استؤنفت المفاوضات الاميركية الروسية الرامية الى استكمال اتفاقية الحد من الاسلحة النووية الاستراتيجية (ستارت) امس في جنيف على ما اعلنت البعثتان الروسية والاميركية لوكالة الصحافة الفرنسية. وقال متحدث اميركي ان«الجلسة استؤنفت» موضحا ان الوفدين سيلتقيان «بالمداورة» في مقر البعثتين «كالعادة». من جهته اكد مصدر دبلوماسي ان المحادثات تجري امس «في مقر البعثة الاميركية» موضحا ان الجولة السابعة من المفاوضات ستستغرق «اسبوعين».ولم يؤكد الناطق الاميركي هذه المعلومة. وقال«ليس واضحا حتى الآن، انهم (المفاوضون) يعالجون الأمور عندما تحدث». وكثف الروس والاميركيون منذ شهر محادثاتهم الرامية الى استكمال اتفاقية «ستارت» الموقعة عام 1991 وتنتهي صلاحيتها في ديسمبر (كانون الاول). ويأتي ذلك بعد اعلان واشنطن في 17 ديسمبر (كانون الاول) انها تتخلى عن درعها الصاروخية في اوروبا. واثار المشروع الذي اطلقه الرئيس الاميركي السابق جورج بوش غضب موسكو التي طالبت بحسب الخبراء، بالغاء مشروع الدرع قبل تقديم تنازلات حول استكمال اتفاق «ستارت». وبعد الجولة السادسة من المفاوضات التي استغرقت اسبوعين في اواخر سبتمبر(ايلول) عوضا عن الاجتماعات السابقة التي استغرقت ثلاثة الى اربعة ايام، كرر وزيرا داخلية البلدين في الاسبوع الفائت في موسكو الوعد بالتوصل الى اتفاق قبل نهاية العام بفضل «الانجازات الكبرى» التي تم احرازها.
وذكرت وكالة أنباء نوفوستي أن مدير دائرة الشؤون الأمنية ونزع السلاح بوزارة الخارجية الروسية اناتولي انتونوف يترأس الوفد الروسي، أما الوفد الأميركي فتترأسه نائبة وزيرة الخارجية الأميركية روز جوتيه ميولر. يذكر أن معاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية الهجومية (ستارت ـ 1) لعام 1991 تنص على تقليص كل طرف للرؤوس النووية الاستراتيجية إلى ستة آلاف ومنصات إطلاقها إلى 1600. وفي عام 2002 وقعت موسكو وواشنطن معاهدة ثنائية حول تقليص القدرات الاستراتيجية الهجومية الروسية والأميركية إلى حدود 1700 ـ 2200 رأس نووي قتالي وينتهي مفعول العمل بهذه الاتفاقية في الخامس من ديسمبر (كانون الاول) عام 2009. وكلف الرئيسان الروسي ديمتري ميدفيديف والأميركي باراك أوباما في لقائهما على هامش قمة «جي 20» في لندن في الاول من أبريل (نيسان) الماضي وفدي البلدين المفاوضين ببدء محادثات حول إعداد معاهدة جديدة بشأن الأسلحة الإستراتيجية الهجومية وتقديم نتائج هذه المحادثات لهما. وأجرى الجانبان الروسي والأميركي مؤخرا عدة جولات من المشاورات بشأن الأسلحة الإستراتيجية في موسكو وجنيف.