أكاديمي سوداني ينوي منافسة البشير في الانتخابات والسلطات تمنعه من تدشين حملته

أعلن أنه سيرفع دعوى ضد الشرطة.. وسيطلب تعويضا عن خسائره

TT

منعت الشرطة في الخرطوم الدكتور عبد الله علي إبراهيم، الذي يرتب لترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية في الانتخابات المقبلة، إقامة حفل ينوي من خلاله تدشين مركز لحملته الانتخابية. ووصف إبراهيم، وهو كاتب وأستاذ جامعي، بإحدى الجامعات الأميركية، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، الإجراء بأنه «مشين»، وقال: «أنا مستاء جدا من الخطوة»، غير أنه شدد بأنه سيواصل عمله من أجل خوض الانتخابات المقبلة، كخطوة متاحة لإحداث «التغيير» في البلاد.

وقال إبراهيم، إنه لا يعرف حتى اللحظة من هو الشخص، الذي يقف وراء منع الحفل. وكشف أن مفوضية الانتخابات قالت إنها لا علاقة لها بالأمر، وأنها لا تتدخل إلا بعد الترشح رسميا لديها، وفي حال اعتماده يسمح له بحملة انتخابية تمتد إلى ثلاثة أشهر تتوقف مع بداية الاقتراع. وقال إبراهيم: «عندما استدعتني الشرطة لإبلاغي بقرار منع إقامة الحفل، قالت إن الإجراء تم بتوصية من مفوضية الانتخابات على اعتبار أن الحملة الانتخابية ممنوعة قبل الترشح رسميا». وقال «استجبت لطلب الشرطة فهي عاملتني بطريقة مهذبة وجيدة. ولكنني مستاء جدا من قيام شخص مجهول باتخاذ مثل هذا القرار». وشدد بأن إلغاء الحفل جاء في وقت تمتلئ فيه صحف الخرطوم بأخبار عن تدشين حملات انتخابية للقوى السياسية. وكشف إبراهيم، أنه سيسعى للقاء الرئيس عمر البشير لإبلاغه برفضه للإجراء. وأعلن أنه سيرفع دعوى ضد الشرطة، وسيطلب تعويضا عن المبلغ الذي خسره في الترتيب لحفل تدشين المركز في ضاحية «حلة كوكو» شرق العاصمة الخرطوم جوار منزله في الضاحية ذاتها. وقدر إبراهيم المبلغ بما يعادل نحو 7 آلاف دولار أميركي. وأضاف «هذا المبلغ من حر مالي ادخرته من عملي كأستاذ في الجامعات الأميركية منذ سنوات»، وقال إن الدعوى ليست موجهة ضد الشرطة ولكن أسعى من خلالها لمعرفة «الشخض المجهول الذي أصدر قرار منع نشاطي».

وكان المرشح المرتقب لرئاسة الجمهورية إبراهيم نصب خيمة أنيقة وكبيرة في ساحة جوار منزله، وضع على مدخلها مجموعة من مؤلفاته في المجال الأدبي والفكري على الخصوص. توافد إليها حشد من أنصاره ومن سكان الحي، وممثلون للقوى السياسية، وصعد إلى المنصة في الثامنة مساء، وبدلا من أن يعلن بداية تدشين الحفل تقدم بالشكر للحضور، قبل أن يبلغهم بأن الشرطة طلبت منه إلغاء المناسبة. في الأثناء، تنشط القوى السياسية الحزبية في الحكومة والمعارضة في العاصمة والولايات تدشن حملاتها الانتخابية، حيث يوجد الآن في جوبا الدكتور نافع على نافع لتدشين الحملة الانتخابية لحزب المؤتمر الوطني في الجنوب، ويقود جوزيف واني نائب رئيس الحركة الشعبية حملة انتخابية في الولايات الشمالية بدأت الأسبوع الماضي في الخرطوم. ودشن محمد عثمان الميرغني من خلال لقاء حاشد في الخرطوم حملة انتخابية، قال خلالها إن «السباق الحر قد بدأ».

وكان إبراهيم حضر إلى الخرطوم قادما من الولايات المتحدة حيث يعمل أستاذا للتاريخ في جامعة ميسوري، وأعلن في ندوة حاشدة في العاصمة السودانية نهاية العام الماضي، أنه بصدد ترشيح نفسه إلى رئاسة الجمهورية في الانتخابات المقبلة، المقرر لها أبريل (نيسان) المقبل، ثم عاد إلى الولايات المتحدة وأنهى تعاقده مع الجامعة، ليعود منذ أشهر إلى الخرطوم لترتيب عمليات ترشحه لانتخابات الرئاسة.