مؤسسة «شهداء إيران» تعتزم إعلان ندا سلطاني «شهيدة».. إذا ثبت أن «الأعداء» قتلوها

المدونون الإيرانيون يفوزون بجائزة صحافية كبيرة

TT

أعلنت مؤسسة «شهداء إيران» أمس، نيتها إعلان ندا أغا سلطان «شهيدة» إذا ثبت أنها قتلت على يد أحد «أعداء الدولة» خلال الاحتجاجات التي تلت الانتخابات الرئاسية في يونيو (حزيران). وتحولت ندا إلى رمز للاحتجاج الشعبي والقمع الذي تلاه إثر إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد رئيسا لإيران في 12 يونيو. وقال رئيس المؤسسة الرسمية مسعود ظريبفان، الذي نقلت تصريحاته وكالة «إيلنا»، «يبدو من الصور أن مقتل ندا أغا سلطان هو نتيجة مؤامرة حاكها المعارضون مع العدو». وأضاف «إذا أكدت وزارة الاستخبارات ذلك، فإن عائلتها ستتلقى بطريقة أو أخرى تعويضات من المؤسسة».

وتقدم «مؤسسة الشهداء وقدامى المحاربين» تسهيلات ومساعدة مالية لعائلات قتلى وجرحى الحرب بين العراق وإيران (1980 ـ 1988). وأثار شريط الفيديو حول مقتل ندا الذي بث على الإنترنت استنكارا واسعا في العالم وظهرت فيه الفتاة مطروحة أرضا ووجهها مضرج بالدم وعيناها مفتوحتان. وقيل إنها أصيبت برصاصة في الصدر في الخامس عشر من يونيو خلال الاحتجاجات في طهران. وفي يوليو (تموز)، أعلنت الشرطة الإيرانية أن مقتل ندا كان مختلقا، بينما طلب أحمدي نجاد من القضاء التحقيق في مقتلها متهما «معارضين وأعداء باستخدام (هذه القضية) سياسيا لتلطيخ سمعة الجمهورية الإسلامية». وفي المحصلة، قتل 36 شخصا في تلك الاضطرابات التي تلت الانتخابات في أخطر أزمة سياسية منذ الثورة الإسلامية سنة 1979. لكن المعارضة تحدثت عن سقوط 72 قتيلا.

إلى ذلك فاز مدونون إيرانيون بجائزة صحافية كبيرة أمس، لجهودهم في تغطية الانتخابات الرئاسية الإيرانية المتنازع على نتيجتها. وتلقت الصحافية الإيرانية دلبار توكلي، التي فرت من بلادها بعد أن فقدت وظيفتها جائزة محمد أمين، لعام 2009 بالنيابة عن المدونين «لالتزامهم وشجاعتهم وإخلاصهم في ظل ظروف مروعة وضغوط غير اعتيادية أثناء تغطية الانتخابات الرئاسية». وقال كريستوف بليتجين، رئيس الأنشطة الإعلامية في وكالة «رويترز» للأنباء «المدونون الإيرانيون أعادوا تعريف مفهوم الصحافة الشعبية والتواصل الاجتماعي عبر الإنترنت، عندما أصبحوا المصدر الوحيد للأخبار في إيران ما بعد الانتخابات». وتأسست هذه الجائزة عام 1997 تكريما للراحل محمد أمين وهو مصور للخدمة الأفريقية في «رويترز» قتل في حادث خطف طائرة. وتمنح الجائزة السنوية لأفراد يعملون خلف الكواليس. وترعى طومسون رويترز هذه الجائزة. وفر العشرات من الصحافيين والمصورين والمدونين من إيران أو لا يزالون يحاولون الفرار، بسبب الخوف من العقاب على تغطيتهم للانتخابات الرئاسية، بينما اختبأ آخرون.

وأغلقت الحكومة الإيرانية عدة صحف خلال الأشهر الأخيرة واتهمت وسائل الإعلام بالكذب بشأن الاحتجاجات التي أعقبت الإعلان عن نتيجة الانتخابات. وقالت توكلي «أهدي هذه الجائزة إلى الصحافيين الإيرانيين الذين عملوا بجد كي يعرف العالم ما يجري في إيران، من الصعب جدا العمل في الصحافة في إيران، والسبب الرئيسي لذلك هو الرقابة». وقالت توكلي لـ«رويترز» في اسطنبول حيث تسلمت جائزتها «أنا أتمنى أن أعود إلى بلادي، لقد تركت قلمي دون إرادتي للمرة الأولى منذ 13 عاما». وعملت توكلي المولودة في طهران صحافية على مدار 13 عاما ماضية. وقبل الانتخابات قامت بتغطية موضوعات لها صلة بالمرأة والسياحة لصحف «اعتماد ملي وسرمايه» وعملت كرئيسة تحرير وكالة «شهر» للأنباء.