كراديتش يقاطع جلسة افتتاح محاكمته في لاهاي.. والمحكمة تؤكد انعقادها

قال إنه لم يُمنح الوقت اللازم للاستعداد للمحاكمة

TT

أعلن الزعيم السياسي السابق لصرب البوسنة، رادوفان كراديتش، في رسالة إلى قضاة محكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا سابقا، أنه سيقاطع الجلسة الافتتاحية الاثنين، حسبما أعلنت وكالة الأنباء الهولندية. وكتب كراديتش في الوثيقة: «أبلغكم في هذه الرسالة أن دفاعي ليس مستعدا للمحاكمة التي ستبدأ في 26 أكتوبر (تشرين الأول)، لذلك لن أحضر في هذا التاريخ». وكان كراديتش، الذي يتولى الدفاع عن نفسه طلب من القضاة من دون جدوى إرجاء بدء محاكمته.

واعتقل كراديتش (64 عاما) في يوليو (تموز) 2008 في بلغراد بعد فرار استمر 13 عاما. وهو متهم بارتكاب جرائم حرب وإبادة وجرائم ضد الإنسانية خلال حرب البوسنة بين العامين 1992 و1995. وهو متهم، خصوصا بالمسؤولية عن حصار سراييفو، الذي أوقع عشرة آلاف قتيل بالإضافة إلى مجزرة المسلمين في سربرينيتسا (شرق البوسنة) في يوليو (تموز) 1995 التي ذهب ضحيتها ثمانية آلاف مسلم. وأكد كراديتش، الذي يساعده في الكواليس حوالي عشرين من الحقوقيين والمحامين «لدينا الآن أسوأ سيناريو ممكن كان يجب تجنبه بأي شكل، وهو محاكمة لسنا مستعدين لها». ودان الزعيم السياسي السابق لصرب البوسنة «ظروف عدم المساواة والظلم المتمثلة في حرمان الدفاع من أبسط الشروط اللازمة للاستعدادات التي تجعل من الدفاع خصما جديا ومحترما». وأضاف «أن أي محام في العالم لا يمكنه الاستعداد في هذه الفترة القصيرة من الوقت، وهذه القضية، التي تعد الأضخم، كان يجب أن تمنح معدل الوقت اللازم (الذي تخصصه محكمة الجزاء الدولية) وهو حوالي سنتين». إلا أن المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة أكدت أن استعدادات المحاكمة ستمضي قدما وفقا لما تقرر. وقالت المتحدثة باسم المحكمة، نيرما جيلاسيتش، في بيان رسمي «ليس هناك أي مؤشر في تلك اللحظة على أن الإجراءات لن تمضي وفقا لما هو مقرر». وأكدت أن المحكمة «هي الهيئة المعنية الوحيدة التي يمكن أن تتخذ قرارا بشأن جاهزية القضية للنظر أمام المحكمة». وأضافت: «أنا وفريقي سنعكف على اتخاذ الاستعدادات بأسلوب أكثر تركيزا. وعندما أكون جاهزة سأبلغ المحكمة ومكتب المدعي العام». وكذلك أكد المدعي العام، سيرج برامرتس، أنه «مستعد لبدء المحاكمة»، وقالت أولغ كافران، الناطقة باسم برامرتس، «إن على القضاة اتخاذ القرار اللازم»، مؤكدة أن «الأهم هو أن تجري المحاكمة، إن لم يكن الاثنين ففي وقت لاحق».

وكان كراديتش قد قدم طلبا في وقت سابق إلى محكمة الاستئناف بتأجيل محاكمته عشرة أشهر، لكنها رفضته. وتشير قوانين المحكمة إلى أن وجود المتهم في المحكمة أمر أساسي لإجراء محاكمة عادلة. وكان أول متهم يرفض المثول أمام المحكمة هو فيسيلين سليفانكانين الكولونيل ليفتنانت السابق من جيش الشعب اليوغوسلافي الذي خضع للمحاكمة بسبب تورطه في مذبحة فوكوفار الكرواتية. وفي الثالث من يوليو (تموز) عام 2003 رفض الحضور بعد استدعائه. وقال رئيس القضاة بعد ذلك إن العسكري السابق سيأتي مرغما «محمولا» إلى المحكمة إذا لم يأت بنفسه طوعا.

وجرى إقناع سليفانكانين في نهاية المطاف بالمثول أمام المحكمة. وتغيب راديسلاف كرسيتش، الجنرال الصربي البوسني، المتهم بالإبادة الجماعية في أعقاب انهيار سربرنيتشا خلال عدة مرات في محاكمته بسبب خضوعه لعلاج طبي. ولما عهد بقضيته إلى محاميه استنتجت المحكمة من ذلك أنه تخلى عن حقه في الحضور. غير أن كراديتش لــم يتخل عـن حقه في المثول أمام المحكمة وأكد صراحة أن قضيته «معقدة» إلى حد أنه لا يمكن أن يدافع أي محـام عنه بشكل جيد.