«التوافق العراقي» بديل جبهة التوافق لخوض انتخابات يناير.. ولكن بصبغة غير دينية

من أبرز مكوناتها الحزب الإسلامي

TT

أعلنت كتل وشخصيات سياسية وعشائرية، أبرزها الحزب الإسلامي العراقي، في بغداد، أمس، تشكيل قائمة «التوافق العراقي» لتكون بديلا عن جبهة التوافق القديمة لخوض الانتخابات البرلمانية في يناير (كانون الثاني) المقبل.

ولم تظهر قائمة «التوافق العراقي» بالمظهر ذاته الذي كانت عليه جبهة التوافق التي شاركت في انتخابات عام 2005، والتي مثلت آنذاك مشاركة العرب السنة في تلك الانتخابات رغم المقاطعة الواسعة لهم. وخلت التشكيلة الجديدة لقائمة «التوافق العراقي» من مجلس الحوار الوطني الذي يرأسه الشيخ العشائري، خلف العليان، كما لم يحضر المؤتمر عدنان الدليمي الذي كان يرأس مؤتمر أهل العراق، وهو أحد أركان قائمة جبهة التوافق القديمة، لكن سليم الجبوري الناطق حاليا باسم قائمة التوافق، أكد لوكالة «رويترز» أن مؤتمر أهل العراق الذي بات يرأسه الآن خالد البرع سيعلن غدا انضمامه إلى القائمة، وأن «المرض حال دون حضور عدنان الدليمي المؤتمر».

وتضمنت التشكيلة الجديدة للقائمة الحزب الإسلامي العراقي، أحد أبرز الأحزاب السياسية الحالية، إضافة إلى حزب العدالة التركماني، وتجمع العشائر الوطني العراقي.

ولخص أسامة التكريتي، الأمين العام للحزب الإسلامي العراقي في المؤتمر، برنامج القائمة الجديدة لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة المتوقع إجراؤها في 16 يناير «أن المشروع السياسي الواعد لا بد وأن يبدأ بخطوات حقيقية في الإصلاح.. وأن المصالحة هي عنوان بديل عن المقاطعة، والانفتاح بديل عن الاجتثاث وإعادة المهجرين.. وإعادة الكفاءات واحتوائها بديل عن الإقصاء.. والمشاركة بديل عن الاستئثار». وأضاف: «وضمن هذا البرنامج نمد أيدينا لمن يريد أن يتحالف معنا».

وفي دعوة لتجنب تكرار ما حدث في الانتخابات الماضية عندما قاطع جمهور عريض من العرب السنة الانتخابات البرلمانية التي جرت نهاية عام 2005، دعا التكريتي إلى المشاركة في الانتخابات المقبلة، وقال: «اعلموا أن مشاركتكم في الانتخابات القادمة ما هي إلا حلقة في سلسلة التغيير المنشود». وأضاف: «لنستعد جميعا لخوض الانتخابات (المقبلة) وبعزيمة أقوى مما مضى متوكلين على الله عازمين على التغيير نحو الأفضل». وعلى عكس الصبغة الدينية التي طغت، إلى حد كبير، على قائمة التوافق السابقة ظهر التكتل الجديد لقائمة التوافق العراقي ليضم شخصيات عشائرية وكتلا غير دينية وأخرى قومية، وهو ما قد ينأى بها عن الصبغة الدينية، رغم وجود الحزب الإسلامي العراقي كمادة رئيسية في التكتل الجديد.

وأبدى التكريتي استعداد القائمة لإجراء تحالفات مع الكتل الأخرى، وقال: «هدفنا الوصول إلى أفضل الصيغ والتشكيلات... إنا نؤكد أن إعلان التوافق العراقي هو بداية لتحالفات أوسع الآن وبعد الانتخابات».

وكان الحزب الإسلامي العراقي قد شهد خلال الفترة الماضية خلافات داخلية كان من نتائجها استقالة طارق الهاشمي، نائب رئيس الجمهورية، من رئاسة الحزب ليشكل لنفسه، قبل أسابيع، قائمة انتخابية باسم «قائمة تجديد». وكانت جبهة التوافق قد حصلت على 44 مقعدا في الانتخابات الماضية. إلا أن الكثير من أعضائها أعلن انسحابه منها في وقت لاحق. ويضم مجلس النواب حاليا 275 مقعدا.

وأعلن في بغداد، أمس، أيضا عن تجمع باسم تجمع «عهد العراق الوطني المستقل»، وقال مصدر في التجمع لـ«الشرق الأوسط» إن التجمع ليس لديه أي توجهات عرقية أو طائفية، ولا يتقاطع مع أحد في الأهداف، ويأمل إعادة العملية السياسية إلى نصابها الصحيح، مشيرا إلى أن التجمع يتميز بوجود العنصر النسوي بشكل واضح ومؤثر.