تحديد دورة ثانية للانتخابات الرئاسية الأفغانية بعد أسبوعين.. وكرزاي يقبل النتائج

بعد إلغاء أكثر من مليون صوت بسبب التزوير

كرزاي يعلن قبوله بإجراء دورة ثانية للانتخابات الرئاسية ويبدو إلى جانبه السيناتور الأميركي جون كيري «أ.ب.أ»
TT

حسمت اللجنة الانتخابية في أفغانستان أمس، أخيرا الجدل القائم حول نتائج الانتخابات الرئاسية، التي جرت منذ شهرين، وأعلنت إجراء دورة ثانية بعد أن بينت نتائج الانتخابات الرسمية، التي أعلنت أمس أن الرئيس الحالي حميد كرزاي لم يجمع الأصوات اللازمة للفوز بالانتخابات من الدورة الأولى. وحددت اللجنة يوم السابع من نوفمبر (تشرين الثاني)، بعد أن أعلنت أن كرزاي حصل على 67،49 في المائة من أصوات الناخبين، في حين كان عليه الفوز بأكثر من 50 في المائة من الأصوات للفوز من الدورة الأولى. وكانت الدورة الأولى من الانتخابات قد نظمت في 20 أغسطس (آب)، أي منذ شهرين، ولم تصدر النتائج النهائية إلا يوم أمس.

وقبل كرزاي النتائج فور إعلانها، وأكد الرئيس الأفغاني المنتهية ولايته، انه مستعد لخوض دورة ثانية ومواجهة خصمه الرئيسي وزير خارجيته السابق عبد الله عبد الله. وليّن كرزاي موقفه منذ نهاية الأسبوع بعد ضغوط دولية كثيفة دعته إلى احترام العملية الانتخابية، بعد أن كان يرفض بشكل قاطع في الأسابيع الفائتة خوض دورة ثانية، بحسب مصادر دبلوماسية غربية. وكانت لجنة الشكاوى الانتخابية التي شكلتها الأمم المتحدة قد أعلنت أول من أمس بطلان النتائج من 210 مراكز اقتراع في جميع أنحاء البلاد، بعد أن وجدت اللجنة دليلا واضحا ومقنعا على حدوث تلاعب فيها، مضيفة أن أكثر من مليون صوت تعرضت للتزوير. واعتبر السيناتور الأميركي جون كيري، الذي كان حاضرا عند الإعلان عن دورة ثانية، أن هذا الأمر يشكل «فرصة مهمة» لأفغانستان. وظهر كيري في مؤتمر صحافي مشترك إلى جانب كرزاي في القصر الرئاسية بالعاصمة الأفغانية كابل. وتفاقم التوتر منذ بدء العملية بين لجنة الطعون الانتخابية التي ترعاها الأمم المتحدة واللجنة الانتخابية المستقلة، التي تعتبر مناصرة للرئيس المنتهية ولايته. وإلغاء هذه البطاقات جعل من النسبة التي حققها حميد كرزاي بحسب النتائج المؤقتة، أي 6،54 في المائة، لا تخوله الفوز من الدورة الأولى، وأرغمته على خوض دورة ثانية.

وأشارت أرقام منظمة «ديموكراسي انترناشنال» الأميركية لمراقبة الانتخابات إلى أن إبطال لجنة الطعون الأصوات «سيقلص رصيد الرئيس حميد كرزاي إلى حوالي 29،48 في المائة» وسيرفع رصيد عبد الله من 8،27 في المائة حالية بحسب النتائج الأولية إلى 32 في المائة. وذكرت مصادر دبلوماسية غربية مختلفة أرقاما مشابهة. وأكدت فرنسا أمس انه من «المهم جدا» تنظيم دورة ثانية، قبل إعلان النتائج الرسمية. غير أن تنظيم الدورة الثانية يبدو بالغا في التعقيد، وسط تمرد إسلامي كثف هجماته في الأشهر الفائتة، والشتاء الأفغاني القاسي، الذي يوشك على عزل مناطق نائية كثيرة في البلاد، وخطر مشاركة اقل من الدورة الأولى (7،38%)، رغم أن كرزاي حث الناخبين على المشاركة وقال انه يريد أن يرى نسبة إقبال أكبر من الدورة الأولى. واعتبر دبلوماسيون انه رغم الإعلان عن إجراء دورة ثانية، فقد يتم الإحجام عنها إن تم اتفاق بين كرزاي وعبد الله. فقد يقرر الأخير مثلا الانسحاب من السباق مقابل تعويضات متنوعة، بحسب الدبلوماسيين. وكان عبد الله قال في مقابلة الثلاثاء مع قناة سي ان ان «أنا مستعد لخوض دورة ثانية، لكن في الوقت نفسه الباب مفتوح» أمام خيارات أخرى، مضيفا أن هدفه «إحداث التغيير في البلاد» لا الحصول على «منصب أو اثنين في الحكومة». من جهة أخرى، أعلن وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أول من أمس، أن الرئيس باراك اوباما سيتخذ قراره حول إرسال قوات إضافية إلى أفغانستان، حتى لو استمرت الشكوك في شرعية السلطة الأفغانية. وأضاف غيتس لمجموعة من الصحافيين على متن طائرة تقله إلى طوكيو، إن قرارا حول الاستراتيجية الأميركية في أفغانستان، وحول مستوى القوات قد يكون ضروريا قبل أن تعرف النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية الأفغانية.

وقال غيتس الذي كان يتحدث قبل إعلان إجراء دورة ثانية من الانتخابات، عن إمكانية ذلك، وقال: «في رأيي، أن كل ما يحصل في كابل، سيكون عملية تطورية». وقال إن الانتخابات الرئاسية «عقدت» الوضع في أفغانستان، وان تبديد التوترات السياسية يحتاج إلى وقت، مشيرا إلى أن اقتراب الشتاء يزيد من صعوبة تنظيم دورة انتخابات ثانية. وأضاف غيتس: «في الواقع، أن ذلك لن يكون معقدا في يوم وسهلا في اليوم التالي»، مشددا على أن الولايات المتحدة وحلفاءها سيعملون «من اجل بناء شرعية» الحكومة الأفغانية.

وشدد غيتس على القول «لن نبقى مكتوفي الأيدي في انتظار نتائج الانتخابات وقيام حكومة في كابل. ولدينا عمليات جارية وسنستمر في إجرائها». وكان كبير موظفي البيت الأبيض رام ايمانويل قال قبل يومين، إن القرار حول التعزيزات ينتظر نتيجة الانتخابات وقيام حكومة تتمتع بالمصداقية في أفغانستان. ورحب الرئيس الأميركي باراك اوباما بموافقة كرزاي على تنظيم دورة ثانية للانتخابات الرئاسية الأفغانية، وتحدث عن «سابقة مهمة للديمقراطية الجديدة في أفغانستان». وقال اوباما بحسب بيان للبيت الأبيض: «إنها مرحلة مهمة لضمان عملية (انتخابية) ذات صدقية للأفغان والتي ستؤدي إلى حكومة تعكس التطلعات». وشدد اوباما قائلا «في حين كان يمكن أن تبقى هذه الانتخابات دون نتائج، على حساب البلد، جاءت التصرفات البناءة للرئيس كرزاي لتحقق سابقة مهمة للديمقراطية الجديدة في أفغانستان. إن الدستور والقوانين تعززت بقرار الرئيس كرزاي الذي يخدم أفضل مصالح الأفغان».