السلطة تتهم إيران مجددا بعرقلة الاتفاق وحماس تصر على مناقشة الورقة المصرية أولا

«المركزي» يفوض عباس اليوم بمصير الانتخابات

TT

اتهمت السلطة الفلسطينية إيران مجددا بالوقوف وراء منع حماس من توقيع اتفاق المصالحة. وقال وزير الأوقاف الفلسطيني محمود الهباش «إن الانقسام ليس أمرا فلسطينيا وليس قرارا فلسطينيا، وإن أصحاب الانقسام، هم أولئك الذين قتل جدُّهم عمرَ بن الخطاب (في إشارة إلى أبو لؤلؤة المجوسي).

واعتبرت السلطة أن ملاحظات حماس على الورقة المصرية، «ليست ثانوية» وإنما «تطيح بالقانون الأساسي وبالرئيس وصلاحياته وبالانتخابات والأمن». وقال ياسر عبد ربه، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، «هم لا يريدون اتفاقا ولا يريدون ورقة مصرية ولا غيرها، بل يريدوننا أن نذهب إلى المجهول».

وأوضح في بيان أن «الخلافات تنصب بشكل أساسي على موضوعي الانتخابات والأمن». وقال: «حماس تريد أن تسلب الرئيس أي صلاحية أو دور في موضوع الانتخابات، وتريد أن يصبح لديها فيتو على كل ما يتعلق بالانتخابات، سواء لجنة الانتخابات أو المحكمة الانتخابية أو حتى أي عضو في اللجنة لا يعجبهم، وهذا يتعارض مع القانون والنظام السياسي». وأضاف: «ملاحظاتهم تعني أننا إذا قبلناها لن نشهد انتخابات رئاسية وتشريعية في حياتنا».

ويعقد المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، اجتماعا اليوم، يتوقع أن يعطي فيه تفويضا للرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) بإجراء الانتخابات في موعدها أو تأجيلها إذا اقتضت الضرورة ذلك.

ويجد عباس نفسه مضطرا لإصدار مرسوم حسب القانون قبل 25 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي يدعو فيه لإجراء انتخابات في 25 يناير (كانون الثاني( المقبل»، أي قبل 100 يوم من موعد الانتخابات. ولا يعنى صدور القرار أن تنظم الانتخابات في موعدها فعلا. ورغم أن تيارات في فتح تؤيد ذلك وتدعو لإجرائها وفق النظام النسبي الكامل، فإن قيادة الحركة تفضل أن تنتظر اتفاقا مع حماس خلال الأشهر الثلاثة الحالية، يصدر بعدها عباس مرسوما آخر بإجراء الانتخابات في موعد جديد، أما إذا لم تتم المصالحة، فسيصدر مرسوما يعلن فيه تعذر إجرائها. وتظل جميع الخيارات مفتوحة.

وجددت حماس على لسان إسماعيل رضوان القيادي في الحركة حرصها على إنجاح الحوار والجهود المصرية الرامية للمصالحة. لكنه قال إن حماس على استعداد فوري للتوقيع على الورقة المصرية، على أن يتم إخضاعها للنقاش، وتابع «هناك عدة نقاط اتفق عليها مع المسؤولين المصريين، جرى إسقاطها من الورقة، ولا بد من التحاور بشأنها قبل التوقيع». وتقول حماس إنها بانتظار دعوة من القاهرة من أجل الذهاب لمناقشة هذه القضايا.

وتحث الفصائل الأخرى حماس على التوقيع الفوري على الورقة، كما توقع الأسير مروان البرغوثي، عضو اللجنة المركزية لفتح، أن تتراجع حماس وتوقع الاتفاق قريبا. وفي خطبة الجمعة، قال الهباش إن استمرار الانقسام يخدم مصلحة إسرائيل لأنها «لا تريد أن تمنحنا أي استحقاق سياسي متذرعة بالانقسام، ولفت إلى أن بعض الأطراف لا تريد إتمام المصالحة، وكلما اقتربنا من إنجازها خرجوا علينا من بعض العواصم العربية بحجج جديدة لا هدف لها إلا إدامة الانقسام». وقال الهباش «إن باب التوبة دائما مفتوح، ونحن نعلم أن هناك الكثير من الأطراف غير راضية عن استمرار الانقسام، ودعاهم إلى التوبة والخروج عن صمتهم وقول كلمة الحق بمن ارتكب ذنوبا بحق شعبه وقيادته وقضيته الوطنية.

وأضاف «شعبنا يستحق قيادة تشعر بشعوره، وتحس بإحساس الأطفال الذين لا يجدون قلم رصاص يكتبون به، لا أناس يقودونهم إلى مذابح الشهوات والمصالح الحزبية والفئوية، وإن شعبنا يستحق قيادة تعيش معاناته وترد الأذى عنه ما استطاعت».