أوكرانيا: بدء الحملات الانتخابية الرئاسية وتيموشينكو تذرف الدمع عند حائط المبكى

يانوكوفيتش يتقدم قائمة المرشحين

TT

أعلنت أوكرانيا رسميا بدء سباق الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في الثامن عشر من يناير (كانون الثاني) من العام المقبل، أي في غضون تسعين يوماً من تاريخ الإعلان الرسمي لهذه الانتخابات، التي يتوقع كثير من المراقبين أن تكون «الأكثر قذارة» في تاريخ البلاد حسب وصف وكالة انترفاكس.

ورغم أن الساحة السياسية الأوكرانية تتسع اليوم لما يقرب من مائتي حزب وحركة سياسية، فإن الواقع يقول إن الكثير منها تظل «أحزاب صالونات»، أي أن صالون أي منزل يمكن أن يتسع لكل عدد أعضاء مثل هذه الأحزاب، وهو ما يقترب من التعبير الأوكراني الذي يصف هذه الأحزاب بـ«أحزاب الأريكة»، أي أن الأريكة تتسع لكل أعضاء الحزب بما يحول دون خوض أي من ممثليها الانتخابات الرئاسية المرتقبة. ولذا يكون من المتوقع أن يقتصر الصراع خلال الحملات الانتخابية على عدد لن يزيد عن العشرة مرشحين أقربهم إلى الفوز ثلاثة يتقدمهم فيكتور يانوكوفيتش زعيم «حزب الأقاليم»، الأقرب إلى موسكو، ويوليا تيموشينكو، رئيسة الحكومة الحالية صاحبة لقب «أميرة الثورة البرتقالية»، ثم حليفها السابق وغريمها الحالي الرئيس فيكتور يوشينكو، الذي لا يزال يملك بعض فرص الفوز بولاية ثانية رغم تراجع موقعه عن الكثيرين من النجوم الجدد، الذين أعلنوا عن عزمهم على خوض الانتخابات الرئاسية. وتقول نتائج استطلاعات الرأي إن يانوكوفيتش يتقدم قائمة المرشحين بنسبة 28.7%، تليه تيموشينكو بنسبة 19% ثم أرسيني ياتسينيوك، الرئيس السابق للبرلمان وزعيم «حركة التغيير»، الذي سجلت استطلاعات الرأي حصوله على 2.8% متقدما عن زعيم الحزب الشيوعي بيوتر سيمونينكو، الذي حصل على نسبة 6.3% ويليه فيكتور ليتفينوف، الرئيس الحالي للبرلمان بنسبة 9.2 % ثم يوشينكو الذي ورغم تدني نسبة مؤيديه حتى 8.2% فإنه يظل يصبو إلى دخول المثلث الذهبي متقدما عمن حملتهم نتائج استطلاعات الرأي في مراتب متقدمة إلى جانب سيرغي تيغيبكو، صاحب البنوك الشهير بنسبة 6.2%. ومن اللافت أن تيموشينكو قررت استباق حملتها الانتخابية بزيارة الفاتيكان والأراضي المقدسة، وكذلك حائط المبكى في محاولة لاستدرار تعاطف الدوائر المسيحية واليهودية سعيا وراء الفوز بأصواتها في المعركة المرتقبة التي يقولون إنها ستكون الأكثر شراسة في تاريخ أوكرانيا، لا سيما بعد الصدع الذي أصاب صفوف أنصار الثورة البرتقالية وانشقاق «أميرتها» عن شريكها ورفيقها السابق يوشينكو. وتشير الشواهد إلى أن المعركة الحقيقية ستحتدم بين قطبي الساحة البرلمانية، يانوكوفيتش وتيموشينكو، اللذين طالما شهدت السنوات الأخيرة احتكارهما للكثير من آليات القوة التي كفلت لكل منهما فرض رؤيته على صناعة القرار في البرلمان الأوكراني انطلاقا من شعبية كل منهما وقدرته على التحكم في ميول الشارع الأوكراني. غير أن هناك من يقول إن يانوكوفيتش ورغم اعتماده في حملته على رجال الأعمال الذين يتحكمون في الكثير من مقاليد الاقتصاد الأوكراني، يظل يرفع الشعارات التي تنادي بضرورة تلبية الاحتياجات الحقيقية لبسطاء المواطنين بعيدا عن جشع رجال الأعمال واحتكاراتهم وأهمية الاهتمام بقطاع الاقتصاد والابتعاد به عن محاولات تسييسه إلى جانب ضرورة تحمل الدولة للكثير من أعباء المواطن المعيشية بما يبدو أقرب إلى محاولة رفع نسبة الدعم الحكومي للكثير من قطاعات الحياة مثل الإسكان والصحة والتعليم، في الوقت الذي تعيد فيه تيموشينكو طرح الكثير من شعارات الثورة البرتقالية مثل التكامل مع الاتحاد الأوروبي، وإن حرصت على الابتعاد عن شعارات المطالبة بالانضمام إلى الناتو مثلما كان الحال خلال الحملات الانتخابية الماضية في عام 2004.