وزير داخلية إيران: لدينا وثائق تظهر أن زعيم «جند الله» في باكستان.. ونطالب بتسليمه

قال خلال زيارة لإسلام آباد إن إيواء باكستان للجماعة لا يخدم مصالح البلدين

TT

نقل التلفزيون الإيراني عن وزير الداخلية الإيراني قوله إن طهران حثت باكستان أمس على تسليمها زعيم جماعة «جند الله» المتشددة، بعد تفجير انتحاري أسفر عن مقتل 42 شخصا في منطقة بلوشستان، وذلك على الرغم من إعلان باكستان أن زعيم الجماعة عبد المالك ريغي موجود في أفغانستان. وقال وزير الداخلية الإيراني مصطفى محمد نجار، الذي وصل إلى باكستان أمس لبحث جهود محاربة جماعة جند الله السنية، للتلفزيون الرسمي في باكستان «لدينا وثائق تظهر أن (عبد المالك) ريغي يسافر بسهولة إلى باكستان.. نحن هنا لنطالب باكستان بتسليم ريغي لإيران».

وأعلنت جماعة جند الله مسؤوليتها عن الهجوم الذي استهدف معرضا للصناعات بمشاركة الحرس الثوري الإيراني في إقليم سيستان وبلوشستان في جنوب شرقي البلاد. وأسفر الهجوم عن مقتل 15 من رجال الحرس الثوري، من بينهم ستة ضباط كبار، و27 آخرين. وتقول إيران إن جماعة جند الله لها قواعد في باكستان. وقال نجار إن إيواء ريغي «لا يخدم علاقات حسن الجوار بين الدولتين». وتتهم إيران الولايات المتحدة وبريطانيا بدعم جماعة جند الله، ولمحت إلى أن الجماعة لديها علاقات بالمخابرات الباكستانية. وتنفي كل من واشنطن ولندن وإسلام آباد الضلوع في الهجوم.

وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن قائدا كبيرا في الحرس الثوري الإيراني طالب يوم الثلاثاء الماضي بالسماح لقوات الحرس بمحاربة الإرهابيين داخل أراضي باكستان. ولم تقدم وسائل الإعلام تفاصيل أو توضح ما إذا كان الجنرال محمد باكبور يشير إلى إذن من السلطات الباكستانية أم من السلطات الإيرانية. وقال التلفزيون الإيراني يوم الثلاثاء إن ثلاثة أشخاص اعتقلوا لصلتهم بالهجوم، لكنه لم يكشف عن تفاصيل. ويعيش كثير من السنة الذين يشكلون أقلية في إيران في المنطقة الصحراوية النائية التي تشهد تزايدا في الهجمات والاشتباكات بين قوات الأمن وكل من المسلحين البلوخ المسلمين السنة ومهربي المخدرات.

وألقيت المسؤولية على جماعة جند الله التي تتهم الحكومة بالتمييز ضد السنة في الكثير من الهجمات القاتلة في السنوات القليلة الماضية. وذكرت تقارير أنها أعلنت المسؤولية عن تفجير مسجد في إقليم سيستان وبلوشستان في مايو (أيار) الماضي أسفر عن سقوط 25 قتيلا. ويتصدى الحرس الثوري الإيراني المعروف بولائه الشديد للزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي لمسؤولية الأمن في المناطق الحدودية.

إلى ذلك، قال وزير الداخلية الباكستاني رحمان مالك إن بلاده عاقدة العزم على مواصلة التعاون الجاد مع إيران وتعزيز التعاون الأمني بين البلدين. وأشار مالك في تصريح لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا» في إسلام آباد إلى الاعتداء الذي شهدته محافظة سيستان وبلوشستان، معربا عن أسفه لمقتل عدد من قادة الحرس الثوري وأهالي المحافظة جراء الهجوم.

وتطرق إلى الأواصر التاريخية والدينية والثقافية التي تربط البلدين، منوها بالهجمات «الإرهابية» ضد إيران وقال «إننا ندرك مدى قلق الإخوة الإيرانيين، لكن الحقيقة أن زعيم جند الله عبد المالك ريغي وجماعته غير متواجدين على الأراضي الباكستانية، وأن إسلام آباد سلمت مؤخرا 18 عنصرا من أعضاء هذه المجموعة، ومن ضمنهم شقيق عبد المالك ريغي إلى إيران حتى تثبت تعاونها مع طهران». وقال إن سياسة إسلام آباد تتمحور حول إقامة تعاون دائم مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وإن باكستان ترغب في تعزيز التعاون المشترك في مجال ضبط الأمن في الحدود المشتركة. واعتبر التطرف والإرهاب يهددان المنطقة داعيا إلى توسيع التعاون الأمني بين بلدان المنطقة، خاصة بين إيران وباكستان وذلك لمكافحة هاتين الظاهرتين المستفحلتين.