وكالة الطاقة الذرية تلتزم الصمت لحين استلامها الرد الإيراني على مقترحات التسوية

عدم استبعاد تعديلات إيرانية على مسودة الاتفاق

TT

اعتمدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية سياسة الصمت المطبق لحين تسلمها ما يكشف رسميا عن موقف طهران من مقترح وكالة الطاقة لحل الخلاف النووي، بينما تفيد متابعات «الشرق الأوسط» أن انتظار الوكالة قد يطول حتى الاثنين أو الثلاثاء بحساب يومي عطلة نهاية الأسبوع إضافة إلى أن يوم الاثنين عطلة رسمية احتفاء باليوم الوطني لدولة النمسا حيث مقر الوكالة بالعاصمة فيينا. وتكشف ذات المتابعات أن الوكالة لا تستبعد ردا إيرانيا يتضمن بعض التعديلات على مسودة الاتفاق التي اقترحتها كحل متوازن عقب فشل مفاوضات فيينا النووية التي ضمت كلا من إيران وروسيا والولايات المتحدة الأميركية وفرنسا بدعوة من الوكالة لتوفير الوقود النووي استجابة لطلب إيراني بسبب نفاد الوقود المستخدم لتشغيل مفاعل طهران.

وكانت المفاوضات قد بدأت بداية متفائلة صباح الاثنين الماضي ثم تعثرت لتستمر جانبية وثنائية لمدة يومين والنصف بمقر الوكالة حتى انفضت من دون نتيجة بعد رفض إيراني لاشتراك فرنسا في المفاوضات أو مساهمتها في العملية، فيما صرح السفير الإيراني علي أصغر سلطانية موفد إيران لدى الوكالة ورئيس وفدها بأن روسيا هي المنفذ والمورد الرئيسي.

وذلك بعد أن بادر وزير خارجيته بالتصريح ثاني أيام المباحثات بأن فرنسا غير مرغوب فيها تماما. مضيفا أن بلاده لا تحتاج كثير وقود وبالتالي فإنها لا تحتاج لوفود كثر.

في سياق مواز تتوقع «الشرق الأوسط» ألا تفاجأ الوكالة الدولية بتعديلات قد تتقدم بها إيران على المقترح باعتبار أن هناك متسعا لإدخال بعض التعديلات هنا وهناك طالما كانت معقولة. وباعتبار أن الوكالة لا تسلط سيفا على رقبة أحد لقبول عرضها وفي لحظة محددة ما قد يسمح بمزيد من المشاورات في إطار مقبول وإلا فإن الوكالة بالطبع لن تنتظر إلى ما لا نهاية.

وتشير مسودة الاقتراح الذي رفعه مدير الوكالة الدكتور محمد البرادعي، الذي لم تكشف الوكالة عن فحواه وفقا لتسريبات صحافية إلى أنه يقوم على شحن إيران لنحو 75% من مخزونها من يورانيوم منخفض التخصيب ليتم تخفيضه لدرجة أعلى في روسيا ومن ثم تقوم فرنسا بتحويله إلى رقائق معدنية ليعود إلى إيران لاستخدامه كوقود.

من جانبها أكدت مصادر لـ«الشرق الأوسط» أن الوكالة لن تتسلم فعليا وقودا من أي طرف بل ستقوم بدور المشرف الأساسي على عملية نقل الوقود بموجب الاتفاق بين الأطراف التي لكل منها دور معين. وفي ذلك الإطار فإن دور الوكالة الإشراف ومتابعة تنفيذ شروط الاتفاق والتحقق من ضماناته.

وردا على سؤال من «الشرق الأوسط» عما تواتر أن الوفد الفرنسي قد اعتذر لرصيفه الإيراني عما وصفته طهران من تجاوزات فرنسية سابقة وعدم التزام بمواثيق وقعاها، لم تقطع المصادر بنفي أو إثبات هذا الأمر مؤكدة أن «الحوار المباشر بين الأطراف هو الوسيلة الأمثل لحلحلة الأمور وتوضيح المواقف لتجاوز جروح قديمة لاسيما في هذه المرحلة الفاصلة إذ يعد اقتراح الوكالة اقتراحا معقولا يوفر لكل طرف من الأطراف درجة مما يطمح إليه ويحتاجه». وان من ذلك توفير وقود على وجه السرعة لإيران بجانب طمأنة الغرب باستنفاد مخزونها من اليورانيوم المخصب وعليه فإنها لن تتمكن على الأقل في الفترة الحالية من إنتاج سلاح نووي ولو رغبت في ذلك مما يوفر مجالا لإعادة الثقة ومواصلة الحوار والتعاون وصولا لحل دائم وشامل لقضية الملف النووي الإيراني خاصة في ظل ما يبديه المجتمع الدولي في ضوء مبادرة الرئيس الأميركي باراك أوباما للحوار مع إيران من دون شروط مسبقة مع التنبيه أن هذه المبادرة لابد أن تجد قبولا لدى الطرف الإيراني وإلا فإنها أيضا لن تظل ممدودة إلى ما لا نهاية.