كوشنير يصل إلى بيروت في زيارة «فرانكفونية».. مجددا دعم فرنسا تسريع تشكيل الحكومة اللبنانية

TT

وصل وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير إلى بيروت ليل أمس في زيارة تدوم 24 ساعة يلتقي خلالها الرؤساء اللبنانيين الثلاثة، كما يجتمع برئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ونظيره وزير الخارجية وعدد من الزعماء السياسيين.

بالإضافة إلى ذلك، يزور كوشنير معرض الكتاب الفرانكفوني في بيروت وهو الثالث من حيث الأهمية بعد معرضي باريس ومونتريال. ويلتقي الأدباء والمفكرين الذين وصلوا إلى بيروت في إطار رحلة ما يسمى «عوليس» 2009 التي أطلقها سفير فرنسا في مالطا الكاتب دانيال روندو. وتنقلت الباخرة التي انطلقت في السابع من الشهر الحالي من مرفأ لافاليت في مالطا إلى عدد من المدن المتوسطية بينها قرطاج.

وقالت الخارجية الفرنسية في بيان لها أمس إن الغرض من الرحلة الفكرية ـ الأدبية هو «إعلاء شأن الأفكار والهويات والصور المتوسطية» فضلا عن الترويج للحوار الثقافي. ويشارك في الرحلة نحو ثلاثين كاتبا فرنسيا وعربيا يكتبون بالفرنسية. وتشكل بيروت آخر محطة في هذه الرحلة.

وتجيء زيارة كوشنير إلى بيروت بعد مائة يوم على زيارته الأخيرة. وكما في المرة السابقة، سيؤكد الوزير الفرنسي، وفق البيان الصادر عن وزارة الخارجية، على «دعم الحكومة الفرنسية للجهود التي يبذلها الرئيس سليمان والرئيس المكلف لتشكيل حكومة جديدة». كذلك سيشدد كوشنير على «تمسك فرنسا بروحية الحوار التي يجب أن تسود في لبنان والتزامها الثابت بوحدة وسيادة واستقرار لبنان وسلامة أراضيه». وقد بدأت باريس بإبداء القلق إزاء الفراغ الحكومي وعجز اللبنانيين عن تشكيل حكومتهم بعد أربعة أشهر على الانتخابات النيابية. غير أن فرنسا لا ترغب في أن تعطي انطباعا بأنها تتدخل في شؤون لبنان الداخلية. غير أن استمرار المشاحنات والمشاورات التي لا تنتهي يجعلها «قاصرة عن فهم ما يجري» خصوصا بعد التوافق السعودي ـ السوري على ترك اللبنانيين يشكلون حكومتهم بأنفسهم. وترى باريس، وفق ما تقوله مصادرها أن سورية «تلعب اللعبة» بمعنى أنها لم تعد تعطل المسار السياسي المفترض أن يقود إلى تشكيل الحكومة الجديدة كما أنها تعلق أهمية على الدور الممكن لسورية أن تلعبه لدى إيران لإخراج تشكيل الحكومة اللبنانية من ملفات الضغوط في المنطقة.

وسيلتقي كوشنير في يومه الماراثوني الطويل عددا من الزعماء السياسيين اللبنانيين لحثهم على التفاهم وعلى تسهيل ولادة الحكومة. وينتظر أن يثير الوزير الفرنسي مع المسؤولين اللبنانيين المسائل الإقليمية وما آلت إليه الجهود الأميركية وغير الأميركية لمعاودة إطلاق مسار السلام في المنطقة ومن بينها رغبة باريس في تنظيم قمة متوسطية بمشاركة أميركية وأممية لمواكبة مسيرة السلام. غير أن هذا المشروع يلاقي صعوبات جمة أولها غياب أي تقدم فعلي حتى الآن. كما تواجه باريس صعوبات لتنظيم مؤتمر لوزراء خارجية الاتحاد من أجل المتوسط الذي كانت تخطط لعقده في اسطنبول في النصف الثاني من الشهر المقبل. غير أن أطرافا عربية عديدة أكدت عدم استعدادها للجلوس إلى طاولة واحدة مع وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان.