عريقات لـ«الشرق الأوسط»: موقفنا الرسمي.. وقف الاستيطان هو مدخل المفاوضات وأبلغناه للأميركيين

كلينتون في تقريرها لأوباما: التحديات ما زالت قائمة والجهود مستمرة مع الطرفين

TT

قال صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، إن الهوة بين الموقفين الفلسطيني والإسرائيلي في موضوع استئناف المفاوضات لا تزال عميقة. والسبب كما أضاف عريقات لـ«الشرق الأوسط»، هو أن «إسرائيل لا تزال ترفض الالتزام بوقف البناء الاستيطاني في جميع الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس الشرقية المحتلة، وأحب أن أوضح أن وقف الاستيطان هو التزام بموجب خريطة الطريق وليس شرطا فلسطينيا».

وتابع عريقات القول، «أنا شخصيا سلمت رسميا للإدارة الأميركية ممثلة بوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، ومستشار الأمن القومي الجنرال جيم جونز، وجورج ميتشل المبعوث الأميركي الخاص للسلام في الشرق الأوسط، وفريقه، الموقف الرسمي الفلسطيني، وهو أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وكذلك أعضاء اللجنة التنفيذية للمنظمة، يعتبرون أن المدخل الوحيد لاستئناف مفاوضات الوضع النهائي، يتمثل بوقف الاستيطان بالكامل، بما فيه النمو الطبيعي في الضفة الغربية والقدس، مع مرجعية تحدد أن هدف عملية السلام هو إنهاء الاحتلال للأراضي، الذي بدأ عام1967 ». واستطرد قائلا «إن أي محاولة للالتفاف على الالتزام الإسرائيلي، سيكون مصيرها الفشل، وبعبارة أخرى لن نقبل بحلول وسط في ما يتعلق بالاستيطان، لأنه لن تكون هناك عملية سلام حقيقي ذات مصداقية من دون أن تمر عبر بوابة وقف الاستيطان، بما فيه النمو الطبيعي (الذي يتحدث عنه الجانب الإسرائيلي). هذا هو موقفنا الرسمي».

وأوضح عريقات، «أن الجانب الفلسطيني لا يمكن أن يقبل بعودة المفاوضات في حال استئنافها إلى المربع الأول، بل من عند النقطة التي انتهت إليها». وردا على ما يروج إليه الجانب الإسرائيلي عن قرب استئناف المفاوضات، قال عريقات، الذي عاد أول من أمس من واشنطن، «ما ينشر في إسرائيل في هذا الصدد غير صحيح على الإطلاق، الهوة واسعة جدا، ونحن لسنا قريبين من استئناف المفاوضات».

ونقل عن لسان المفاوضين الإسرائيليين مستشار الشؤون الفلسطينية لرئيس الوزراء، يتسحاق مولخو، ورئيس طاقم وزير الدفاع، مايك هيرتسوغ، أن تقدما بطيئا أحرز في المحادثات غير المباشرة التي يرعاها ميتشل، الرامية لاستئناف المفاوضات، المتوقفة بين الطرفين منذ قمة ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بين رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت والرئيس الفلسطيني أبو مازن. وتابع عريقات «هذا كلام غير صحيح، أصلا ليست هناك مفاوضات لا مباشرة ولا غير مباشرة مع الجانب الإسرائيلي»، موضحا أن المحادثات التي جرت قبل أيام قليلة وما سبقها من محادثات، في واشنطن كانت محادثات فلسطينية ـ أميركية، وليست مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل. وقال «إن ما بيننا وبين الأميركيين هي منظومة الالتزامات في المرحلة الأولى من خريطة الطريق، والمرجعية التي حددتها المحادثات السابقة، وليست العودة إلى المربع الأول».

وفي واشنطن قالت كلينتون في تقريرها إلى الرئيس أوباما حول سير الجهود لإحياء المفاوضات. إن «التحديات ما زالت قائمة» أمام فرص استئناف المفاوضات، موضحة أن الجهود الأميركية ستواصل العمل على معالجة تلك التحديات.

وأكد ميتشل نفسه الليلة قبل الماضية، أن الجهود لاستئناف المفاوضات ستتواصل وأنه من السابق لأوانه الحديث عن فشل الجهود، مؤكدا أن إدارة أوباما، ملتزمة جدا بعملية السلام، ولم يسبق لرئيس أن تعامل مع هذه المسألة منذ الأيام الأولى لإدارته، سوى الرئيس أوباما. وسيعود ميتشل للمنطقة خلال الأيام المقبلة. كما أن قضية استئناف المفاوضات ستكون في مقدمة المحادثات التي ستجريها كلينتون مع وزراء الخارجية العرب في المغرب، حيث ستحضر اجتماعات «منتدى المستقبل» في الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وفي تصريح حول الجهود الأميركية، قال مسؤول في البيت الأبيض، إنه منذ لقاء نيويورك الثلاثي بين أوباما وأبو مازن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي، «خاض السناتور ميتشل محادثات شديدة في واشنطن وفي المنطقة مع الإسرائيليين والفلسطينيين وقادة عرب آخرين، كما تواصلت الوزيرة كلينتون شخصيا مع الأطراف والقادة في المنطقة، سواء عبر الهاتف أو اللقاءات الثنائية». وحول لقاء كلينتون بأوباما الليلة قبل الماضية في البيت الأبيض، أوضح المسؤول أن «الوزيرة قالت للرئيس إن التحديات ما زالت قائمة، بينما الولايات المتحدة تستمر في العمل مع الطرفين لإعادة إطلاق المفاوضات في بيئة يمكن لها أن تنجح فيها». وكان تقييم كلينتون، بحسب المسؤول من البيت الأبيض، أن الفلسطينيين «وثقوا جهودهم حول الأمن وإصلاح المؤسسات الفلسطينية»، ورغم ذلك قالت بمطالبتهم بـ«فعل المزيد في هذا الصدد وأن يعملوا على وقف التحريض ومنع الإرهاب».

أما في ما يخص الجانب الإسرائيلي، فالوضع حسب كلينتون، ما زال عالقا على النشاط الاستيطاني، وتعتبر الإدارة الأميركية أن على إسرائيل أن تترجم تعهداتها بوقفه على الأرض. وقال المسؤول الأميركي إن «الإسرائيليين خففوا القيود على تحركات الفلسطينيين واستجابوا لمطالبنا بوقف جميع النشاط الاستيطاني، بالتعبير عن استعداد للحد منه، ولكن عليهم أن يترجموا ذلك إلى عمل حقيقي وذي معنى». وأضاف المسؤول أن كلينتون أبلغت أوباما أيضا بحاجة الإسرائيليين لـ«فعل المزيد لتحسين الحياة اليومية للفلسطينيين». وكررت الإدارة الأميركية أمس، أن «على الطرفين المضي قدما تجاه مفاوضات مباشرة». على صعيد آخر، من المرتقب أن تشهد واشنطن نقاشات حامية بين يهود أميركيين وإسرائيليين حول مستقبل المفاوضات والموقف الإسرائيلي منها، في مؤتمر منظمة «جي ستريت» الأول، وهي منظمة يهودية أنشئت عام 2008 وتقول إنها مؤيدة لإسرائيل ومؤيدة لسلام قائم على أساس الدولتين. وسيحضر ناشطو سلام يهود وأميركيون المؤتمر الذي من المتوقع أن يلقي فيه مستشار الأمن القومي الأميركي الخطاب الرئيسي. ويبدأ المؤتمر أعماله غدا ويستمر حتى الثلاثاء المقبل. ومن الملفت أن السفير الإسرائيلي في واشنطن، مايكل اورين، رفض حضور المؤتمر، بينما تزداد انتقادات الأميركيين والإسرائيليين اليمينيين للمنظمة. ومنذ أيام، تشهد الصحف الأميركية والإسرائيلية حراكا حول منظمة «جي ستريت» وعزمها على دفع السلام كوسيلة دفاع عن إسرائيل.