السيارة المستخدمة في «مواجهة جازان» استأجرها أحد عناصر «القاعدة» من جدة

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: استطاع الانتقال بها لمسافة 700 كيلومتر لأنه غير مشكوك فيه.. وهذا لا يقلل من دوره في العملية

TT

تكشفت لـ«الشرق الأوسط»، معلومات جديدة حول السيارة التي استخدمتها عناصر تنظيم القاعدة المتسللة من اليمن، لتنفيذ عملية إرهابية داخل الأراضي السعودية، التي كانت عبارة عن سيارة من نوع «جي إم سي»، سوداء اللون.

وتشير معلومات مؤكدة، إلى أن السيارة التي استقلها يوسف الشهري ورائد الحربي، اللذان قتلا في مواجهة بمنطقة جازان (جنوب السعودية)، تم استئجارها عبر أحد عناصر تنظيم القاعدة، من غير المشتبه فيهم، من مدينة جدة الساحلية (غرب البلاد).

واستطاع من قام باستئجار السيارة المستخدمة في المواجهة الأمنية التي أسفرت عن مقتل اثنين من الذين أدرجتهم السلطات على قائمة تضم 85 مطلوبا، الانتقال بها من جدة إلى المنطقة الجنوبية، قاطعا ما يزيد على 700 كيلومتر للوصول إلى هناك.

وبررت مصادر لـ«الشرق الأوسط» تمكن من قام باستئجار السيارة التي استخدمت في «مواجهة جازان» لهذه المسافة الكبيرة (لم يكشف عن هويته)، لأنه من الأشخاص غير المشكوك في أمرهم، ولم ترسم عليه أي علامات استفهام، قد تعكس بشكل أو بآخر انضمامه لتنظيم القاعدة. غير أن هذا الأمر، طبقا للمصادر ذاتها، لا يقلل من الدور الذي قام به قائد المركبة الـ«جي إم سي»، في هذه العملية، حيث يعتبر عضوا مشاركا في عملية جازان، التي قتل فيها أحد رجال الأمن، عند إطلاق النار عليه من قبل الشهري وزميله الحربي اللذين قتلا في العملية.

ويفصل بين محافظة جدة، وصولا إلى منطقة الدرب البوابة الشمالية لمنطقة جازان التي شهدت الحادث، مجموعة من المدن والمحافظات السعودية، أشهرها القنفذة، فالليث، وبعدها المنفذ البحري الوحيد لمنطقة عسير (الحريضة)، وصولا إلى الشقيق، التي تحتوي على محطات لتنقية مياه الشرب، فجازان.

وتشترك جازان مع اليمن، بحدود بحرية وبرية واسعة، ويرجح أن يكون الشهري والحربي اللذان قتلا في مواجهة جازان، تسللا من جهة الخوبة، العاصمة الإدارية لمحافظة الحرث القريبة من مدينة الملاحيظ التي تشهد العمليات العسكرية ضد المتمردين الحوثيين.

وتشترك جازان مع اليمن بـ30 ميلا من الحدود البحرية، ومئات الكيلومترات من الجبال الوعرة، حيث تفصل بينهما منطقة تهامة، وهي الجزء المستوي الوحيد في الحدود المشتركة بين السعودية واليمن، الذي يصعب التسلل من خلاله لوجود الكثير من الاحتياطات الأمنية، كالحدود البحرية المشتركة التي يصعب التسلل عبرها أيضا.

وبهذا تبقى منطقة الحرث، القريبة من التوتر الأمني الجاري في اليمن، هي أكثر المناطق المرشحة لأن تكون قد استغلها كل من الشهري والحربي للدخول إلى اليمن، التي بدورها تبعد 190 كيلومترا عن محافظة الدرب التي وقعت فيها العملية الأمنية، وهو ما يعني أن الإرهابيين قاما بالتسلل عبر 6 محافظات وصولا إلى نقطة الحمراء التي تشتهر بصرامة عمليات التفتيش بها، وهو ما حدا بالشهري والحربي بالتنكر في زي نسائي على أمل اجتياز هذه النقطة، وهو ما لم يمنعهما من أن يلقيا حتفهما هناك.