الصومال: هجوم بالقذائف الصاروخية على المطار ساعة مغادرة الرئيس.. ومصرع وإصابة 80

أويس يعلن مواصلة الحرب ضد الحكومة الصومالية وقوات حفظ السلام الأفريقية

صومالي أصيب بجروح خلال القصف المدفعي بجنوب مقديشو في طريقه إلى المستشفى (أ.ب)
TT

لقي 30 شخصا على الأقل مصرعهم وأصيب نحو 50 آخرين معظمهم من المدنيين بجروح في تبادل للقصف الصاروخي وقع صباح أمس، بين قوات الحكومة الصومالية مدعومة بقوات الاتحاد الأفريقي من جهة، والمسلحين الإسلاميين المعارضين للحكومة من جهة ثانية في منطقة مطار العاصمة، أثناء مغادرة الرئيس شريف شيخ أحمد البلاد.

وبدأ القصف الصاروخي عندما شن المسلحون الإسلاميون هجوما بالقذائف الصاروخية على مطار العاصمة، مستهدفين موكبا للرئيس الصومالي الذي كان يستعد لمغادرة المطار متوجها إلى أوغندا لحضور القمة المصغرة للاتحاد الأفريقي حول اللاجئين في القارة الأفريقية. وقد سقطت إحدى القذائف الصاروخية داخل المطار لكنها لم تتسبب في خسائر بشرية، كما أقلعت طائرة الرئيس شريف بسلام من المطار، واستمر القصف بعد ذلك لفترة، حيث قصفت القوات الحكومية وقوات الاتحاد الأفريقي أحياء مختلفة من العاصمة التي تعتقد أن الصواريخ تنطلق منها.

وشمل القصف الكثيف عدة أحياء من العاصمة من بينها سوق «بكارو» أكبر أسواق العاصمة، وقد قتل 6 مدنيين في مكان واحد داخل السوق عندما هوت قذيفة مورتر على منزل داخل السوق وسوي بالأرض. ويتكرر استهداف المطار من قبل المقاتلين الإسلاميين المعارضين للحكومة الصومالية أثناء مغادرة أو وصول المسؤولين الكبار في الحكومة الصومالية، أو الوفود الأجنبية الزائرة للبلاد، حيث يطلق المسلحون المعارضون للحكومة القذائف على المطار والقصر الرئاسي، فيما ترد القوات الحكومية والأفريقية التي تحرس المقرات الحكومية بقصف صاروخي بشكل عشوائي عقب كل قصف تتعرض له، وكثيرا ما يستهدف قصف القوات الأفريقية الأحياء الجنوبية في العاصمة التي تعتقد أنها مأوى لمسلحي المعارضة، لكن المدنيين يشكلون أغلب الضحايا الذين يسقطون في هذا القصف.

ويعتبر هذا القصف المدفعي الذي تعرضت له العاصمة الصومالية مقديشو أمس واحدا من أشرس حلقات المواجهات التي تشهدها العاصمة منذ أسابيع، حيث لم يحدث قصف أو مواجهات أخرى من هذا القبيل منذ اندلاع الاقتتال بين الإسلاميين من الحزب الإسلامي وحركة الشباب المجاهدين، هذا الاقتتال الذي أثر على نشاطهما العسكري ضد قوات الحكومة وقوات الاتحاد الأفريقي في مقديشو.

في هذه الأثناء أعلن الشيخ «حسن طاهر أويس» زعيم الحزب الإسلامي الصومالي المعارض عن مواصلة الحرب ضد الحكومة الصومالية وقوات حفظ السلام الأفريقية، وقال الشيخ أويس في خطاب ألقاه أمام جمع من شيوخ العشائر في العاصمة «سياستنا هي مواصلة القتال حتى نحق الأهداف التي حملنا السلاح من أجلها، وهي قيام دولة إسلامية في الصومال تتمتع برضا الشعب». ورفض الشيخ أويس التفاوض مع الحكومة وقال إن أي حوار مع الحكومة الحالية في هذا الوقت يصب فقط في مصلحة العدو الذي يريد تنفيذ سياساته المعوجة في بلادنا». وكان الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد دعا يوم الاثنين كل الفصائل الإسلامية المعارضة لحكومته إلى الحوار، وقال «الحكومة ترحب بأي طرف يريد التحاور معها»، وأضاف «إذا كانت الجماعات المعارضة تسعى لتحقيق أهداف ما فإن الحكومة مستعدة لفتح باب الحوار مع كل طرف لإنهاء المشكلات في البلاد». ودعا الرئيس في مؤتمر صحافي عقده في القصر الرئاسي الفصائل المعارضة إلى التفاوض فيما بينها ثم التفاوض مع الحكومة في الوقت نفسه.

واعتبر الرئيس الحرب التي اندلعت بين الحزب الإسلامي وحركة الشباب المجاهدين في جنوب الصومال «دليلا واضحا على أن أفكار الجماعات المعارضة لا تستند إلى أسس دينية، وعليه فإن على كل من يريد السلطة انتهاج الدبلوماسية للتوصل إلى أهدافه، وليس استخدام لغة السلاح والقوة». ولا يزال القتال بين الفصيلين المعارضين للحكومة (حركة الشباب والحزب الإسلامي) مستمرا على الرغم من إصدار الطرفين مذكرة تفاهم لحل الخلافات بينهما، وكانت اشتباكات عنيفة قد اندلعت يوم أمس بين الطرفين في بلدة «جناي عبدلي».

وقال الشيخ «حسن يعقوب» الناطق باسم ولاية «جوبا» الإسلامية التابعة لحركة الشباب إن جماعته قد تمكنت من صد هجوم شنه مقاتلو الحزب الإسلامي على مواقع لهم في تلك البلدة، ولم يكشف الطرفان عن حجم الخسائر التي نجمت عن هذا الاقتتال. وتعد بلدة جناي عبدلي معقلا لبعض قيادات الحزب الإسلامي مثل الشيخ «حسن تركي» نائب رئيس الحزب الإسلامي، والشيخ أحمد إسلان القيادي في الحزب. وتأتي هذه المعارك في الوقت الذي أعلن فيه الطرفان عن حل الخلافات بينهما وتشكيل لجنة لبحث المسائل الخلافية بين الطرفين، إلا أن كلا الطرفين لم يتوصلا إلى وقف لإطلاق النار حتى الآن. ولا يزال التوتر يسود المناطق الجنوبية للصومال التي يتصارع فيها الفصيلان الإسلاميان المعارضان لحكومة الشيخ شريف.