دحلان: مصر ملت من حماس وسنترك مسألة مواصلة الحوار لها

قال إن فتح لن تسمح ببيع القضية تارة في طهران وتارة في سورية

TT

أعلنت حركة فتح أنها ستترك مسألة المضي في حوار وطني من عدمه، لمصر، وقال محمد دحلان، عضو اللجنة المركزية في فتح، إن الرئيس الفلسطيني الذي سيلتقي اليوم الرئيس المصري، سيناقش مع القيادة المصرية هذه القضية.

لكن دحلان عاد وأكد أن هامش الوقت أمام الجميع ضيق، وقال إن حركته ذاهبة لانتخابات رئاسية وتشريعية في الخامس والعشرين من يناير (كانون الثاني) المقبل، وقال «إذا أفشلت حماس الحوار سنذهب لانتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني في موعدها كما قررها النظام والقانون الأساسي ولن نسلم بأن ترهن حماس شعبنا وتبيعه تارة في طهران وتارة أخرى في سورية».

واتهم دحلان، حماس بأنها تتعمد دوما إعاقة اتفاق المصالحة من أجل مصالحها الخارجية، وأضاف أن «إقرار تقرير غولدستون أطاح بكل أعذار وذرائع حماس، ولكن مخزون الكذب لدى حماس أكبر من مخزون الكذب لدى (بنيامين) نتنياهو (رئيس الوزراء الإسرائيلي) الذي يقول إنه مع السلام».

وقال دحلان «إن الوثيقة المصرية كانت تلبي كل الشروط التي طلبتها حماس للمصالحة، لكن موقفها من الورقة المصرية فاجأ من كان يعول على موافقتها».

وقال دحلان «إن الوزير عمر سليمان مل من حماس، ومصر تحملت الكثير، وكانت تدعونا للصبر، وكنا نطالبها دائما بالإعلان عمن يفشل الاتفاق، ويبدو أن صبرها قد نفد، وبدأت بتسريب معلومات عن موقف حماس».

وأضاف قائلا: «إن ادعاءات حماس بأن الوثيقة تخلو من بند المقاومة هي ذريعة باطلة، لأن حماس تمنع «الجهاد» (الإسلامي) في غزة من المقاومة».

وكشف دحلان عن معارضة كبيرة داخل فتح للوثيقة المصرية، «لأن فيها ظلما لفتح»، وقال «رغم ذلك وافقنا لأننا لا نريد أن نفشل جهود مصر ولأننا نريد إعادة اللحمة للوطن وأن نقدم العون لأبنائنا في غزة ونعيد إعمار القطاع» وحذر دحلان مما سماه «مخاطر هذا الإفشال الحمساوي»، قائلا «إن هذا سيغري رئيس وزراء إسرائيل بالتصعيد ويعطيه مساحة للتهرب من الاستحقاقات، وسيضعف حلفاءنا في المجتمع الدولي، بالإضافة إلى أن صورة شعبنا أصبحت مملة ولا يستجيب لها الشعب العربي ولا يتضامن معها بسبب الانقلاب والانقسام، والأخطر من ذلك المجتمع الدولي الذي لم يعد له هم سوى النفخ في الخلافات الداخلية حتى يتهرب من تنفيذ التزاماته أمام المجتمع الفلسطيني».

وحذر دحلان كذلك من لغة التحريض التي تمارسها حماس على السلطة، وعلى الرئيس الفلسطيني، «وما تجره هذه اللغة من خطوات في الضفة الغربية لنشر الفوضى»، وقال «إن ذلك يسمح بتدخل نتنياهو لتنفيذ دولته خلف الجدار، وتكرار تجربة غزة».

وأضاف أن «من يقبل بإمارة ظلامية محددة في غزة، يقبل بدولة الجدار، متهما حماس بالعمل على هذه الدولة في سويسرا، عبر وثيقة أحمد يوسف (مستشار هنية) وغيرها من التصريحات».

واستعرض دحلان تاريخ الجهود المصرية الطويلة، التي كانت تنتهي دوما بالفشل، ولفت إلى موقف حماس الدائم «للتهرب من المصالحة في كل مفاصلها»، وطالبها بالتوقف عن أكذوبة المقاومة، وقال «إنها هي من تمنع المقاومة في غزة، وتنفذ هدنة دون أي مقابل»، متسائلا «هل يحاصرون تل أبيب ونحن نمنع ذلك»؟.

وردّ المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة، طاهر النونو، على دحلان، بقوله إن كلام دحلان «تضمن معلومات غير دقيقة، ومليء بالأكاذيب» وأضاف «نحن أول من دعونا إلى الحوار، بينما جاؤوا إليه مجبرين».

وقال النونو «أكثر من عام ونصف العام ونحن ننتظر حركة فتح حتى فشلت كل وسائلها في محاولة تغيير الواقع في قطاع غزة من فوضى أمنية ومظاهرات مسيسة مشاركة في الحصار والحرب الأخيرة على غزة». وتابع أن «حركة فتح في كل مرة هي من تعطل الاتفاق، نحن وقعنا على اتفاق صنعاء وحركة فتح تراجعت عنه بعد ساعات وفي السنغال كنا جاهزين للتوقيع ووفد فتح تراجع وانسحب وحماس وقعت اتفاق مكة وجرى الانقلاب عليه من قبل حركة فتح». وأكد النونو أن حماس تريد مصالحة مستمرة، تنهي حال الانقسام الحاصل بين الفلسطينيين «لكن هناك من يريد مهاجمتنا بهجوم إعلامي مضاد، للتغطية على فضيحة غولدستون». وأضاف «جهات داخل فتح مدعومة أميركيا وإسرائيليا يعرفها شعبنا الفلسطينية جيدا لا تريد للاتفاق أن يمر وينجح».

وتابع النونو «ما قاله دحلان هو خطاب فتنة مليء بالأكاذيب لا ينم عن روح تصالحية لدى حركة فتح وإنما هو استمرار للدور الوظيفي الذي كان يلعبه دحلان والتسبب في الفتنة التي وقعت قبل الحسم العسكري في قطاع غزة».