى في الدستور والقانون نريد تغييرا يحترم هوية كل الشعب السوداني بجميع أطيافه.

*هل الصراع الدائر حاليا في الجنوب يدور حول التسوية السياسية في دارفور؟ ـ في اعتقادي أن بداية أزمة الجنوب مشابهه لبداية أزمة دارفور، ونحن نريد سودانا موحَّدا تُحترم فيه كل الأعراق والأديان عبر شرعية دستورية، والجنوب حقق مكاسب كثيرة، لكن للأسف يمارس كل الضغوط للوصول إلى استحقاقات أكثر. وكل المشكلات من الأفضل معالجتها عبر سودان جديد يستوعب الجميع.

*هل سيشارك أهل دارفور في الانتخابات الرئاسية؟

ـ الرئيس (السوداني عمر) البشير أعلن فوزه في الانتخابات قبل أن تبدأ وخير دليل هو الإحصاء الذي وضع للانتخابات، والذي نعتبره مهينا، وأعتقد أن شعب دارفور لن يصوت في هذه الانتخابات ونطالبه بأن لا ينتخب أحدا بما في ذلك الرئيس البشير.

*ماذا لو فشلت مفاوضات السلام في دارفور؟ هل ستطرحون خيار الانفصال؟ ـ نحن من أنصار الوحدة الوطنية والسودان الموحد، القائم على التعددية والاعتراف بالآخر، والقائم على دستورية الدولة والمواطنة المتساوية، ولكن إذا أصر النظام على الوضع الحالي فمن حقنا تقرير المصير مثل الجنوب.

*ألا ترون أن اتفاق أبوجا قادر على فرض السلام في دارفور؟

ـ اتفاق أبوجا فقد مصداقيته وشرعيته، وتم فرضه بعيدا عن رؤية الشعب الدارفوري.

*هل ستقدمون أوراقا جديدة للتفاوض؟ ـ الموضوعات الأساسية لقضيتنا هي السلطة والثروة وفقا للواقع الذي نعيشه لا مجرد أوراق تقدم من هنا أو هناك، نحن نرغب في الوصول إلى معادلة تبعدنا عن التهميش.