سليمان يبدأ زيارة لمدريد هي الأولى من 50 عاما

شكر إسبانيا على دعمها للسلام ومشاركتها في «يونيفيل»

الملك الإسباني خوان كارلوس مرحبا بالرئيس اللبناني ميشال سليمان لدى استقباله أمس في القصر الملكي قرب مدريد (رويترز)
TT

استقبل الملك خوان كارلوس الأول، والملكة صوفيا، صباح أمس، في احتفال رسمي في قصر «الباردو» في مدريد، رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان، وعقيلته السيدة وفاء سليمان، في مستهل زيارة دولة إلى إسبانيا هي الأولى لرئيس لبناني منذ أكثر من 50 سنة.

وصفت مصادر حكومية إسبانية الزيارة بـ«السياسية المميزة». حضر حفل الاستقبال من الجانب الإسباني وزيرة الدفاع الإسبانية كارمي تشاكون، ورئيسة حكومة مدريد الإقليمية إثبيرانثا أغيري، بالإضافة إلى عمدة مدريد ألبيرتو رويث غاياردون، ومن الجانب اللبناني وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ، ووزير الدفاع إلياس المر، ووزير السياحة إيلي ماروني، بالإضافة إلى سفير لبنان المعتمد في مدريد شكري عبود.

وكان الرئيس سليمان قد وصل إلى مدريد بعد ظهر أول من أمس، في زيارة حافلة باللقاءات واجتماعات العمل يتوقع أن تنتهي في برشلونة بعد لقاء مع رئيس الحكومة الإقليمية الكاتالونية، وزيارة القصر الذي سيكون مقرا لـ«الاتحاد من أجل المتوسط» في مدينة برشلونة.

وفور وصوله انتقل الرئيس اللبناني إلى قصر الباردو، مركز إقامته خلال الزيارة، حيث عقد لقاء مع السفراء العرب المعتمدين في مدريد، استمع في مستهله إلى كلمة ترحيب ألقاها عميد السلك الدبلوماسي العربي في إسبانيا سفير المملكة العربية السعودية المعتمد في مدريد الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز، نوه فيها بالجهود التي يبذلها الرئيس اللبناني من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار في لبنان. ثم توجه سليمان إلى السفراء العرب مؤكدا أن هدف الزيارة هو توطيد العلاقات التاريخية القائمة من جهة، وإظهار حق لبنان وحق العالم العربي في نزاع الشرق الأوسط.

بعد حفل الاستقبال انطلق سليمان والوفد المرافق له إلى مقر مجلس الشيوخ الإسباني، حيث كان في استقباله رئيسا مجلسي الشيوخ والبرلمان الإسبانيين. ثم ألقى خطابا أمام المجلس شدد فيه على علاقات الصداقة القائمة بين البلدين، داعيا إلى المزيد من التعاون السياسي والاقتصادي والثقافي، والعمل لمصلحة الشعبين ضمن إطار إتفاق الشراكة بين لبنان والاتحاد الأوروبي. كما شدد أيضا على الدور الإسباني المتمسك بالموقف الداعم دوما لسيادة لبنان ووحدة أراضيه عبر المشاركة في القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان. ثم أثنى على الجهود التي تبذلها الحكومة الإسبانية «لتعزيز فرص السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط وفقا لمرجعية مدريد والمبادرة العربية للسلام».

وبعد هذا اللقاء انتقل الرئيس اللبناني إلى قصر «لا ثارثويلا» المقر الدائم لإقامة ملك إسبانيا تلبية لدعوة خاصة من الملك خوان كارلوس، إلى غداء مصغر يشمل رئيسي الدولتين، وبعض أفراد عائلتيهما.

ويشمل برنامج الزيارة لقاءا مع عمدة مدريد بعد ظهر الاثنين، حيث سيتسلم الرئيس اللبناني «المفتاح الذهبي» لمدينة مدريد، وعشاءا رسميا في «قصر الشرق» يقيمه الملك الإسباني، وتحضره نخبة تمثل الأحزاب والقوى السياسية والمؤسسات الإسبانية، ومن المتوقع أن يعقد اجتماع عمل صباح اليوم مع رئيس الحكومة الإسبانية خوسي لويس رودريغيث ثاباتيرو، يشمل عدة مواضيع أبرزها الوضع في الشرق الأوسط، وعملية السلام، والقوات الإسبانية العاملة في جنوب لبنان ضمن القوات الدولية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة. وكانت الحكومة الإسبانية قد وافقت يوم الجمعة الماضي، على منح الرئيس اللبناني خلال الزيارة «قلادة وسام الملكة أيزابيل الكاثوليكية»، وللسيدة اللبنانية الأولى «الصليب الأكبر لوسام الملكة أيزابيل الكاثوليكية».