وزير خارجية المغرب يوجه انتقادات شديدة للجزائر.. ويؤكد أن بلاده لن تتساهل مع أعداء وحدتها الترابية

الطيب الفاسي: جارة المغرب الشرقية تقوم بمناورات قذرة ضدنا

TT

وجه الطيب الفاسي الفهري، وزير الخارجية المغربي، انتقادات شديدة اللهجة إلى كل من الجزائر وجبهة البوليساريو. ووصف الموقف الجزائري بأنه «عدائي» ضد بلاده.

ومضى الفاسي الفهري يقول «إنهم يقومون بمناورات قذرة بما في ذلك مزاعم باطلة حول استغلال الثروات الطبيعية، وتحريض بعض العناصر للتلاعب بورقة حقوق الإنسان».

ونسب إلى الفاسي قوله إن بلاده لن تتساهل مع «تصرفات مبيتة» يراهن عليها من سماهم «خصوم الوحدة الترابية».

وفي إشارة غير مباشرة إلى الجزائر، قال الفاسي الفهري، الذي كان يتحدث أمام مجلس المستشارين (الغرفة الثانية في البرلمان) إن «السلطات المغربية لن تتساهل مع هذه التصرفات المبيتة، وترفض توظيف هذه الورقة مطية لأي شكل من أشكال المزايدة، خاصة من طرف أولئك الذين يعلم الجميع الوضعية المزرية لحقوق الإنسان بأراضيهم، والتي لا يمكن مقارنتها مع مناخ الحرية والانفتاح بالمغرب»، على حد قوله. يذكر أن سبعة شبان مغاربة من أصول صحراوية كانوا زاروا مدينة تندوف، جنوب غربي الجزائر، واعتقلوا في مطار محمد الخامس في الدار البيضاء، بعد عودتهم من هناك، وينتظر أن يمثلوا أمام المحكمة العسكرية في الرباط.

وقالت أسرة علي سالم التامك، الذي يتزعم هذه المجموعة، إن زيارتهم التي اعتبرت في الرباط بمثابة خيانة، تدخل في إطار «حقوق الإنسان وحرية التعبير»،على حد اعتقادهم.

وقالت فاطمة الغالية، شقيقة التامك، إن العائلة «فوجئت» بالحملة الإعلامية، مشيرة إلى أن زيارته للجزائر لم تكن سرية حيث انتقل الشبان من كلميم إلى الدار البيضاء ثم إلى وهران في الجزائر.

من جهة أخرى، أوضح الفاسي الفهري أن المغرب حاول منذ البداية، من دون المساس بحقوقه المشروعة الثابتة، ومن منطلق تمسكه بقواعد حسن الجوار، إعطاء فرصة للجهود الإقليمية والأممية لإنهاء هذا النزاع، ومن بين أبرز محطاتها صياغة مخطط التسوية القائم على الاستفتاء الذي تبين أنه لا يمكن تطبيقه، وهو ما أدى إلى أن تركز المساعي الدولية على التوصل إلى حل سياسي تفاوضي وتوافقي، مشيرا إلى أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية طرحت في هذا السياق.

وقال الفاسي الفهري أيضا إن نزاع الصحراء عرف تحولا نوعيا، وأصبح قائما على ثلاثة مرتكزات، هي أولا: التفاوض كوسيلة للوصول إلى الحل النهائي واستبعاد الاستفتاء. ثانيا: تكريس الحل السياسي والتوافقي الواقعي، الذي يلغي نهائيا خيار الاستقلال. أما المرتكز الثالث فيكمن في أن المواقف الجامدة للأطراف الأخرى تعرقل مسار الاندماج الإقليمي.