القوات الباكستانية تواصل قصف المتشددين لليوم الثالث

قتال شوارع داخل معاقل طالبان وطرفا الصراع يدّعيان التقدم * مقتل 18 متشدداً وجنديين وسط موجة نزوح بالآلاف

جندي باكستاني عند إحدى نقاط التفتيش في الشريط القبلي (ا.ب)
TT

قال الجيش الباكستاني أمس، إن 18 متشددا من حركة طالبان وجنديين قتلوا على مدى الأربع والعشرين ساعة الماضية، من هجوم يستهدف القضاء على معقل للمتشددين في منطقة وزيرستان الجنوبية. وبدأ الهجوم يوم السبت، وقال متحدث باسم الجيش إن القوات الحكومية تحقق تقدما. ولقي خمسة جنود حتفهم خلال الهجوم. ولم يتسن التأكد من تلك المزاعم بصورة مستقلة. وذكرت محطة «بي تي في» التلفزيونية الباكستانية الوطنية، أن رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلانى قال أمس لبيتراوس، إن الهجوم العسكري يحظى «بالدعم الكامل» من القيادة السياسية والدولة. وتحث الولايات المتحدة إسلام آباد على التخلص من معاقل طالبان والقاعدة في المنطقة غير الخاضعة للقانون، التي تستخدم للتخطيط وتنفيذ الهجمات ضد القوات الغربية في أفغانستان. ووفقا لما ذكرته المحطة فإن بيتراوس أعرب عن تقديره للمكاسب العسكرية التي حققتها باكستان ضد طالبان. ويأتي هذا الاجتماع في ظل تصاعد القتال في وزيرستان باستخدام المدفعية والهجمات الجوية على مواقع المتمردين، قبل أن تتقدم قوات المشاة. ويتوقع الجيش أن تستغرق العملية من ستة إلى ثمانية أسابيع، لكن ليس هناك إطار زمني محدد. وقد شددت الإجراءات الأمنية في أنحاء البلاد بعدما هددت طالبان بالانتقام من هجوم وزيرستان. ويأتي الهجوم في أعقاب سلسلة من الهجمات التي شنها المتشددون في مناطق مختلفة بالبلاد، بما في ذلك هجوم على مقر الجيش، الذي سقط فيه أكثر من 150 قتيلا. وتقول تقارير واردة من مقاطعة جنوب وزيرستان على الحدود الباكستانية الأفغانية، إن مسلحي حركة طالبان ينخرطون في حرب شوارع مع قوات الجيش الباكستاني، التي تسعى لكسر قبضتهم على المنطقة الجبلية التي تعتبر معقلا لطالبان. ويزعم الجانبان أن قواتهما لم تتكبد خسائر كبيرة، لكن سكانا يعيشون في تلك المنطقة النائية تحدثوا عن سقوط عشرات من القتلى في المعارك، التي دخلت يومها الثالث، منذ بدء الجيش الباكستاني هجومه على المنطقة. وقد أقر الجيش الباكستاني أمس أنه يواجه مسلحين مصممين على القتال ومدعومين بمقاتلين من الأوزبك يرتبطون بتنظيم القاعدة، فيما تفيد التقارير بأن حوالي 20 ألف مدني قد فروا من المنطقة حتى الآن. ويقاتل نحو 28 ألف جندي ما يقدر بنحو عشرة آلاف من مقاتلي حركة طالبان، بينهم نحو ألف من المقاتلين الاوزبك، وبعض أعضاء تنظيم القاعدة من العرب. وأتيحت للمتشددين عدة سنوات لإعداد دفاعاتهم في المنطقة ذات الجبال القاحلة والوديان العميقة والغابات المتناثرة. ويقول الجيش انه طوق المتشددين في منطقتهم الرئيسية في شمال وزيرستان الجنوبية، وان الجنود يهاجمونهم من الشمال والجنوب الغربي والجنوب الشرقي تدعمهم الطائرات ونيران المدفعية. ولا يسمح للصحافيين الأجانب بدخول المنطقة، كما أن من الخطر أن يزورها الصحافيون الباكستانيون. وغادر العديد من الصحافيين الباكستانيين المتمركزين في وزيرستان الجنوبية المنطقة. وسبق أن شن الجيش هجمات في وزيرستان الجنوبية لم تستمر طويلا، وكان أولها عام 2004 عندما مني بخسائر جسيمة قبل أن يوقع اتفاقا للسلام. لكن محللين يقولون هذه المرة إن الجيش والحكومة والمواطنين اتفقوا جميعا على أن الوقت حان للتعامل مع حركة طالبان الباكستانية.