إسلام آباد: اغتيال ضابط باكستاني رفيع وسائقه في إطلاق نار مع مسلحين

باكستان تستعد لهجمات انتقامية مع تواصل حملة الجيش على وزيرستان

شرطي باكستاني يضرب رجلا بعصاه في جنوب وزيرستان، بسبب عدم امتثاله للوقوف في الصف لتلقي المعونات الغذائية التي توزع على اللاجئين (رويترز)
TT

قالت الشرطة إن ضابطا بالجيش الباكستاني برتبة بريجادير وسائقه قتلا أمس بينما يواصل الجيش هجومه على معاقل طالبان. ولم يتضح على الفور من المسؤول عن هجوم اليوم لكنه جاء في وقت تشتد فيه المخاوف من ضربات انتقامية من جانب المتشددين مع هجوم الجيش على معاقلهم في منطقة وزيرستان الجنوبية قرب الحدود مع أفغانستان. وبدأت القوات الباكستانية هجوما يوم السبت لانتزاع السيطرة على منطقة وزيرستان الجنوبية التي تعمها الفوضى بعد أن هز متشددون البلاد بسلسلة هجمات انتحارية وتفجيرات متسببين في مقتل أكثر من 150 شخصا. وتتابع الولايات المتحدة وقوى أخرى مشاركة في الحرب الجارية في دولة أفغانستان المجاورة عن كثب الحملة التي يشنها الجيش الباكستاني على معاقل المتشددين. وهاجم مسلحان في إسلام آباد سيارة الضابط الباكستاني وهو في طريقه إلى العمل. وقال طاهر علم المسؤول بشرطة المدينة إن البريجادير معين حيدر وسائقه قتلا وأصيب حارس بجراح.

وقال عبد القادر المسؤول في شرطة المدينة: «أبلغنا الشهود بأن رجلين أتيا على دراجة نارية وفتحا النار». وصرح الميجر جنرال أطهر عباس المتحدث باسم الجيش الباكستاني بأن قتل حيدر هو عمل إرهابي. وأضاف، الغرض هو القتل واحتلال عناوين الصحف. وحيدر هو ثاني ضابط برتبة بريجادير يقتل في اقل من أسبوعين بعد هجوم على غرار هجمات الكوماندوز على مقر قيادة الجيش في روالبندي. ويوم الثلاثاء قتل ستة أشخاص في هجومين انتحاريين في الجامعة الإسلامية الدولية في العاصمة إسلام آباد مما دفع السلطات في اليوم التالي إلى إصدار أمر بإغلاق المدارس والجامعات في أنحاء البلاد. وأغلق معظم المدارس والكليات أمس وأثار إغلاق المدارس قلق المستثمرين في البورصة حيث سجل المؤشر الرئيسي تراجعا عند إغلاق التداول بنسبة 36ر3 في المائة إلى 78ر9247 نقطة أول من أمس. وارتفع المؤشر 38ر0 في المائة إلى 68ر9282 نقطة بحلول الساعة 0415 بتوقيت غرينتش أمس. وفي كشف لحالة التوتر التي تسود البلاد تراجع مؤشر كيه.اس. ايه نحو ثلاثة في المائة بسبب تقارير غير صحيحة عن إطلاق نار في محكمة بالعاصمة إسلام آباد. وقالت الشرطة الباكستانية إن سماع إطلاق نار في محكمة بالعاصمة إسلام آباد لم يكن سوى شائعة. وسرت الشائعة في الوقت الذي أعلنت فيه حالة التأهب القصوى في باكستان تحسبا لهجمات انتقامية من متشددين يهاجم الجيش معاقلهم في وزيرستان الجنوبية على الحدود مع أفغانستان. وبدأت القوات الباكستانية هجوما يوم السبت لانتزاع السيطرة على منطقة وزيرستان الجنوبية التي تعمها الفوضى بعد أن هز متشددون البلاد بسلسلة هجمات انتحارية وتفجيرات متسببين في مقتل أكثر من 150 شخصا. وتتحسب باكستان لهجمات انتقامية مع تواصل حملة الجيش على وزيرستان, وتعتبر حملة الجيش على معاقل المتشددين اختبارا لمدى عزم الحكومة على التعامل مع الإسلاميين المتشددين التي تتابعها الولايات المتحدة وقوى أخرى مشاركة في الحرب الجارية في دولة أفغانستان المجاورة عن كثب. وهاجم مسلحان يعتقد بأنهما متشددان إسلاميان في إسلام آباد سيارة الضابط الباكستاني وهو في طريقه إلى العمل. وقال طاهر علم المسؤول بشرطة المدينة إن البريجادير معين حيدر وسائقه قتلا وأصيب حارس بجراح. وكان حيدر في عطلة في إسلام آباد حيث يعمل مع قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في السودان. وصرح الميجر جنرال أطهر عباس المتحدث باسم الجيش الباكستاني بأن قتل حيدر: «هو عمل إرهابي». وأضاف «الغرض هو القتل واحتلال عناوين الصحف». وحيدر هو ثاني ضابط برتبة عميد يقتل في اقل من أسبوعين بعد هجوم على غرار هجمات الكوماندوز على مقر قيادة الجيش في روالبندي. وقال نويد حيدر وهو صاحب متجر انه شاهد رجلا ملثما يركض قبل أن يسمع طلقات رصاص. وأضاف رجل يستقل دراجة نارية كان في انتظاره في الشارع. ركب الملثم الدراجة النارية وانطلقا بها. وحذر محللون من إمكانية حدوث مزيد من الهجمات في مناطق الحضر مع طرد الجيش للمتشددين من معاقلهم. وتأمل طالبان أن تؤدي هذه الهجمات وما يعقبها من فوضى إلى تقلص رغبة الحكومة الباكستانية في المضي قدما في الحملة العسكرية وفقدان الحملة للتأييد الشعبي. وتعتقد السلطات بأن العديد من الهجمات في باكستان وأخرى في الغرب، هو من تخطيط تنظيم القاعدة وعناصر طالبان في وزيرستان الجنوبية. وقال مسؤولون إن 113 مسلحا على الأقل و16 جنديا قتلوا منذ بدء العملية العسكرية السبت وان أكثر من 120 ألف مدني نزحوا عن منطقة المعارك. وساهمت الأرض الوعرة والألغام والمواجهات العنيفة في إبطاء تقدم القوات الباكستانية واقر مسؤولون بان العملية يمكن أن تستغرق وقتا أكثر مما كان متوقعا. وفي واشنطن، أعلن مسؤولون أن الكونغرس يمكن أن يصادق على فرض قيود أكثر تشددا على المساعدة العسكرية إلى باكستان التي اشتكت من أن مثل هذه الإجراءات تزعزع سيادتها. وتشمل القيود الجديدة الجهود للتأكد من الوجهة النهائية للعتاد المرسل إلى باكستان، بالإضافة إلى التحذير من أن المساعدة الأميركية إلى باكستان يجب ألا تخل بـ«توازن القوى في المنطقة» في إشارة إلى العلاقات المتوترة مع الهند.