مع إعلان السياسة الجديدة نحو السودان: سوزان رايس تشيد بالجنرال غرايشن

تخلت عن تشددها وقالت إن لقاء موفد أوباما مع البشير أمر واقع ونحتاج إلى التفاوض

TT

يوم إعلان السياسة الأميركية الجديدة نحو السودان، أمس، والتي وصفت بأنها «جزرة وعصا»، قدمت إغراءات بشطب اسم السودان من قائمة الإرهاب ورفع مستوى التمثيل الدبلوماسي معه، أو (إذا لم يلتزم بتحقيق السلام في دارفور وفي الجنوب) زيادة العقوبات عليه، أثنت سوزان رايس، السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة، على الجنرال المتقاعد سكوت غرايشن، مبعوث الرئيس أوباما للسودان. واعتبر هذا مؤشرا على انتصار جناح الجنرال في الصراع داخل الإدارة الأميركية حول السودان.

أمس الاثنين، في إجابة عن سؤال من إذاعة «إن بي آر» الوطنية في واشنطن عن رأيها في الجنرال غرايشن، قالت رايس: «يتمتع الجنرال غرايشن بخبرة كبيرة في أفريقيا. وقضى سنوات كثيرة هناك (كان والده مبشرا في الكونغو). ويجيد لغات أفريقية كثيرة. كما أنه يحظى بدعم الرئيس باراك أوباما». وفي إجابة عن سؤال عن التفاوض مع «رئيس أدانته محكمة الجنايات الدولية»، إشارة إلى الرئيس السوداني عمر البشير، قالت رايس «كأمر واقع نحتاج إلى أن نتفاوض مع جهة لتنفذ مطالبنا».

لكن رايس ركزت على عدم التفاوض مع الرئيس البشير شخصيا، ولكن مع «مستشاريه ومساعديه». ويعتقد أن هذه إشارة إلى غازي صلاح الدين العتباني، مساعد البشير ومسؤول ملف دارفور، والذي كان قد قابل رايس في نيويورك في بداية الشهر، وصار حلقة الوصل بين البشير والجنرال غرايشن.

وفي إجابة عن سؤال عن منظمات أميركية انتقدت سياسة الرئيس أوباما الجديدة نحو السودان، وطلبت منه عزل الجنرال غرايشن، قالت رايس إنها تحترم آراء هذه المنظمات، وتعرف أن المنظمات حريصة على إنهاء الإبادة في دارفور، لكنها قالت إن السياسة الجديدة «شاملة»، وهي عن دارفور وعن جنوب السودان، وأيضا عن احترام حقوق الإنسان في كل السودان، بما في ذلك إجراء انتخابات حرة ونزيهة.

في السنة الماضية، قبل أن يختارها الرئيس أوباما سفيرة في الأمم المتحدة، كتبت رايس في جريدة «واشنطن بوست» رأيا دعت فيه إلى فرض منطقة حظر طيران فوق دارفور لمنع طائرات السلاح الجوي السوداني التي كانت تضرب المتمردين. كما اقترحت توسيع منطقة الحظر حتى تصل الخرطوم بهدف ضرب مطارات عسكرية هناك. كما اقترحت استبدال شخص يتحالف مع الحكومة الأميركية مثل الرئيس الأفغاني كرزاي محل البشير.