«قافلة سلام» حزب العمال الكردستاني تعبر إلى تركيا.. من كردستان العراق

تضم 8 مقاتلين وعشرات المناصرين واللاجئين

تجمع كردي حاشد على الجانب التركي من الحدود مع العراق أمس في انتظار وصول ثمانية من عناصر حزب العمال الكردستاني سلموا في أربيل لممثلين عن السلطات التركية (رويترز)
TT

عبرت مجموعة صغيرة من عناصر حزب العمال الكردستاني من كردستان العراق إلى تركيا واستسلمت للجيش التركي كـ«بادرة تأييد» لخطة الحكومة التركية لمنح أكراد تركيا المزيد من الحقوق.

وضمت المجموعة ثمانية من مقاتلي الحزب بينهم نساء عبروا الحدود في منطقة سيلوبي، حيث كان بانتظارهم الجيش التركي وآلاف من المتظاهرين الأكراد، حسبما أفادت به وكالة «رويترز».. وإلى جانب هؤلاء المقاتلين، استسلم أيضا عدد من مناصري حزب العمال الكردستاني ولاجئين أكراد أتراك لجأوا قبل سنوات إلى إقليم كردستان.

وفي وقت سابق أعلن كمال خيري مسؤول العلاقات العراقية في حزب العمال الكردستاني في أربيل، أن 34 عنصرا من عناصر قافلة السلام التابعة لحزب العمال كانت في طريقها إلى الحدود العراقية التركية. ونقلت وكالة كردستان العراق للأنباء «آكانيوز» عن خيري قوله إن «عناصر قافلة السلام التي طلب زعيم حزب العمال الكردستاني المعتقل عبد الله أوغلان إرسالها إلى تركيا توجهت إلى الحدود العراقية التركية». وأوضح، حسب وكالة الأنباء الألمانية «د.ب.أ»، أن القافلة تضم ثمانية من عناصر حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل و26 من مخيم مخمور قرب أربيل «فيما لم يعرف عدد ووقت وصول العناصر القادمة من أوروبا»، مشيرا إلى أن من أهداف القافلة لقاء رئاسة البرلمان التركي والحكومة. وكان من المقرر أن يقوم أعضاء من الادعاء العام في تركيا باستقبال المقاتلين الثمانية والتحقيق معهم فور وصولهم.

من جانبها رحبت حكومة إقليم كردستان العراق بخطوة حزب العمال الكردستاني حيث عد رئيس ديوان رئاسة الإقليم فؤاد حسين خطوة إرسال قافلة السلام هذه بالمهمة لدعم مساعي تحقيق السلام في تركيا والانفتاح في هذا الصدد، وقال «نحن فرحون بهذه الخطوة ورئاسة إقليم كردستان تدعم أية خطوة باتجاه تحقيق السلام في المنطقة».

من جهته، قال هاشم هاشمي رئيس بلدية مدينة الجزيرة التركية إن «عصرا جديدا سيبدأ وسيفتح الآفاق أمام حل المسألة الكردية، إذا ما سارت هذه الخطوة كما هو مخطط لها وبدون عقبات».

كما نقلت صحيفة «كردستان رابورت» الكردية عن أحمد دنيس المتحدث باسم حزب العمال الكردستاني قوله إن «عناصر وفد حزب العمال الكردستاني (قافلة السلام) توجهت إلى تركيا للتباحث مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ومسؤولين آخرين بهدف إحلال السلام بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني». وطالب دنيس الحكومة التركية بإيقاف عملياتها العسكرية أثناء زيارة الوفد لتركيا.

وسبق لحزب العمال الكردستاني أن أرسل مجموعتين من عناصره إثر اعتقال زعيمه عبد الله أوغلان عام 1999 للتباحث حول حل مسألة حزب العمال الكردستاني، إلا أنه تم اعتقالهم كما توفي أحد المعتقلين داخل السجن. وتأتي هذه العملية من جانب حزب العمال الكردستاني للتأكد من رد الفعل التركي على المبادرة التي أعلن عنها أوغلان لعودة مقاتلي الحزب من شمال العراق إلى تركيا بشكل طوعي.

وكانت حكومة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، قد أشارت إلى ضرورة حصول الأقلية الكردية على المزيد من الحقوق في أسرع وقت ممكن وأعربت عن رغبتها في التوصل إلى حل سلمي للصراع الممتد عبر أكثر من 25 عاما. وتعد الحكومة منذ فترة خطة تتضمن منح مزيد من الحقوق للأكراد. إلا أن أردوغان والجيش استبعدا أي دور لحزب العمال الكردستاني في المبادرة.

إلى ذلك، تظاهر آلاف الأكراد أمس في عدة مدن تركية تضامنا مع مبادرة حزب العمال الكردستاني. وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، تظاهر نحو خمسة آلاف شخص في ديار بكر كبرى مدن جنوب شرقي الأناضول حيث أغلبية السكان من الأكراد، تلبية لنداء الحزب من أجل مجتمع ديمقراطي في وسط المدينة مرددين «مبعوثو السلام شرفنا» و«اليد في اليد من أجل سلام مشرف». كما ردد المتظاهرون الذين أحاط بهم انتشار أمني كبير، شعارات موالية لأوغلان.

وجرت مظاهرات في عدة مدن أخرى من المنطقة في موس وبتمان ومردين تونجلي وفان. وفي اسطنبول، كبرى مدن غرب البلاد التي تقطنها جالية كردية كبيرة، شارك ما بين ألفي و2500 متظاهر حسب الشرطة في مسيرة، في شارع الاستقلال التجاري بوسط المدينة. وتجمع المتظاهرون وراء لافتة كتب عليها «أفسحوا الطريق أمام السلام» ورفعوا أيديهم بإشارة الانتصار ورددوا شعارات مثل «جيد يا حزب العمال الكردستاني، الشعب معك» وسفير السلام في «امرالي» في إشارة إلى الجزيرة السجن التي يعتقل فيها أوغلان.