الصومال: حركة الشباب تهدد بنقل المعركة من مقديشو إلى عاصمتي أوغندا وبروندي

الرئيس الأوغندي: إذا حاولوا مهاجمتنا فسيدفعون الثمن غاليا

أحد عناصر تنظيم الشباب الصومالي يقوم بتنظيف سلاحه جنوب مقديشو أمس (رويترز)
TT

هددت حركة الشباب المجاهدين الصومالية باستهداف عاصمتي أوغندا وبروندي ونقل المعركة الي هناك، انتقاما لمقتل المدنيين الصوماليين في قصف لأحد أسواق العاصمة مقديشو يوم أمس، التي سقط فيها 80 شخصا بين قتيل وجريح. واتهم الشيخ علي محمد حسين، وكيل حركة الشباب في العاصمة مقديشو، قوات الاتحاد الأفريقي بتعمد استهداف المدنيين في سوق البكاروا، كما اعتادوا علي ذلك في كل مرة تتعرض قواتهم لهجمات «المجاهدين» وقال إن الحركة ستنتقم للذين قتلوا في هذا الهجوم».

وأضاف القيادي البارز في حركة الشباب المجاهدين «إن المعركة الجارية في مقديشو حاليا ستنقل إلى كمبالا وبوجمبورا وإلى أماكن أبعد من ذلك، وستبدأ الحرب هناك لتدخل إلى بيوت الأوغنديين والبرونديين، سوف تسمعون قريبا عن نحيب وبكاء الأوغنديين والبرونديين في كمبالا وبوجمبورا، كما بكت الأسر الصومالية علي قتلاها يوم أمس». وأضاف «أن الهجمات الأخيرة دليل واضح علي أن قوات الاتحاد الأفريقي في حالة حرب مع الشعب الصومالي، وأن الغزاة «الكفار» سينهزمون في هذه الحرب، كما انهزم من قبلهم الأميركيون والإثيوبيون، الذين كانوا أكثر عددا وأكثر قوة من القوات الأفريقية». ونفى الميجور بريجي بهوكو، المتحدث باسم قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي في مقديشو، قيام القوات الأفريقية بقصف سوق «البكارو» وألقى بمسؤولية سقوط المدنيين على قنابل المتمردين. وقال بهوكو لوكالة «رويترز» «لم نقصف أي مكان، نتحرى الأمر وكذلك الحكومة الصومالية، الشباب يريدون جرنا إلى حربهم، إنهم يقصفوننا ثم يقصفون سوق «البكارو» أيضا ثم يبلغون الناس هناك أن قوات حفظ السلام هي التي قتلت المدنيين، نعرف أساليبهم». وأضاف بهوكو «أيضا لا نستخف يتهديداتهم. أي محاولة لمهاجمة بوروندي أو أوغندا ستقابل بإجراء حاسم وسيتم دحرها».

وحذر الرئيس الأوغندي يويري موسيفيني، حركة الشباب المجاهدين من الإقدام على أي شيء يستهدف أوغندا، وقال للصحافيين في كمبالا، «هؤلاء الإرهابيون إذا حاولوا مهاجمتنا فسيدفعون الثمن غاليا». وكانت حركة الشباب المجاهدين قد هددت سابقا بمهاجمة كينيا، إذا لم توقف دعمها للحكومة الصومالية، وبعد هذا التهديد قامت كينيا بإغلاق حدودها مع الصومال وحشد عدد كبير من العناصر الأمنية في الشريط الحدودي بين البلدين. ويصل عدد القوات الأوغندية والبروندية الموجودة في العاصمة الصومالية إلى 5100 جندي وتقوم هذه القوات بحماية المقرات الحكومية والمطار والميناء والقصر الرئاسي، إضافة إلى عدد من الشوارع الرئيسة في العاصمة. وتتعرض لهجمات مستمرة من قبل الفصائل الإسلامية المعارضة التي تطالب بخروج هذه القوات من الصومال. عل الصعيد الميداني يسود هدوء حذر العاصمة الصومالية مقديشو بعد يوم من المعارك الدامية والقصف العنيف بين قوات الحكومة الصومالية التي تساندها قوات الاتحاد الأفريقي وبين المقالين الإسلاميين المعارضين، ولم تحدث مواجهات بين القوات الحكومية التي تساندها قوات الاتحاد الأفريقي وبين المقاتلين الإسلاميين يوم الجمعة. لكن الطرفين لا يزالان في حالة استنفار، مما يجعل احتمالات اندلاع الاشتباكات بين الطرفين أمرا واردا في أي لحظة. علي صعيد آخر، أعلن في العاصمة الكينية نيروبي عن إنشاء لجنة إقليمية لدعم الحكومة الصومالية وتتكون هذه اللجنة من الأمم المتحدة إلى جانب عدد من الدول الأوروبية ومهمتها تنسيق الدعم المقدم إلى الحكومة الصومالية. وانبثقت اللجنة عن اجتماع جرى بين رئيس الوزراء الصومالي عمر شارماركي، ومبعوث الأمين العام إلى الصومال السفير أحمدو ولد عبد الله، ومن المقرر أن يبدأ رئيس الوزراء الصومالي، عمر شارماركي، غدا الاثنين جولة أوروبية تشمل بريطانيا وإيطاليا وبلجيكا والنرويج، في مسعى لحشد الدعم للحكومة الصومالية، التي تعاني من نقص كبير في الإمكانيات المادية، في الوقت الذي تواجه فيه معارضة مسلحة شرسة من قبل الفصائل الإسلامية المعارضة لها. وكان الاتحاد الأوروبي قد وعد بتقديم معونة مالية تصل إلى 230 مليون دولار في مارس (آذار) الماضي للحكومة الصومالية أثناء اجتماع خاص لبحث الوضع في الصومال، لكن هذه الوعود لم تتحقق بعد. وفي المياه الصومالية اختطف قراصنة صوماليون سفينة هندية تحمل علم بنما، في المثلث المائي بين الصومال وكينيا وجزر سيشل.