كلينتون: مستعدون للحوار حول كل القضايا إذا كانت إيران جادة باتخاذ خطوات في الملف النووي

وزيرة الخارجية الأميركية تطالب بتقوية وكالة الطاقة الذرية الدولية.. وتحذر كوريا الشمالية

TT

أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس أن بلادها مستعدة لحوار ثنائي مع إيران في كل القضايا التي تهم البلدين في حال أثبتت إيران جديتها في معالجة مصادر القلق حول ملفها النووي. وأن الإدارة الأميركية حرصت في الفترة الأخيرة على الفصل بين الملف النووي وبقية الملفات العالقة بين البلدين بعد 3 عقود من انقطاع العلاقات بين البلدين.

وقالت كلينتون إن الولايات المتحدة ملتزمة بـ«استراتيجية المسارين تجاه إيران»، أي الدبلوماسية والعقوبات، موضحة أنه «إذا كانت إيران جادة في اتخاذ خطوات ملموسة لمعالجة مصادر قلق المجتمع الدولي العميق تجاه برنامجها النووي، فسنواصل الحوار المتعدد الأطراف والثنائي لمعالجة القضايا التي فرقت بين إيران والولايات المتحدة لمدة طويلة». إلا أنها حذرت من أن «الحوار ليس مفتوحا إلى ما لا نهاية، نحن لسنا مستعدين للحوار من أجل الحوار».

وتزامن خطاب كلينتون مع لقاء فيينا، حيث التقى مسؤولون فرنسيون وإيرانيون ومن الأمم المتحدة للتوصل إلى اتفاق حول نقل اليورانيوم المخصب خارج إيران ضمن اتفاق لمعالجة ملفها النووي. وقالت إن الخطوات المطلوبة الملموسة تشمل بشكل أخص «عملا سريعا على تطبيق خطة استخدام يورانيوم إيران القليل التخصيب للوقود في منشأة طهران للأبحاث والاستخدامات الطبية».

وجاءت تصريحات كلينتون ضمن خطاب ألقته في إطار جهود الدبلوماسية الأميركية القيادية لمنع انتشار الأسلحة النووية. وقد جعل الرئيس الأميركي منع انتشار الأسلحة النووية عنصرا أساسيا في سياسته الخارجية، معتبرا أن الإعلان عن عزمه التخلص من الأسلحة النووية حول العالم يجعله أكثر قدرة على الحصول على دعم دولي لمواجهة برنامجي إيران وكوريا الشمالية النوويين. وقالت كلينتون في كلمة ألقتها بمناسبة مرور 25 عاما على تأسيس «معهد الولايات المتحدة للسلام» أمس إن «العالم في مركب واحد» في ما يخص ضرورة معالجة المخاطر من الأسلحة النووية خاصة «الإرهاب النووي»، في حال حصلت جماعات مسلحة ومتطرفة على سلاح نووي.

وكانت لهجة كلينتون شديدة تجاه كوريا الشمالية، عندما قالت إن على بيونغ يانغ التخلص من برنامجها النووي. وصرحت بأن «قياديي (كوريا الشمالية) يجب ألا يظنوا تحت أي وهم أن الولايات المتحدة ستكون لديها أبدا علاقات عادية وخالية من العقوبات مع كوريا شمالية لديها أسلحة نووية». وأضاف: «نحن على استعداد لعقد لقاء ثنائي مع كوريا الشمالية، ولكن عودتها لطاولة المفاوضات ليست كافية». وأكدت أن «العقوبات الحالية لن تخفف إلى حين تتخذ بيونغ يانغ خطوات يمكن إثباتها وعدم تراجعها تجاه التخلص الكامل من الأسلحة النووية».

وطالبت كلينتون بتقوية وكالة الطاقة الذرية الدولية، معتبرة أن توثيق عمل الوكالة وقدرتها على كشف البرامج النووية السرية عنصر أساسي في حماية العالم من تهديد الأسلحة النووية التي قالت إنها «من أبرز المخاطر في العالم اليوم». وصرحت كلينتون بأن «وكالة الطاقة الدولية ليست لديها الآليات أو السلطة لتنفيذ مهمتها بشكل كفء». وأضافت: «لقد رأينا ذلك في فشل المؤسسة في معرفة منشأة إيران للتخصيب السرية ومشروع منشأة سورية». وأكدت التزام الإدارة الأميركية بتقوية المنظمة، لكنها قالت إن ذلك أمر لا يعتمد على الولايات المتحدة فقط بل كل دول العالم.

وبعدما أصدرت الأمم المتحدة قرارا لمنع نشر أسلحة الدمار الشامل والعمل على التخلص من السلاح النووي، مع ترأس أوباما للجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي، تستعد الولايات المتحدة الآن لإقامة قمة خاصة حول التخلص من الأسلحة النووية في واشنطن في أبريل (نيسان) المقبل.

وردا على أسئلة أحد الحضور في الندوة حول باكستان، أكدت كلينتون أن المخاوف حول مستقبل الأسلحة النووية في باكستان أمر يشغل الإدارة الأميركية، قائلة: «إنه أمر نطرحه في كل لقاء وحوار» مع المسؤولين الباكستانيين. ولكنها عبرت عن ثقتها في أن الهجمات الأخيرة في باكستان لا تثير مخاوف حول قدرة الحكومة الباكستانية على حماية أسلحتها النووية. وأضافت أن واشنطن خصصت فريقا للتعامل مع الإعلام الباكستاني الآن، وتحسين علاقات الدبلوماسية العامة مع باكستان لمعالجة تراجع شعبية الولايات المتحدة وعدم الثقة بها في باكستان.