ليبرمان يهاجم العالم: تتخذون مواقف مسبقة ضد إسرائيل من دون تفكير

متظاهرون أميركيون يهاجمون أولمرت كلاميا ويطالبونه بمغادرة بلادهم لأنه «مجرم حرب»

TT

في الوقت الذي تبذل فيه إسرائيل جهودا كبيرة لصد الاتهامات الواردة في تقرير غولدستون، بارتكابها جرائم حرب في العدوان على قطاع غزة، ووصلت هذه الاتهامات إلى درجة محاولة طرد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، إيهود أولمرت، من الأراضي الأميركية لمسؤوليته المباشرة عن تلك الجرائم، خرج وزير الخارجية الإسرائيلي اليميني المتطرف، أفيغدور ليبرمان، بهجوم كاسح على العالم أجمع. فقال إن غالبية دول العالم تتخذ مواقف عدائية مسبقة من إسرائيل بشكل أعمى ومن دون تفكير.

وكان ليبرمان يتحدث في مكالمة هاتفية مع الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الليلة قبل الماضية. وحرص مكتب مستشاره الإعلامي على تسريب مضمون المحادثة إلى وسائل الإعلام، واتضح منها أنه قال إن هناك أغلبية «أوتوماتيكية» ضد إسرائيل في جميع مؤسسات الأمم المتحدة، بغض النظر عن الموضوع أو مدى صحته. فبمجرد طرح مشروع فلسطيني أمامهم، يرفعون أيديهم مصوتين ضد إسرائيل. وتساءل: «كيف بعد هذا تريدوننا أن نجري مفاوضات مع الفلسطينيين ونتنازل لهم. هل يعقل أن يحرض الفلسطينيون علينا في العالم كله في الليل، ويجلسون معنا على طاولة مفاوضات في النهار».

من جهة ثانية، كشف النقاب عن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، أولمرت، يقوم بجولة في الولايات المتحدة منذ أسبوع لشرح الموقف الإسرائيلي من تقرير غولدستون. وقد دعي إلى أربع محاضرات في الجامعات الأميركية، خلال هذه الجولة. وفيها جميعا جوبه بمظاهرات تطالبه بمغادرة أراضي الولايات المتحدة لأنه مجرم حرب.

ففي جامعة شيكاغو وسان فرانسيسكو وكنتاكي ونيو ايرليانز، تذكروا أن الحرب العدوانية على قطاع غزة، تمت في عهد حكومة أولمرت. فنظمت مظاهرات خارج القاعات رفعت فيها صور تبين بعض الدمار الذي ألحقته آلة الحرب الإسرائيلية في غزة وصور بعض القتلى من الأطفال والنساء. وأسمعت صرخات داخل القاعات، مثل: «أنت مجرم حرب وقاتل، فاخرج من بلادنا»، و«عار على سان فرانسيسكو أن تستضيف مجرم حرب»، و«اخجل على نفسك وعد إلى بيتك أيها المجرم»، و«كم طفلا قتلتم صباح اليوم».

وأكدت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن رجال الأمن الأميركيين تصرفوا بفظاظة مع المحتجين. فكل من هتف ضد أولمرت، أبعد عن القاعة. ومن حاول تصوير المحاضرة، صودرت آلة التصوير منه. وتم الاعتداء على طالبة يهودية في سان فرانسيسكو، قاطعت أولمرت وصاحت في وجهه: «أنا يهودية. وأنت وأمثالك ارتكبتم جرائم حرب باسمي، وأنا لا أريد ذلك».

وهاجم ناطق بلسان الخارجية الإسرائيلية هذه المظاهرات. وادعوا أن طلابا فلسطينيين هم الذين يقفون وراءها. ولكن خبيرا في الشؤون الأميركية قال إن الأجواء في الجامعات الأميركية هي في الأصل معادية لإسرائيل. وأن هذا الأمر يحتاج إلى خطة إسرائيلية ناجعة لمواجهته، خصوصا بعد تقرير غولدستون.

وجدير بالذكر، أن الحكومة الإسرائيلية تنشر عددا كبيرا من السياسيين والباحثين والدبلوماسيين في مختلف أنحاء العالم لشرح الموقف الإسرائيلي الرافض لتقرير غولدستون. وهي تحاول الدفع باتجاه تعديل بنود ميثاق جنيف حول قوانين الحرب، بدعوى أنها باتت قديمة ووضعت في وقت لم يكن فيه العالم قد انتكب بعمليات إرهاب. وأن ميثاق جنيف لا يصلح لقوانين مكافحة الإرهاب.

وأعرب مسؤول ملف الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا، الذي يزور إسرائيل، عن توافقه مع هذا الموقف الإسرائيلي وقال إنه يرى ضرورة في إعادة النظر في ميثاق جنيف وتعديله بما يتلاءم وشروط مكافحة الإرهاب. وقال إنه شخصيا يعرف ما هي خطورة الإرهاب. وإنه يعالج هذا الموضوع منذ أن شغل منصب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، وقبل ذلك «فقد مرت علي عدة أيام، كنت فيها أشترك في جنازة لضحية الإرهاب في كل يوم».

ولكنه انتقد، في الوقت نفسه، إسرائيل لأنها لم تتعاون مع لجنة غولدستون. وقال: «غولدستون هو قاض نزيه وشخصية عالمية معروفة بالاستقامة. وكان على إسرائيل أن تتعاون معه وتفتح أمامه الملفات وتعطيه كل الأدوات اللازمة لإجراء تحقيق شامل. عدم تعاونكم جعل التقرير خاليا من وجهة نظركم».