المستوطنون يتهمون الجيش الإسرائيلي بتحريض جنوده ضدهم

في أعقاب قرار بمنع الجنود من تناول الطعام في المستوطنات

TT

يثير قرار داخلي في الجيش الإسرائيلي يمنع الجنود من ضيافة المستوطنين، ضجة كبيرة في مستوطنات الضفة الغربية، إذ يعتبرونه «محاولة لتحويل العلاقات الودية بين الجنود والمستوطنين إلى علاقات كراهية وعداء». وطالب قادة المستوطنين بإقالة قائد الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، العقيد ايتسيك بار، الذي أصدر التعليمات.

وكان العقيد بار قد أصدر تعليمات مشددة للجنود الإسرائيليين الذين يخدمون في الضفة بأن لا يستجيبوا لأي دعوة لتناول الطعام في بيوت المستوطنين. وأوضح أن مثل هذه الضيافات تفتح الباب أمام نقاشات سياسية حول قضايا مختلف عليها. وبما أنه يرى أن الجيش الإسرائيلي هو جيش الشعب كله ويحظر عليه اتخاذ مواقف سياسية أو حزبية، فإنه يمنع هذه اللقاءات. ويفرض على كل جندي أن يكتفي بالوجبات التي يزوده بها الجيش. ولكي يكون مثلا يحتذى، رفض العقيد بار بنفسه الدعوة التي وجهها إليه الحاخام الرئيسي في الجيش الإسرائيلي، الذي يسكن بنفسه في إحدى المستوطنات.

وأثارت هذه التعليمات غضبا عارما في صفوف المستوطنين وقادتهم. وأصدرت قيادة المستوطنين بيانا قالت فيه إنها تطأطئ رأسها خجلا من هذه التعليمات، لأنها تمس بانتماء الجنود والمستوطنين للشعب اليهودي. وقال داني ديان، رئيس لجنة المستوطنين في منطقة بيت لحم، إن التعليمات خاطئة ومعيبة. وفيها مساس بعائلات يوجد لها أبناء يخدمون في الجيش أو كانوا قد فقدوا أبناءهم في الحروب، ويجدون شيئا من التعويض في استضافة الجنود في بيوتهم.

وقال النائب من حزب «الاتحاد القومي» اليميني المعارض، ميخائيل بن آري، وهو أيضا مستوطن، إن هذه التعليمات تنمي شعورا بالعداء والكراهية تجاه المستوطنين لدى الجنود، وهناك حاجة إلى إقالة هذا الضابط وعقد دورة خاصة لضباط الجيش تجعلهم يحبون المستوطنين، لا أن يكرهوهم. وجدير بالذكر أن أوساطا في اليسار الإسرائيلي كانوا قد حذروا في الماضي من الانفلات في الجيش الإسرائيلي تجاه العلاقات بين الجنود والمستوطنين، مؤكدين أن العلاقات الودية الحميمية، التي تصل إلى درجة الاستضافة في بيوت المستوطنين، تؤثر سلبا على سياسة الجيش وتخضع الجنود إلى تأثيرات عاطفية، تجعل بعضهم متمردين على الأوامر العليا التي تصطدم برفض المستوطنين، مثل أوامر إخلاء مستوطنين من بيوت أقاموها من دون ترخيص حكومي.