الجزائر: 6 قتلى على الأقل في اعتداء لتنظيم القاعدة

شهود عيان: إصابة سابع بجروح بليغة.. واختفاء ثامن

TT

عاشت بلدة المعاتقة بمنطقة القبائل الكبرى شرق العاصمة الجزائرية، في الصباح الباكر من يوم أمس، لحظات مرعبة بسبب إطلاق نار كثيف استهدف شاحنة صغيرة كانت بصدد نقل حراس شركة كندية إلى مكان عملهم.

وخلف الاعتداء ستة قتلى، بينما يقول شهود عيان إن عددهم سبعة، ويرجح أن عناصر من تنظيم القاعدة هم من نفذوا الهجوم.

وأفاد شخص يسكن بالمعاتقة (115 كلم شرقي العاصمة) في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، أن أشخاصا كانوا متنكرين في زي رجال الأمن نصبوا حاجزا مزيفا في طريق غابوي، وأن حركتهم وتصرفاتهم في المكان كانت توحي بأنهم يترقبون مرور دورية أمنية لاستهدافها. وأضاف الشخص ذاته: «بعد صلاة الفجر بقليل، شوهد مسلحون يتنقلون بسرعة كبيرة نحو الطريق الغابوي، حيث وقفت مجموعة منهم في وسطه بينما اختبأ آخرون بجانبي الطريق، ثم سمعنا إطلاق رصاص تبعته طلقات نارية أخرى ازدادت كثافة مع مرور الوقت. لم نر شيئا في حينها، لكن ظهرت فيما بعد عربة مثقوبة بالرصاص وبداخلها عدة أشخاص غارقون في دمائهم».

وتقول كل الشهادات إن العربة كانت تقل 8 أشخاص تتراوح أعمارهم بين 22 و35 سنة، يشتغلون كحراس بإحدى ورشات شركة «إس إن سي لافالان» الكندية، المتخصصة في الأشغال العمومية. وكانوا لحظة وقوع الكمين في طريقهم باتجاه الورشة لاستخلاف زملائهم الذين ضمنوا حراسة الموقع طيلة الليلة قبل الماضية. وقتل ستة منهم على الفور، بينما أصيب سابع بجروح بليغة، أما الشخص الثامن فلم يعثر عليه.

وتتكفل «إس إن سي لافالان» في بلدة المعاتقة بشق قناة مياه لتزويد سكان مدينة تيزي وزو (110 كلم شرق العاصمة) بالماء الصالح للشرب. وتعد قناة المياه امتدادا لأشغال بناء سد بولاية البويرة المجاورة، وهو موقع تعرض عماله لهجوم العام الماضي، وقتلوا في ظروف مشابهة، حيث فتح إرهابيون النار على حافلة كانت بصدد نقلهم إلى مكان عملهم في الصباح الباكر. وبلغ عدد القتلى آنذاك 11 على الأقل.

وحشد الجيش الجزائري قواته بعد كمين المعاتقة، وأطلق حملة بحث عن المعتدين بالمنطقة التي تتميز بغاباتها الكثيفة، مما شجع عددا كبيرا من المسلحين على اتخاذها معقلا ومنطلقا لتنظيم الكمائن ضد دوريات الجيش والدرك والشرطة. وترجح مصادر أمنية وقوف عناصر تنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» وراء الاعتداء، الذي جاء في وقت عرف فيه الوضع الأمني استقرارا ملحوظا. وكان آخر عمل إرهابي وقع في نهاية يوليو (تموز) الماضي، حيث تبنت «القاعدة» اغتيال 11 جنديا غرب العاصمة. واللافت أن كل الأعمال الإرهابية الأخيرة تمت في كمائن، وهي القوة الضاربة للجماعات الإرهابية.