أفغانستان: جولة إعادة محتملة في الانتخابات الرئاسية.. وأنصار عبد الله يهددون بالتظاهر إذا انتخب كرزاي

مقتل 3 جنود أميركيين و25 متشددا من طالبان

TT

قال مسؤولون أمس، إن ثلاثة جنود أميركيين قتلوا في انفجارات قنابل، فيما قتلت القوات الأفغانية وقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) 25 مسلحا في المناطق الجنوبية والشرقية المضطربة في أفغانستان. وقال الجيش الأميركي في بيان إن جنديين أميركيين قتلا في انفجار قنبلة زرعت على جانب طريق في شرق البلاد بينما قتل آخر في انفجار مماثل في أحد الأقاليم الجنوبية، ووقع كلا الحادثين أول من أمس. يذكر أن الخسائر البشرية في صفوف القوات الأميركية وقوات الناتو تزايدت بشكل حاد هذا العام، حيث عزز المسلحون هجماتهم ووسعوا نطاق سيطرتهم على ما كان يعتبر في السابق مناطق آمنة. يذكر أن ما لا يقل عن 415 من القوات الدولية بينهم ما يقرب من 250 من القوات الأميركية قتلوا حتى الآن هذا العام، وهو ما أكثر السنوات دموية بالنسبة لقوات التحالف منذ الإطاحة بنظام طالبان من كابل في أواخر عام 2001 . وانذر أنصار عبد الله عبد الله، أكبر منافس للرئيس الأفغاني المنتهية ولايته، حميد كرزاي، في الانتخابات الرئاسية، أمس بأن تظاهرات قد تنظم في شمال أفغانستان إذا أعلن فوز كرزاي. وينتظر كل من كرزاي الذي يتطلع لولاية ثانية، لكنه متهم بالتزوير خلال الاقتراع، وعبد الله، نتائج التحقيق في عمليات التزوير التي قد تؤدي إلى إجراء دورة ثانية.

وأعلن أنصار وزير الخارجية السابق، عبد الله عبد الله، في معقله الانتخابي شمال البلاد أنهم يتطلعون إلى دورة ثانية، وأن الشعب قد يخرج إلى الشوارع إذا انتخب كرزاي مجددا. وقال رئيس حملة عبد الله الانتخابية في بلخ «إن سكان بلخ لن يسكتوا، سيتحركون»، محذرا من أن «مجاهدي بلخ سيتمردون على الحكومة». وفي ولاية قندز المجاورة، أعرب البرلماني، قاري رحمة الله، رئيس حملة عبد الله المحلية، عن الأسف «لكون التزوير كان فاضحا خلال تلك الانتخابات». وقال «إذا انتخب كرزاي رغم التزوير، فذلك سيؤدي إلى تشكيل حكومة غير شرعية ورئيس غير شرعي. إن الناس سيدافعون عن حقوقهم. سيحتجون وسيضربون ويتظاهرون. وإذا لم يسمح للناس بالرد واستخدمت القوة ضدهم، فإنهم سيلجأون للطرق نفسها».

إلى ذلك من المتوقع أن يعلن مسؤولو الانتخابات في أفغانستان أمس، ما إذا كان الرئيس حميد كرزاي هو الفائز الصريح في انتخابات أغسطس (آب) المتنازع عليها أو أنه سيتعين عليه خوض جولة إعادة في انتخابات الرئاسة ضد خصمه الرئيسي. وزادت التكهنات في كابل من أنه سيجري خصم عدد من الأصوات الأمر الذي سيؤدي إلى خوضه جولة ثانية ضد وزير الخارجية السابق عبد الله عبد الله. وقال مسؤول على دراية بالعملية الانتخابية «الجولة الثانية متوقعة بالقطع في الوقت الحالي». وتواجه أفغانستان حالة من الغموض السياسي منذ الانتخابات التي جرت في 20 أغسطس (آب) وشابتها اتهامات بحدوث تلاعب على نطاق واسع في وقت تعكف فيه الولايات المتحدة على اتخاذ قرار بشأن إرسال مزيد من القوات لمكافحة تمرد لطالبان. وبعد نحو شهرين على إجراء الانتخابات أعلنت لجنة الشكاوى الانتخابية التي تدعمها الأمم المتحدة أنها اقتربت من كشف النقاب عن نتائج تحقيق في مزاعم التلاعب مطلع الأسبوع. وإذا أعلن بطلان أصوات تكفي لتقليص عدد الأصوات التي حصل عليها لأقل من 50 في المائة فإن كرزاي سيواجه عبد الله في جولة ثانية ما لم تتخذ خطوات قانونية محتملة لإبطال هذا القرار أو اتخاذ عبد الله قرارا بالانسحاب. والتزم المسؤولون الصمت قبيل الإعلان مما زاد من التكهنات والشائعات بأن كرزاي قد يسعى للتوصل لحل وسط مع عبد الله لتجنب الدخول في جولة إعادة. وقال مسؤولون إن اللجنة تفحص أنواعا عديدة من حالات التزوير المشتبه بها والشكاوى، لكن من المرجح ألا تكشف سوى عن جزء من توصياتها. وتعقد اللجنة اجتماعات مغلقة مع مسؤولي لجنة الانتخابات الأفغانية المستقلة طوال اليوم. وفور إقرارها نتائج لجنة الشكاوى الانتخابية ستقوم لجنة الانتخابات الأفغانية بتعديل إحصاء الأصوات وإعلان النتيجة النهائية. وأوضحت أرقام مبدئية حصوله على 6.54 من الأصوات. وسيتعين إلغاء 250 ألف صوت من الأصوات التي حصل عليها كي تنخفض نسبة أصواته عن 50 في المائة. وفي الولايات المتحدة يراقب صناع السياسة عن كثب نتيجة العملية المطولة التي أثارت التوتر بين كرزاي وداعميه الغربيين. وقالت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، لمحطة «سي.إن.إن» في مقابلة من المرجح أن يجدوا أن الرئيس كرزاي اقترب جدا من نسبة 50 زائد واحد، ولذلك فإنني اعتقد أن بوسع المرء أن يخلص إلى أن احتمال فوزه في جولة ثانية قد يكون كبيرا جدا. وإذا تقرر عقد جولة إعادة بين كرزاي ووزير الخارجية السابق، عبد الله عبد الله، فإنها ستجري في غضون أسبوعين. وقد يسبب التهديد، الناجم عن التمرد وحلول فصل الشتاء الصعب الذي يجعل من المتعذر اجتياز مناطق كثيرة في أفغانستان، مشكلات لإجراء جولة ثانية. وفي باريس أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أمس أن وزير الخارجية، برنار كوشنير، سيزور كابل في نهاية هذا الأسبوع للدعوة إلى احترام نتائج الانتخابات الرئاسية المنتظر إعلانها قريبا. وأوضحت الوزارة في بيان أن هذه الزيارة تأتي «في ظروف توتر بسبب انتظار إعلان نتائج الانتخابات التي طال تأجيلها». وأكد الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، أول من أمس في مقابلة مع صحيفة «لو فيغارو»، أن فرنسا ستبقى حاضرة عسكريا في أفغانستان، غير أنها لن ترسل جنديا إضافيا واحدا إلى هذه البلاد. وانخرط 3700 عسكري فرنسي في النزاع الأفغاني بينهم ثلاثة آلاف في أفغانستان ذاتها. وفي هامبورغ دعا الدبلوماسي الأميركي، بيتر جالبريت، الذي أعفي من منصب نائب المبعوث الأميركي الخاص في أفغانستان، الأمم المتحدة للتدخل بشدة في جولة الإعادة للانتخابات الأفغانية، في حال إجرائها.

وأكد جالبريت أن هذا هو السبيل الوحيد لتجنب التزوير في الانتخابات مرة أخرى. وفي الوقت نفسه، حذر جالبريت في مقابلة مع مجلة «شبيغل» الألمانية تنشر تفاصيلها في عددها غدا، من تعزيز القوات الدولية في حال بقاء الرئيس الأفغاني، حميد كرزاي، في منصبه. وأسفرت الانتخابات الأفغانية التي جرت في 20 أغسطس (آب) الماضي، عن حصول كرزاي على 6.54 من أصوات الناخبين. ويرجح الكثير من المراقبين حدوث تزوير على نطاق واسع في تلك الانتخابات. ونقلت وسائل إعلام عن مسؤولين بلجنة الشكاوى التابعة للأمم المتحدة أن كرزاي حصل على أقل من 50% من أصوات الناخبين مما يعني في حال تأكد ذلك إعادة الانتخابات بين كرزاي ومنافسه عبد الله عبد الله، وزير الخارجية الأفغاني السابق، وذلك حسبما ينص عليه الدستور الأفغاني.