سفير النوايا الحسنة محمود قابيل: أوضاع قاسية في مخيمات نازحي الحرب باليمن

قال إنه تم توجيه نداء للدول المانحة لتقديم مساعدات مع استمرار تدفق النازحين

TT

حذر الفنان المصري محمود قابيل سفير النوايا الحسنة لمنظمة اليونيسيف في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا من الأوضاع المأساوية للنازحين بسبب الحرب الدائرة في صعدة بين الحوثيين والقوات الحكومية، وتوقع أن يتفاقم عدد اللاجئين من منازلهم في محافظات حجة وعمران والجوف، مطلقا نداء عاجلا للدول المانحة والدول العربية لتقديم المساعدات وبخاصة وقد بدأ فصل الشتاء القارس في معسكرات النزوح. وقال الفنان قابيل، في حديث أجرته معه «الشرق الأوسط» في صنعاء، إن ما أفرزته هذه الحرب من تداعيات حتم عليه الإسراع بزيارة اليمن، مبديا تخوفه على حياة الأطفال من استمرار الحرب. ودعا إلى وقف الحرب والنزوع إلى حل الخلافات على طاولة الحوار على الرغم من تحفظه عن الخوض في المسائل السياسية، معتبرا أن مهمته إنسانية بالأساس. وناشد الفلسطينيين المصالحة فيما بينهم نظرا لما يتهدد الشعب الفلسطيني من مخاطر أبرزها ما يجري من تغيير لمعالم القدس العربية التي قال إنها تحتضر.

وحول زيارته لليمن قال إنها تندرج في إطار أنها مهمة إنسانية من قبل منظمة اليونيسيف للأمومة والطفولة التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، من أجل تفقد البرامج الموجودة أصلا في اليمن، وفي هذه الحالة الطارئة التي تتواجد على الحدود الشمالية، وتتواجد في الوقت ذاته منظمة الأمم المتحدة ومنظمة إنقاذ الطفولة والمنظمة الإسلامية للإغاثة الإسلامية، فإن كل هذه المنظمات تعمل من أجل الطفل اليمني الذي هو موجود مع العائلات النازحة التي توزعت على عدد من المحافظات اليمنية ومنها محافظة حجة «التي زرتها 3 أيام وزرت خلالها مخيم المزرق».

وأشار إلى أن الأوضاع التي يعيش فيها النازحون تجسد مأساة إنسانية قاسية جدا، فالجفاف يهدد حياة الأطفال أمام ذويهم وأهاليهم، «وفي الحقيقة لقد ساعدتنا السلطات اليمنية ممثلة في وكيل محافظة حجة، حيث وقفت السلطة المحلية في هذه المحافظة إلى جانبنا ووفرت لنا سيارتي إسعاف لنقل أكثر من 10 أطفال إلى مستشفى السبعين بصنعاء لتنالهم العناية الخاصة بالتغذية، وإعطاء الأطفال المصابين بالجفاف الدواء لإنقاذ حياتهم، ونتمنى أن يكون هؤلاء الأطفال بخير».

وبشأن دور المنظمات الإنسانية في هذه الأزمة قال «الذي أراه أن هذه المنظمات من دولية وعربية ومحلية تقوم بدورها بقدر المستطاع، والشعب اليمني شعب كريم تطوع بتقديم المساعدات للنازحين قبل أن تصل المنظمات إلى معسكرات النازحين بتقديم الغذاء والأدوية، ونحن نعمل ما نقدر عليه من عمل في هذه الظروف لكنه غير كاف، فتدفق اللاجئين مستمر، ونحن الآن في حالة طوارئ، ونتوقع أن تتضاعف أعداد النازحين عما هو اليوم، وكما ذكر وزير الصحة والسكان اليمني الدكتور عبد الكريم راصع أنه عندما يتوقف القتال ستزيد أعداد النازحين، وفعلا كما قلت نحن الآن في حالة طوارئ، وقد وجهت بالأمس نداء للدول المانحة وللدول العربية بأن تتطوع وتبادر بتقديم المساعدات، وتبعث بهذه المطالب الملحة عبر منظمة الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية المعنية لإنقاذ أطفال اليمن».

وأكد أنه يتعين على المجتمع الدولي الإسراع في هذه المأساة بتوفير المياه والخيام والأغذية والأدوية، فما هو راهن في اليمن مأساة إنسانية مخيفة، «وأنادي حيال هذه الوضع عبر صحيفة (الشرق الأوسط) دول العالم فأقول: أنقذوا أطفال اليمن بتقديم الأموال إلى المنظمات الإنسانية، وهي تعرف كيف تتصرف في ظل هذه الأوضاع والظروف».

وردا على سؤال عن مدى توافر الأمن في معسكرات النازحين من هذه الحرب قال «لا مكان آمنا في الحروب، واليمن في حالة حرب، وأنا ليست لدي تفاصيل عما يدور في هذه الحرب لأن مهمتي إنسانية، لكني عرفت من الناس أن المكان الذي زرته وهو معسكر المزرق في محافظة حجة كان قريبا من منطقة القتال، وأكيد هناك خطورة فيه».

وبشأن عدد النازحين قال «قبل أسبوع من الآن كان عدد النازحين في معسكر المزرق 7 ألاف لكن العدد ارتفع خلال أيام إلى أكثر من 9 ألاف نازح ونحن نعرف أن عدد النازحين بسبب الحرب 150 آلاف نازح موزعين على المحافظات في عمران وحجة وصعدة، وكان عدد النازحين خارج المعسكر الذي زرناه أكثر من 14 ألف نازح».

وشدد على الاستمرارية في حث المجتمع الدولي على الوقوف إلى جانب اللاجئين في هذه المعسكرات، «والمديرة الإقليمية لليونيسيف ستبقى هناك إلى جانب المواطنين اليمنيين النازحين، أما بالنسبة لي فإن شاء الله سأعود لليمن مرة أخرى من أجل هؤلاء الأطفال، ومن أجل النازحين من العائلات اليمنية الذين يعيشون في مأساة كبيرة مريعة».

ونوه بأن «الوضع حرج في فصل الشتاء من العام، ولهذا سارعت بالمجيء لليمن، وأناشد العالم أن النازحين قادمون على شتاء وهو شتاء قارس في هذه المنطقة يمكن أن يقضي على كثير من الأطفال إذا لم نسعفهم بتقديم العناية الكافية». وتمنى أن تتوقف الحرب في اليمن، وقال «أي مشكلة يمكن أن تحل على الطاولة وبالتواصل، ونقطة الدم اليمني ليست رخيصة، وقطرة الدم العربية غالية جدا وحرام أن تسكب هكذا، لأن الأطفال يدفعون ثمن هذا القتال».

وحول زيارته قبل اليمن إلى قطاع غزة قال «ما هو كائن في قطاع غزة مأساة إنسانية، وقد زرت القطاع مع الفنانة العالمية ميا فارو، وتفقدنا عزبة عبد ربه، ورأينا تسطيحا كاملا لهذا المكان نتيجة ضرب الدبابات والطائرات الإسرائيلية. رأينا عربة إسعاف داستها دبابة إسرائيلية.. رأينا أهالي حكوا لنا مأساة الطفل مع جدته التي ذهبت لإحضار الماء وضربها الإسرائيليون بالرصاص ولم يتركوها لكي تدفن دفنه كريمة بل جرفها جرار وكأنها قمامة لا تستحق أي احترام. ذهبت إلى رفح وغزة والأماكن المحتلة، وهناك الناس يعيشون مأساة إنسانية تفوق التصور. وفي اعتقادي أن أهم سلاح تجاه الإسرائيليين اليوم هو المصالحة بين الفلسطينيين لأن الاتحاد قوة، وسيكون هذا التصالح مثلا يحتذى به كل العرب عندما يقف بعضنا إلى جانب بعض كعرب».

وبشأن القدس قال: «شاهدت أن هوية القدس تتغير وتتلاشى. الجدار الإسرائيلي في القدس جدار ظالم، وإقامة المستوطنات تحاصر وتخنق القدس العربية. القدس العربية تحتضر، ومن أجل القدس أدعو الفلسطينيين للمصالحة من أجل أن ننقذ ما يمكن إنقاذه من الأراضي الفلسطينية».