عصام العريان لـ«الشرق الأوسط»: كلام المرشد غير مقدس

القيادي الإخواني مثير أزمة استقالة عاكف برر صمته قائلا: الأمر لا يعنيني

TT

قال القيادي الإخواني الدكتور عصام العريان، مثير أزمة عاكف مع قيادات الجماعة، إن موضوع الخلافات «لا يعنيني»، مضيفا لـ«الشرق الأوسط» أن القضية مفتعلة، وكلام المرشد غير مقدس.

وعلى مدار الأيام الماضية شهد مكتب الإرشاد (قمة الهرم الإداري للجماعة) أزمة حادة، تفجرت عقب رفض المكتب بإجماع أصواته من الحضور، رغبة المرشد في تصعيد العريان، مسؤول المكتب السياسي للجماعة، لعضوية مكتب الإرشاد، وهو ما دفع المرشد للاستقالة، حسبما تردد، وهو ما نفته الجماعة على لسان مرشدها في اجتماع مكتب الإرشاد. كما حرص عاكف على التواجد في مقر مكتب الإرشاد أمس لممارسة مهامه، رغم تفويضه للدكتور محمد حبيب النائب الأول.وأضاف العريان، في أول تصريح صحافي له بعد الأزمة الأخيرة «إن ما حدث دليل على أن موقف المرشد العام أو كلامه غير مقدس، وأن قيادات الجماعة يمكن أن تختلف فيما بينها حول وجهة نظر أو تفسير نص لائحي». وانتقد العريان وسائل الإعلام متهما إياها بتضخيم ما حدث، وقال «إن التضخيم الإعلامي الذي رافق القضية مفتعل، وربما مقصود».. مضيفا «الأمر برمته لا يعنيني لا من قريب ولا بعيد»، لكنه عاد فأكد أنه سيعلن موقفه من الأزمة الماضية قريبا بمقال مكتوب وينشر في الصحف المصرية.

من جهته، قال الدكتور ضياء رشوان، الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، إن التعاطي الإعلامي مع خبر استقالة المرشد شابه الكثير من أوجه القصور وعدم التدقيق، معتبرا أن ما قيل عن كون هذه الأزمة هي الأعنف في تاريخ الجماعة من قبل بعض الخبراء هو «أمر مؤسف». وأوضح رشوان أن «خلافات الإخوان وصلت من قبل إلى حد اختطاف المرشد الثاني للجماعة حسن الهضيبي واعتقاله في بيته من قبل التنظيم الخاص للجماعة (الجناح المسلح للجماعة قبل أن تنبذ العنف)، بل إن الأستاذ حسن البنا نفسه قبل 8 سنوات من تلك الواقعة قد تبادل اتهامات أخلاقية مع أمين عام الجماعة في ذلك الوقت عبد الحكيم عابدين».

وقال رشوان «إن قضية العريان ليست لها علاقة بصراع بين توجهين، بدليل إجماع آراء أعضاء المكتب على عدم تصعيد العريان»، مشيرا إلى أن الضغوط التي تعرض لها مكتب الإرشاد سواء من داخل الجماعة أو من خارجها من أجل تصعيد العريان دفعت قيادات الجماعة للإصرار على عدم الرضوخ لترتيب الأجندة السياسية والتنظيمية للجماعة من خارج المكتب.

ويرجع الخلاف بين المرشد وأعضاء مكتب الإرشاد، حول أحقية العريان في عضوية مكتب الإرشاد من دون انتخابات، لحصوله على 40% من أصوات مجلس شورى الجماعة، إذ يرى عاكف أنه من حق العريان التصعيد إلى عضوية المكتب. لكن أعضاء المكتب، وعلى رأسهم نائب المرشد الأول، يرون أن هذا البند من اللائحة لا يطبق إلا في حال إجراء انتخابات كلية، حيث إن الانتخابات الماضية التي شهدت تصعيد 5 قيادات جديدة لعضوية مكتب الإرشاد وحصل فيها العريان على 40% من الأصوات كانت انتخابات جزئية. وكانت جماعة الإخوان المسلمين قد سارعت بنفي خبر استقالة محمد مهدي عاكف، مرشد الجماعة، لاعتراضه على عدم ضم العريان لعضوية مكتب الإرشاد.