رئيس الهيئة الوطنية للاستثمار العراقية: سنعمل على عدم إضاعة أي فرصة

شركات أميركية متعاقدة مع الجيش تتطلع للتعاقد مباشرة مع بغداد

TT

اختتم مؤتمر الاستثمار والأعمال العراقي ـ الأميركي أعماله في واشنطن مساء أول من أمس، برسالة واضحة، وهي أن الوقت حان لوجود أميركي اقتصادي أوسع يدعم تثبيت العلاقات السياسية والاستراتيجية الأميركية في البلاد. وكانت جميع التصريحات والخطابات في المؤتمر تركز على مرحلة ما بعد انسحاب القوات الأميركية القتالية من العراق. واعتبر رئيس الهيئة الوطنية للاستثمار في العراق الدكتور سامي الأعرجي، أن «التظاهرة الكبيرة من حيث العدد والنوع التي شاركت، والعدد الكبير من رجال الأعمال، وقد وصل العدد إلى 1100 مشارك و400 طلب لم نقبلها بعد غلق التسجيل» نجاحا للمؤتمر. وأضاف في حوار مع «الشرق الأوسط»: سنشكل لجنة لمتابعة اللقاءات التي فاقت 220 لقاء رسميا، التي ستقيم جميع الاتصالات كي لا تضيع منا أي فرصة». والحكومتان العراقية والأميركية ليستا وحدهما المعنيتين بوضع الخطط لما بعد الانسحاب، فالشركات المتعاقدة حاليا مع الجيش الأميركي أو الدوائر الحكومية الأميركية في العراق تتطلع الآن لإبرام عقود مباشرة مع الحكومة العراقية. وكانت شركة «سايك» الأميركية حاضرة في المؤتمر، وهي شركة متعاقدة مع الحكومة الأميركية لتزويد خدمات متعلقة بالكهرباء والصحة والطاقة في العراق وتعرف السوق العراقية جيدا. وقال أحد موظفيها: «نحن موجودون في العراق الآن ولكن الهدف من زيارة المؤتمر اليوم هو التواصل مع المسؤولين العراقيين مباشرة، وبناء العلاقات معهم مباشرة من دون وسيط من الحكومة الأميركية». وأضاف: «نحن نبني للمستقبل، ونفكر في مرحلة ما بعد الوجود الأميركي الرسمي الضخم في العراق اليوم».

واتفق كولينز وايت، وهو رئيس شركة «ديفينس شيلد» للمعدات العسكرية، مع هذه النظرية وقال «لقد زرت العراق مرتين من خلال فريق تابع لوزارة الدفاع للبحث عن فرص عمل في العراق، ولكن سرعان ما أدركت أنه حان الوقت للتواصل مباشرة مع العراقيين». وبينما ركز المسؤولون العراقيون في تصريحاتهم وجلسات النقاش في مؤتمر الاستثمار على أهمية تطوير القطاعات غير النفطية في الاقتصاد العراقي والابتعاد عن القطاع العسكري في العراق في بناء العلاقات مع الولايات المتحدة، أبدت الكثير من الشركات الأميركية اهتمامها بالقطاعين. وكانت شركة «اكسون موبيل» النفطية العملاقة حاضرة في المؤتمر، حيث تترقب الإعلان عن عقد في العراق خلال الأسابيع المقبلة. وقال مستشار العلاقات العامة في الشركة باتريك ماغين، «نحن هنا لمعرفة الثقافة السائدة في العراق فلم نستثمر فيه منذ أكثر من 30 عاما». وردا على سؤال حول تردد الشركات الأميركية حتى الآن دخول السوق العراقية، قال: «لا استطع أن أتحدث بالنيابة عن آخرين، ولكن نحن شركة محافظة جدا وندرس الأوضاع في البلاد بشكل جيد جدا قبل دخولها، نحن نستثمر المليارات من الدولارات في مشاريع تدوم لعقود وهذا يستدعي الحذر». وكان هناك حضور كبير لرجال أعمال عراقيين مقيمين في العراق وخارجه مهتمين بقطاعات التعليم والصحة والاتصالات وغيرها. وقال الطبيب العراقي المقيم في الولايات المتحدة محمد المالكي «في أي عملية هناك نقطة بداية والعراق ينتقل من المرحلة العسكرية إلى مرحلة الأعمال والسؤال هو: هل يمكن تحقيق الوعود». وأضاف أن الكثير من العراقيين في الخارج والداخل يترقبون نتيجة الانتخابات العراقية لمعرفة مدى إمكانية تحقيق وعود الإعمار. وردا على سؤال حول المخاوف من إمكانية إلغاء عقود بعد الانتخابات المقبلة أو تغيير منهج الحكومة الجديدة في ما يخص الاستثمار، قال الأعرجي، «أنا لا أخشى من تأثير الانتخابات، لأن جميع القوى السياسية مقتنعة بأن الاستثمار أساسي لبناء العراق وبغض النظر عمن يأتي يجب أن يكون برنامجه السياسي داعما لعملية الاستثمار». وحول المخاوف من الفساد الذي يعرقل الاستثمار، قال الأعرجي: «لقد فعلنا نافذة واحدة في العراق للاستثمار كي نمنع تعرض المستثمر للبيروقراطية أو الفساد المالي، وإذا فعلنا نافذة هيئة الاستثمار نعتقد بأن العملية الاستثمارية ستكون محمية».