روسيا: تجميد صفقة صواريخ «إس 300» مع إيران

قالت إن السبب سياسي وإن فترة التجميد غير محددة

TT

قال مصدر حكومي روسي لوكالة أنباء «إنترفاكس» إن إيران لم تدفع لروسيا ثمن صواريخ «إس 300» المضادة للطيران، لأن موسكو «جمدت» العقد لأسباب سياسية. وينشط الغرب منذ زمن لحمل موسكو على العدول عن تسليم طهران هذه الأسلحة. ويعد قرار موسكو انتصارا كبيرا لإسرائيل، التي زار رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو موسكو في زيارة سرية الشهر الماضي لبحث موضوع صفقة الأسلحة الروسية لإيران مع كبار المسؤولين الروس ومن بينهم الرئيس ديمتري ميدفيديف ورئيس الوزراء فلاديمير بوتين.

وقال المسؤول الروسي الذي طلب عدم كشف اسمه لوكالة «إنترفاكس» إنه على الرغم من أن العقد وقع قبل سنوات، فإن روسيا لم تصادق بعد على تطبيقه، وبالتالي لم تدفع إيران ثمن الصواريخ.

وأضاف أن «تسليم إيران أنظمة (إس 300) جمد لفترة غير محددة بسبب الظروف التي برزت بعد توقيع العقد»، موضحا أن «كل شيء رهن بالظروف السياسية، لأن العقد لم يعد مجرد صفقة تجارية». وتبدل موسكو موقفها بشأن هذه الصفقة التي كانت ستجعل قصف منشآت نووية إيرانية مهمة صعبة، لأن طهران كانت ستحميها بنظام الصواريخ الروسية «إس 300» التي توفر نظام إنذار مبكر في الأجواء الإيرانية ضد الهجمات بالطائرات. واحتجت كل من إسرائيل والولايات المتحدة وأوروبا على تسليم إيران هذه الأنظمة، في حين لم تعترف روسيا رسميا بأنها وقعت مثل هذا العقد مع طهران، مشددة في المقابل على حقها في بيع أسلحة «دفاعية».

يأتي ذلك فيما سعى نائب الرئيس الأميركي جو بايدن إلى طمأنة البولنديين والآخرين في وسط أوروبا أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لن توقع أي صفقات مع روسيا تضر بأمنهم.

وما زالت بولندا وجمهورية التشيك تشعران بالألم من قرار أوباما بالعدول عن خطط الرئيس الأميركي السابق جورج بوش بشأن الدرع الصاروخية، للحماية من هجمات الصواريخ بعيدة المدى من إيران. وروسيا تعارض بشدة هذه الخطط.. ومن المتوقع أن يقترح بايدن ـ الذي يزور وارسو ـ أن تستضيف بولندا صواريخ اعتراضية من طراز «إس إم ـ 3» التي تستهدف الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، وذلك بموجب خطة بديلة للدفاع الصاروخي كشف عنها أوباما الشهر الماضي.

وأخبر بايدن صحيفة «رزيسبوسبوليتا» البولندية في مقابلة قبل جولته التي تتضمن أيضا رومانيا وجمهورية التشيك «ليست لدينا اتفاقات مع روسيا على حساب أوروبا الوسطى، ولن نوقع على اتفاقات كهذه». وأضاف «لا شيء يتعلق بكم بدونكم» مستخدما عبارة يرجع تاريخها إلى التسعينيات من القرن الماضي بعد سقوط الشيوعية، وهي عبارة تعكس التزام واشنطن بعدم اتخاذ أي قرارات تضر بأمن المنطقة من دون مشاورات كاملة.